كوبا والولايات المتحدة مستعدان لبدء حوار.. تحضيرا لفتح صفحة جديدة

أوباما يؤكد على صدق واشنطن في إعادة صياغة العلاقات مع هافانا

TT

يبدو أن حوار إذابة الجليد في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، سيصبح واقعا معقولا بعد أن مد رئيسا البلدين الأميركي والكوبي يديهما لبعض، واستعملا لغة واضحة وهما يعبران عن رغبتهما بإعادة إحياء الصداقة المجمدة بين بلديهما منذ 50 عاما. وأعلنت كوبا أمس انفتاحها على فتح حوار مع الولايات المتحدة حول «كل شيء»، بعد يوم من تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يسعى لإعادة صياغة الروابط مع الجزيرة الشيوعية، وأنه يرغب في رؤية استجابة هافانا. وقال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو أمس، إن كوبا منفتحة على مخاطبة الولايات المتحدة عن «كل شيء»، بما في ذلك السجناء السياسيون، وهو تخفيف كبير في موقف كوبا تجاه عدوها منذ فترة طويلة. وقال كاسترو في خطاب مؤثر أمام اجتماع لزعماء يساريين في فنزويلا، في ذكرى محاولة فاشلة قادتها الولايات المتحدة لغزو كوبا عام 1961: «بعثنا برسائل سرية وعلنية إلى الحكومة الأميركية بأننا مستعدون لمناقشة كل شيء في الوقت الذي يريدونه». وأضاف: «حقوق الإنسان وحرية الصحافة والسجناء السياسيون، كل شيء، كل شيء، كل شيء يريدون التحدث بشأنه». ولكنه أصر على أن تكون المحادثات على قدم المساواة ودون تحدٍّ لسيادة كوبا. ويتردد أن كوبا تحتجز نحو 200 سجين سياسي تعتبرهم مرتزقة للولايات المتحدة، كما أنها تحدّ بشكل كبير من حرية التعبير وتقيد سفر مواطنيها إلى الخارج ولا تجري انتخابات تعددية. واتخذ راؤول كاسترو بعض الخطوات لفتح اقتصاد كوبا منذ أن أصبح رئيسا للبلاد عام 2008 بدلا من شقيقه فيدل كاسترو الذي أمضى في المنصب نحو 50 عاما.وتأتي تصريحاته كاسترو عقب قرار اتخذه الرئيس الأميركي برفع القيود على سفر الأميركيين من أصل كوبي إلى الجزيرة، والسماح لشركات أميركية بالتقدم للحصول على تراخيص في مجال الاتصالات. وقال أوباما أول أمس، إن هناك نطاقا من الخطوات التي يمكن أن تتخذها الحكومة الكوبية لإعادة صياغة العلاقات بين البلدين التي جمدت على مدى عقود منذ الثورة الكوبية عام 1959.

وقال في مؤتمر صحافي بالمكسيك عقب اجتماع مع الرئيس فيليب كالديرون: «أعتقد أن ما رأيتموه هو جهد صادق... إبداء نية سليمة من جانب الولايات المتحدة في أننا نرغب في إعادة صياغة علاقتنا». وتابع: «مع اتخاذنا الخطوة الأولى، أعتقد أن في مصلحتنا بدرجة كبيرة أن نرى ما إذا كانت كوبا مستعدة للتغيير. هناك نطاق من الخطوات التي يمكن أن تتخذها الحكومة الكوبية والتي ستُظهِر أنهم يريدون التحرك إلى ما وراء الأوضاع النمطية في الخمسين عاما الأخيرة». وما زالت الولايات المتحدة تفرض حصارا اقتصاديا على كوبا وتمنع معظم مواطنيها من زيارة الجزيرة التي تبعد 145 كيلومترا عن ساحل فلوريدا. وفي أبريل (نيسان) 1961، نسقت الولايات المتحدة غزوا بواسطة كوبيين منفيين هاجموا شاطئ خليج الخنازير على الجزيرة في محاولة للإطاحة بفيدل كاسترو، لكن القوات الكوبية هزمتهم. وتحدث الزعماء الكوبيون بشكل طيب عن أوباما وأعربوا عن انفتاح على الحوار، لكنهم نبذوا فكرة فرض وصاية أميركية مسبقة بشأن ما يعتبرونه قضايا داخلية.

من جهتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة تجاه كوبا حتى الآن فشلت، وأشادت في المقابل بـ«الانفتاح» الأخير للنظام الكوبي. ورحبت بـ«الانفتاح» الذي أبداه الرئيس الكوبي راوول كاسترو الذي أعرب عن استعداده للمباشرة بحوار مع الولايات المتحدة، شرط أن تتم الأمور من الند إلى الند.