في الوقت الذي أكد فيه وزير النقل العراقي أن تعطيل البدء بمشروع ميناء العراق الكبير، وهو من أكبر الموانئ في المنطقة، جاء بفعل تأثير قوى إقليمية، أعربت مصادر ملاحية في محافظة البصرة، أمس، عن استغرابها لعدم كشف وزير النقل هذه القوى.
وقال عامر عبد الجبار، وزير النقل في بيان أمس، «كنـا من ضمن المواطنين والمختصين الذين ينتظـرون حلــم تحقيـق هذا المشروع، إذ كنا ندرك أن مشروعا كهذا يقع تحت تأثيرات مراهنات دولية وتنافس إقليمي لم تكن لتسمح له أن يرى النور بسهوله ويسر». وأضاف أنه ومنذ سقوط النظام السابق، بدأت تتردد على أسماع المواطنين مفردات عن ميناء الفاو الكبير أو البصرة الكبير أو العراق الكبير، وكلها عناوين متعددة لمعنون واحد كان يمثل المشروع الاستراتيجي الذي سيشكل نقلة نوعية في الاقتصاد العراقي ويغير مساره الأحادي الجانب، وبعد رد ولغط مستمرين بدأ الملل واليأس يتسرب إلى نفوس المواطنين لكثرة التصريحات عن هذا المشروع الكبير». إلى ذلك، قالت مصادر في شركة الموانئ العراقية لـ«الشرق الأوسط»، طالبة عدم الكشف عن أسمائها، «إن كل المراقبين يعرفون أن الكويت تعمل على بناء ميناء كبير في جزيرة بوبيان الواقعة في (حلق) المياه الإقليمية العراقية، جنوب أم قصر، تهدف أولا إلى إجهاض مشروع ميناء العراق الكبير، وثانيا جلب استثمارات وأموال عربية وأجنبية لتوظيفها في الجزيرة لكي تكون مصالحها مهددة في حال مطالبة العراق مستقبلا بعائدية الجزيرة له، وبالتالي مواجهة تلك المطالب»، وأكدوا على أن هذا الموضوع ليس سريا، إذ أعلنت الكويت عنه في مطلع عام 2004. وأوضحت المصادر أن الكويت تعمل على ربط الجزيرة بمدينة الكويت عن طريق جسر، وإنشاء خط للسكة الحديد يرتبط بخطوط السكك الحديد العراقية، إضافة إلى بناء أسواق حرة في منطقتي العبدلي المواجهة لصفوان الحدودية وأخرى على مقربة من ميناء أم قصر العراقي .
وقال وزير النقل العراقي في بيانه «بعد تسلمنا لمهامنا في هذه الوزارة خصصنا جزءاً كبيراً من وقتنا وجهدنا لهذا المشروع، فقد اطلعنا على الدراسات المقدمة من الناحية الفنية وتم تشخيص ودعم الدراســة الإيطاليــة، التي قدمت وفــق منحــة من الحكومـة الايطاليــة إلى وزارة التخطيط، وكان قرار وزارتنا مطابقاً لرأي وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي في اختيار هذه الدراسة». وتابع «نأمل أن يضع القائمون على القرار حاليا حجر أساس هذا المشروع العملاق قريبا».