الاتحاد الأفريقي يقر مبدئياً شكل «سلطته» المرتقبة

رغم انقسام الدول الأعضاء حول عدد الأمانات والمساس بالسيادة

TT

بدأت تتضح معالم سلطة الاتحاد، التي يفترض أن تحل محل مفوضية الاتحاد الأفريقي رغم الانقسامات التي شهدتها اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة الأفريقية التي اختتمت أمس في طرابلس. وقال الوزير الليبي المكلف لشؤون الاتحاد الأفريقي علي التريكي: «لقد حصل اتفاق على تشكيل السلطة واختصاصها وبرنامجها»، وذلك في ختام أعمال المجلس الذي يضم وزراء خارجية المنظمة الـ53. وأوضح التريكي للصحافيين أنه بموجب المشروع الذي سيعرض من أجل الموافقة عليه خلال قمة الاتحاد الأفريقي في يوليو (تموز) المقبل، ستضم السلطة الجديدة رئيسا ونائب رئيس وثماني دوائر أمانة عامة. وأضاف أن بين دوائر الأمانة العامة هناك تلك التي تعنى بالدفاع والخارجية والتجارة الدولية وستصبح لاحقا وزارات تمهيدا للهدف الأخير وهو إنشاء حكومة أفريقية.

والمحادثات التي جرت في جلسات مغلقة طوال الليلة قبل الماضية، شهدت انقسامات لا سيما حول اختصاص السلطة الجديدة وعدد الأمانات العامة، وكذلك وتيرة الإصلاح، كما أفاد مشاركون. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المشاركين في المحادثات قوله: «من أجل الدفاع عن سيادتها، رفضت بعض الدول سلطة تعمل فوق سلطة الحكومات، وقالت إنها تفضل هيكلية تعمل ضمن الحكومات».

من جانبه، قال وزير الخارجية السنغالي، الشيخ تيديان غاديو، «إن السلطة الجديدة ستكون مهمتها تسريع الاندماج الاقتصادي والسياسي في القارة لبلوغ هدف تحقيق الولايات المتحدة الأفريقية»، مضيفاً «أن البعض يريد تسريع عملية الاندماج والبعض الآخر يعتقد أنه يجب أن نكون أكثر حذرا وان نتحرك على مراحل». وتابع «أن الوزارات السيادية مثل الدفاع والخارجية كانت محور النقاشات. لكن المحادثات تناولت خصوصا مسائل وضع صياغات». واعتبر أن «الأمر الأساسي هو أن تكون كل الدول مدركة لضرورة الاتحاد».

يشار إلى أن مشروع إقامة حكومة أفريقية كان في صلب الخلافات خلال القمة الـ12 لرؤساء دول وحكومات أفريقيا في أديس أبابا في فبراير (شباط) الماضي. وكلفت القمة آنذاك المجلس التنفيذي وضع تقرير حول تعميق الإصلاح. وسيعرض هذا التقرير خلال القمة المقبلة في يوليو المقبل لاتخاذ قرار بشأنه قبل إطلاق عملية مصادقة كل الدول الأعضاء، كما أفاد غاديو.

وستكون صلاحيات سلطة الاتحاد الأفريقي بمثابة حكومة للاتحاد، تضم أمناء لتنسيق سياسات الدول الأفريقية الدفاعية والخارجية والمواصلات والتجارة الخارجية والصحة والبيئة، ويتم زيادة أي عدد يتم الاتفاق عليه. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي، رئيس الاتحاد الأفريقي، قد افتتح اجتماعات الدورة الاستثنائية للمجلس التنفيذي للاتحاد المكون من وزراء الخارجية، الأربعاء الماضي، وأكد على ضرورة تحقيق الوحدة الأفريقية من أجل حل مشاكل القارة.