نسيب لحود يعزف عن الترشح للانتخابات.. بعد تجاهله في تأليف لائحة المتن الشمالي

تيار المستقبل يعلن لوائحه الانتخابية في طرابلس الأسبوع المقبل

TT

فاجأ وزير الدولة اللبناني نسيب لحود الجميع أمس بإعلان عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية، ملمحاً إلى أنه قرر خطوته نتيجة استيائه لاستبعاده عن عملية تشكيل لائحة دائرة المتن الشمالي التي يتولاها النائب ميشال المر بالتفاوض مع حزب «الكتائب اللبنانية» وقوى «14 آذار». وفي حين ألقى لحود «قنبلته» والتزم الصمت المطبق، رافضاً الإجابة عن أي أسئلة، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في المتن الشمالي، أن استياءه قد يكون ناجماً عن «تجاهل» المر له. ومع أن أوساط الأخير كانت أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن اسم لحود كان «مبدئياً» على لائحة المر ـ 14 آذار، إلا أن المصادر المتنية تحدثت عن «خطأ بروتوكولي في عملية إجراء الاتصال ومن يُفترض به أن يبادر إلى هذا الاتصال».

وكان لحود، وهو سفير سابق في واشنطن ومرشح قوى «14 آذار» للرئاسة اللبنانية، انتخب نائباً في المتن في الأعوام 1992 و1996 و2000 قبل أن يخرج من البرلمان في الانتخابات الماضية بسبب تحالف المر مع النائب ميشال عون. وقال، في بيان أصدره أمس: «في 15 آذار (مارس) الماضي، عقدت مؤتمرا صحافيا عرضت فيه رؤيتي لإدارة المعركة الانتخابية في المتن والمعايير التي يجب اعتمادها في هذه المعركة عموما وفي تأليف اللائحة خصوصا، وذلك استنادا إلى قناعاتي وخياراتي وتجربتي السياسية والقيم الأخلاقية والأهداف الوطنية التي أؤمن بها وأعمل من أجلها منذ دخولي إلى المعترك السياسي والحقل العام، سواء من خلال حركة التجدد الديمقراطي أو قبل تأسيسها أو سائر الأطر والهيئات التي عملت داخلها. كما قلت إنني لن أشارك في أي لائحة انتخابية إذا لم أكن من المساهمين في تأليفها ووضع معاييرها. وبما أن إدارة العملية الانتخابية في المتن وتأليف اللائحة يتمان على قاعدة إعطاء الأولوية لتقاسم الحصص وتحديد الأحجام وعلى حساب المضمون السياسي والأهداف الوطنية المتوخاة من هذه الانتخابات، كما يستحق المتن والمتنيون واللبنانيون عموما، قررت عدم المشاركة في هذه اللائحة والعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة». وأضاف: «إنني أعاهد أهلنا في المتن واللبنانيين عموما بمواصلة العمل معاً لتحقيق الأهداف الوطنية والقيم الأخلاقية نفسها إلى جانب كل الملتزمين ببناء دولة ديمقراطية عصرية ومجتمع مدني حر ومتعدد ووطن سيد مستقل ومزدهر وتجسيدا لمبادئ انتفاضة الاستقلال وثورة الأرز».

ومن جهة أخرى، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر أن اللوائح الانتخابية في طرابلس ستعلن الأسبوع المقبل، معتبراً أن «الانتخابات المقبلة مصيرية لأنها تأتي بعد أزمة سياسية خرجت عن إطار المؤسسات الدستورية». ودعا اللبنانيين إلى «الاختيار بين مشروع الدولة ومشروع النظام الأمني الشمولي الذي قد يعود من نافذة الانتخابات النيابية».

وقال منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد ردا على سؤال عن موعد تشكيل اللوائح الانتخابية: «إنه موضوع تكتيك انتخابي أكثر مما هو موضوع ترتيب داخلي في الانتخابات». وكرر أن «المعركة الانتخابية تتوقف على الصوت المسيحي. وهذا الصوت سينقل لبنان إما خطوة إضافية باتجاه بناء الدولة القوية أو باتجاه دولة ضمن الدولة. وهذه الدولة تتحكم بالحكومة الشرعية وتفرض عليها خياراتها وقراراتها». وأضاف: «معركتنا من أجل استيعاب كل اللبنانيين بمن فيهم حزب الله تحت سقف الدولة اللبنانية وداخلها، وذلك وفقا للدستور اللبناني الذي دافعنا عنه. ونتيجة المعركة الانتخابية تحدد المسار الجديد بعد 7 حزيران. فإما الانتهاء من صيغة المناصفة المنصوص عنها في الطائف والانتقال إلى صيغة المثالثة التي بدأ يبشرنا بها الفريق الآخر، أو متابعة مسيرة بناء الدولة والتزام اتفاق الطائف الذي كفل المناصفة بين المسيحيين والمسلمين كيفما كانت الغالبية العددية».