استفزازات إسرائيلية في طريق ميتشل

TT

لفت النظر أن الحكومة الإسرائيلية لم ترحب بالمبعوث جورج ميتشل بالحميمية التي اعتادت بها استقبال مسؤولين أميركيين لديها. ولكن البرود بلغ في بعض الحالات حد الاستفزاز المباشر له.

فعندما حضر ميتشل إلى مكتب وزارة الخارجية الإسرائيلي، امتنع الوزير أفيغدور ليبرمان عن الخروج لاستقباله في مدخل العمارة أو في مدخل الطابق الذي يضم مكتبه. وتركه ينتظر عدة دقائق في صالة الانتظار وفقط بعدها، خرج إليه ودعاه إلى الدخول. وبانتهاء اللقاء بينهما، لم يرافقه مودعا إلى الخارج، بل تركه عند باب غرفته وصافحه بسرعة زائدة وأدار ظهره له ودخل مكتبه وأغلق الباب وراءه.

وكان من الممكن اعتبار الأمر مجرد تصرف فظ ملائم لشخصية ليبرمان المتغطرس، لولا الحادثة الثانية التي جرت له عند لقائه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال جابي أشكنازي. ففي الوقت الذي كان فيه ميتشل يجتمع مع أشكنازي، قامت طائرة من سلاح الجو الإسرائيلي بتدمير مبنى سكني فلسطيني في مدينة دير البلح، الواقعة في وسط قطاع غزة. ومع أن هذه الغارة لم تسفر عن إصابات بشرية وجاءت، حسب الناطق العسكري الإسرائيلي، ردا على قصف حقل زراعي إسرائيلي بصاروخين من القطاع قبل يومين، فإن المراقبين أشاروا إلى أن القصف في تلك اللحظة بالذات كان بمثابة استفزاز للمسؤول الأميركي الرفيع.