هنية في أول ظهور علني يطالب بإنهاء أزمة حزب الله ويؤكد احترامه لمصر

كتائب الأقصى: قطعنا علاقتنا بحزب الله ورفضنا طلبها باتخاذ موقف ضد القاهرة

إسماعيل هنية محاصرا بحرسه الشخصي أثناء أول ظهور له بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)
TT

في أول ظهور علني له في مكان عام بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في 27 ديسمبر (كانون الأول)، والتي استمرت 22 يوما، أكد القيادي في حركة حماس ورئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، أن حركته تحترم أمن واستقرار الدول العربية، في إشارة إلى جمهورية مصر، إثر الأزمة الناشبة بينها وبين حزب الله اللبناني.

وطالب هنية «مصر العربية»، بعد إلقائه خطبة الجمعة في المسجد الغربي، في مخيم الشاطئ، حيث يسكن، «أن تحتوي هذه القضية، من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية، من أجل الانتباه للقضايا الكبرى وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى الذي يتعرض لهجمة خطيرة».

وقال هنية: «نؤكد على ضرورة احترام استقرار وأمن دولنا وشعوبنا»، ومضى يقول: «ولكن نؤكد على ضرورة احترام حركات المقاومة في منطقتنا التي دافعت عن الأوطان وشعوبها وهزمت الاحتلال الإسرائيلي».

وتمنى رئيس الوزراء المُقال أن لا تؤثر قضية حزب الله ومصر، على استمرار الدعم للشعب الفلسطيني وقطاع غزة على وجه الخصوص، محذرا من محاولات إسرائيلية للوقيعة بين الدول العربية وحركات المقاومة في المنطقة. وشدد على أنه يجب «أن لا نتفرغ بعضنا لبعض».

وكان هنية اتهم في خطبة الجمعة «أجهزة الإعلام الإسرائيلية، بـ(النفخ) في هذا الخلاف، مؤكدا على الموقف الواضح بعدم العبث بأمن أي دولة عربية، وضرورة الوقوف إلى جانب برنامج الصمود ودعا إلى حل عاجل لهذه الأزمة بما يخدم المصالح العليا للأمة.

وتعهد هنية في خطبة الجمعة بأن حكومته لن تفرط في تحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وقال إنهم في قلب كل فلسطيني. مؤكدا أن الجهود متواصلة لإطلاق سراح الأسرى كافة حتى يعودوا إلى أهلهم وذويهم أعزة كرماء. وردا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، الذي اشترط على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، قال هنية إن من حق الشعب الفلسطيني العيش في أرضه، وإن تصريحات نتنياهو إنما هي صيحة «تشنج صهيوني».

وظهر بالأمس أيضا، لأول مرة بشكل علني في غزة القيادي البارز في حماس محمود الزهار، وقال في خطبة الجمعة في مسجد ثان إن حركته اليوم أصبحت تمتلك أسلحة أفضل من الأسلحة التي كانت تمتلكها قبيل اندلاع الحرب على قطاع غزة.

ومن جهة ثانية، أكدت كتائب شهداء الأقصى «مجلس شورى مجموعات الشهيد أيمن جودة»، أنها اتخذت قرارا لا عودة فيه يتمثل في قطع العلاقة بأشكالها كافة، التي كانت تربط الكتائب بحزب الله.

وقالت الكتائب، في رسالة وجهتها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»: «إن هذا القرار جاء بعد الاستناد للقناعات الحركية الفتحاوية، ومن بعدها القناعات الوطنية الفلسطينية»، وعلى اعتبار أنها «لن تكون أداة فلسطينية في يد غير فلسطينية، تعبث بالمصلحة الفلسطينية العليا وعلاقاتها العربية».

وتابعت الكتائب: «إن ما حدث من عبث واختراق للأمن القومي المصري من قِبل حزب الله والذي بدوره طلب منا موقف معلن ضد ما تتخذه مصر من إجراءات ضده، فرجحنا بذلك المصلحة الفلسطينية البعيدة عن أي تأثير خارجي والعلاقات الفلسطينية، وتحديدا العلاقة مع مصر الشقيقة، باعتبارها بوابة القضية الفلسطينية العادلة فرفضنا اتخاذ أي موقف».

وقالت الكتائب في رسالتها: «إننا كنا وما زلنا جزءا أصيلا من حركة التحرير الوطني الفلسطيني التي رفضت، وما زالت ترفض، كل الاستقطابات الخارجية التي لا تُعنى بالمصلحة الوطنية العليا».

وأضاف قائلا: «إن العلاقة التي كانت تربطنا بحزب الله اللبناني كانت على اعتبار أنه الداعم المادي الوحيد للكتائب، ولم تستند على تقاطعات وطنية أو مذهبية أو أجندات إقليمية».

وأشارت الكتائب إلى أن القناعات الوطنية داخل المجموعات تستند إلى ضرورة التأكيد بأن القضية الفلسطينية، حضنها الشرعي وعمقها الاستراتيجي، هي الروح الفلسطينية البحتة والعمق العربي والإسلامي دون أي تأثيرات تمس بمصالحنا الوطنية الفلسطينية العليا. وأن هذا القرار جاء أيضا لإنهاء حالة اللغط وعدم الوضوح في شكل ومضمون توجهاتها وارتباطاتها كجزء من النسيج الحركي الوطني داخل الجسم الفتحاوي الفلسطيني. ومعروف أن فصائل فلسطينية مسلحة، ومن بينها مجموعات تابعة لحركة فتح تتلقى دعما ماديا ولوجستيا من حزب الله، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووصف هذا الدعم بأنه كبير.