الأسد: أخطأنا في لبنان.. وعدد الموقوفين في دمشق 15 شخصا لا 800

مشاركون في مؤتمر «العلاقات السورية ـ اللبنانية» لـ «الشرق الأوسط»: خطوة لإصلاح العلاقات بين البلدين

TT

مواقف مختلفة أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد، في موازاة المؤتمر الذي عقد في دمشق حول العلاقات اللبنانية ـ السورية، وكان أبرزها اعترافه بالأخطاء التي ارتكبها نظامه في لبنان، واعتباره أن بقاء المجلس الأعلى اللبناني السوري هو لمصلحة لبنان، لأن سورية هي الأقوى، وأن عدد الموقوفين في السجون السورية لا يتعدى 15 شخصا بتهمة التعامل مع إسرائيل، في حين أن اللائحة التي قدمها لبنان هي لـ800 مفقود. كذلك دعا الأسد إلى تغيير النظام الطائفي في لبنان، واعتبر أن دعم سورية لحزب الله ليس سببه أنه فصيل سياسي لبناني، بل لأن سورية تدعم المقاومة بشكل عام. كذلك، أكد أن مثل هذه المؤتمرات تسهم في وضع أسس لتقويم العقبات، التي تعترض تعزيز العلاقات بين لبنان وسورية، ووضع الحلول لها للوصول إلى الغائها. وأشار إلى أن سورية لن تدخر جهدا يسهم في توطيد العلاقة بين البلدين ويخدم مصالح الشعبين. وقال الصحافي اللبناني رفيق نصر الله، الذي كان أحد المشاركين في المؤتمر، وقدم مداخلة تركزت على ضرورة تغيير المصطلحات المستخدمة فيما يتعلق بالعلاقة بين البلدين، إن «انعقاد المؤتمر جاء بناء على مقترحات مشتركة من لبنان وسورية، قدمت بعد القمة التي جمعت الرئيس بشار الأسد، والرئيس ميشال سليمان، وكان يفترض أن يعقد تحت رعايتهما، لكن نائبة الرئيس السوري للشؤون الثقافية نجاح العطار، أخذت على عاتقها مهمة التنظيم. وقال نصرالله لـ«الشرق الأوسط»: إن أهم ما ميز المؤتمر هو أنه، وخلافا للمعتاد، جمع أصواتا من كل التيارات السياسية، من المعارضة والموالاة والمستقلين، وكان كلاما جريئا وواضحا حول سبل معالجة العلاقات بين البلدين ومستقبلها. وأضاف، «أهم التوصيات التي توصلنا إليها هي العمل على مواجهة مخاطر المستقبل، لا سيما أن هناك أطرا كثيرة تجمع لبنان وسورية، من الوضع البيئي والمياه إلى الصراع العربي الإسرائيلي، التي يفترض أن تعزز مجتمعة العمل بين البلدين. وقد تم الاتفاق على تنظيم مؤتمرات لاحقة وجلسات أخرى قد تكون في لبنان، على أن تتوسع دائرة النقاش والأشخاص المشاركين للوصول إلى نتيجة مفيدة، وكي لا تبقى التوصيات في خانة الشعارات من دون تطبيق على الأرض». وعن اعتراف الأسد بالأخطاء التي ارتكبت خلال الوجود السوري في لبنان، وقوله إن «من بين الأخطاء التي ارتكبناها في لبنان هي علاقتنا مع فئة دون أخرى»، علق نصر الله قائلا: «الأخطاء التي أشار اليها الأسد لم يكن يقصد بها فقط تلك المتعلقة بتلك التي ارتكبها الجيش السوري في لبنان، لأن سوء العلاقة بين البلدين له جذوره التاريخية، التي بدأت منذ وقت طويل ربما تعود إلى معاهدة سايكس ـ بيكو، إلى أن وصلت لما وصلت إليه في الفترة الأخيرة. كذلك فهو أشار في كلامه إلى أن العلاقة في تلك الفترة كانت محصورة بقوى الأمر الواقع الطائفي والمناطقي على حساب قوى أخرى». وفيما يتعلق باعتبار الأسد أن «بقاء المجلس الأعلى اللبناني السوري هو لمصلحة لبنان لأننا الأقوى»، أشار نصر الله إلى أن هذا الرأي لم يكن إلا توصية من الأسد، الذي أبدى استعداده لإلغائه إذا طلب اللبنانيون منه ذلك. وأضاف نصر الله «أبرز أهداف هذا المؤتمر هو العمل على البحث عما يجمع البلدين بعيدا عن هذه الأخطاء بدل تعزيز الانقسام، وتشريح العلاقات اللبنانية السورية ووضعها ضمن تفاهمات يمكن تنفيذها، خلافا لما كان سائدا من رفع شعارات ومسلمات من دون ترجمة على الأرض». من جهته، قال وزير المال السابق جورج قرم، الذي قد قدم مداخلة في المؤتمر حول الإصلاح الاقتصادي في البلدين لـ«الشرق الأوسط»: إن هذا المؤتمر كان خطوة في مسار تصحيح العلاقات بين سورية ولبنان، لا سيما أن الطرفين لا يزالان يشعران بإحراج وجراح من جراء العلاقات المتوترة، التي كانت تحكم البلدين في الفترة الأخيرة. وفي حين اعتبر قرم، أن الأسد طرح في لقائه مع المشاركين في المؤتمر موضوعات حساسة أهمها ترسيم الحدود ومزارع شبعا ومسألة المفقودين، أكد أن كلامه عنها لم يكن جديدا بل هو معروف من الطرفين. وفي هذا الإطار، قال قرم: إن «جواب الأسد كان أن الأمم المتحدة ليست الجهة الصالحة لهذه الغاية، وإن ترسيم الحدود ليس واردا في ظل الاحتلال الإسرائيلي، كما طلب من الجانب اللبناني إعلان النتائج التي توصلت إليها اللجنة المشتركة فيما يتعلق بالمفقودين اللبنانيين». وأكد أن الأسد اعتبر أن إسرائيل ليست في وارد الانسحاب من مزارع شبعا، طمعا منها بالثروة المائية في المنطقة.