باراك ينضم إلى بيريس ويعترف بالمبادرة العربية ركيزة أساسية في عملية السلام

ميتشل يمهل نتنياهو 4 إلى 6 أسابيع لعرض خطته السلمية حول القضية الفلسطينية

TT

ذكرت مصادر سياسية في إسرائيل أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وافقت على مضض أن تعطي حكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو مهلة لعرض خطتها السياسية لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وطلبت منها أن تكون تلك الخطة واضحة ومن دون شروط مسبقة.

وقالت هذه المصادر إن جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، تساءل خلال لقائه مع نتنياهو عن سبب الحاجة إلى وقت طويل لبلورة هذه الخطة. ونقلت عن أحد مرافقي ميتشل قوله إن نتنياهو طلب مهلة من 12 ـ 14 أسبوعا، وأن ميتشل استهجن الطلب وقال لطاقمه «لقد كان لدى نتنياهو 10 سنوات كاملة يقرر فيها ما هو برنامجه السياسي، فهل يعقل أنه خاض الانتخابات وفاز فيها من دون أن يكون لديه برنامج سياسي؟!!». وأوضح ميتشل لنتنياهو أن الرئيس أوباما سيدعوه لزيارة البيت الأبيض في نهاية مايو (أيار) المقبل وأنه يأمل أن يكون قد انتهى من إعداد برنامجه السياسي ليعرضه عليه.

وكان نتنياهو قد وافق على مبدأ إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين للتسوية الدائمة على أساس «دولتان للشعبين». بيد أنه اشترط لبدء المفاوضان أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية وأن يتخلوا عن حق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم وقراهم التي رحلوا عنها في فترة النكبة، سنة 1948. وأوضحت هذه المصادر أن ميتشل لم يعترض على مطلب نتنياهو بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية، مع العلم بأن وضع هذا الاعتراف شرطا للمفاوضات أثار غضبا شديدا لدى القيادة الفلسطينية ولدى قيادة المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48). فقال د. صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، إن هذا الشرط يجعل من قضية السلام مسخرة. وقال النائب الطيبي رئيس كتلة القائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير في إسرائيل إن هذا المطلب هو شرط تعجيزي كانت قد وضعته تسيبي ليفني من قبل ورفضته منظمة التحرير الفلسطينية، وهي ترفضه الآن مرة أخرى. ودوافع نتنياهو هي أن يوهم العالم بأن الفلسطينيين هم الذين لا يريدون السلام, في محاولة بائسة لتغيير صورة حكومته اليمينية أمام العالم.

وقال الطيبي، هذا المطلب مرفوض من ثلاث نواح: أولا: إن تعريف الدول ليس من شأن الدول الأخرى، ولم يحدث أن طلب أي كيان من كيان آخر بأن يقوم بتعريفه. ثانيا: هذا المطلب فيه إلغاء لحق العودة وهو أيضا أمر مرفوض رفضا باتا. وثالثا: إنه يمس بحقوق مليون و200 ألف عربي فلسطيني يعيشون داخل إسرائيل.

وفي وقت لاحق قال ميتشل إنه يسعى إلى قيام دولتين للشعبين، واحدة يهودية للشعب اليهودي وأخرى فلسطينية للشعب الفلسطيني، مما فهم على أنه موافقة أميركية على مطلب نتنياهو، ولكن ناطقا بلسان ميتشل رفض وضع أية شروط على المفاوضات. واعتبر رجال نتنياهو ذلك «تأييدا أميركيا لإعلان إسرائيل كدولة يهودية ولكن من دون تحويل هذا الموضوع إلى شرط للمفاوضات». من جهة ثانية قال مقرب من وزير الدفاع رئيس حزب العمل، ايهود باراك، إنه اقترح على نتنياهو التوجه إلى صفقة شاملة مع الولايات المتحدة تبنى على الأسس التالية: الاتفاق على سياسة مشتركة إزاء إيران، إجراء مفاوضات سلام مع الفلسطينيين والسوريين بشكل مواز، التجاوب مع طلبات إسرائيل العسكرية (ضمان استمرار تمويل تطوير صاروخ «حيتس» المضاد للصواريخ وتخفيض سعر طائرة «إف 35»، وهي آخر صرعة في الطيران الحربي في العالم، حتى تستطيع إسرائيل شراءها). وأكد هذا المصدر أن باراك قد انضم إلى الرئيس شيمعون بيريس في تأييده لإجراء المفاوضات على أساس مبادرة السلام العربية واعتبار هذه المبادرة ركيزة أساسية لعملية السلام. وقال باراك إن إدارة الرئيس أوباما ستطرح خطة سلام في القريب تستند فيها إلى هذه المبادرة، ولذلك فإن على إسرائيل أن تبادر إلى طرح خطة شبيهة حتى تكون الدولتان شريكتين في العملية السلمية.

وعلم أن ميتشل قرر وضع ديفيد هيل، السفير الأميركي السابق في كل من عمان وبيروت، مديرا لمكتبه الدائم الذي سيفتتح قريبا في القدس لمتابعة شؤون المفاوضات في الشرق الأوسط ومدى التزام الأطراف ببنود الاتفاقات الموقعة.