إمام المسجد الأحمر يتعهد بالنضال لتطبيق الشريعة الإسلامية

في أول خطبة جمعة في إسلام آباد بعد الإفراج عنه بكفالة

مولانا عبد العزيز بين أنصاره داخل المسجد الأحمر بعد أداء صلاة الجمعة أمس (أ.ب)
TT

أكد رجل دين موال لحركة طالبان تعهده أمس بالنضال «حتى الموت» لتطبيق الشريعة الإسلامية في كل أنحاء باكستان، وطالب أنصاره بالاستعداد لتقديم التضحيات. وقال الملا عبد العزيز في خطبة الجمعة بالمسجد الأحمر بإسلام آباد الذي امتلأ بالمصلين من بينهم المئات من طلبة المعاهد الدينية المحلية «كلما قدمنا المزيد من التضحيات كلما انتشر الإسلام بسرعة».

واحتشد أكثر من مائة امرأة ترتدي البرقع خارج المسجد الذي كان قد شهد حصارا حكومية دمويا عام 2007. وفرضت الشرطة أمس طوقا أمنيا حول المسجد، وفتشت المنطقة التي تقع بوسط العاصمة الباكستانية. وحينما سأل الشيخ الحاضرين عما إذا كانوا على استعداد للتضحية حتى بأرواحهم من أجل الدين، تلقى الشيخ ردودا هادرة من الحاضرين تقول «نعم سنفعل». وعاد عبد العزيز إلى مسجده في وقت متأخر أول من أمس، بعد الإفراج عنه بكفالة 2500 دولار أميركي. وجرى اعتقال إمام المسجد الأحمر، بينما كان يحاول الهرب مرتديا زي امرأة أثناء الأزمة التي اندلعت في يوليو (تموز) 2007 بين قوات الأمن وأتباعه المسلحين المتحصنين بالمسجد الأحمر ومدرسة مجاورة لتعليم البنات. وبدأ الحصار الذي استمر أسبوعا، حينما اتهمت السلطات من يرتادون هذا المبنى بأنهم على صلة بمسلحي «القاعدة» وطالبان ويسعون إلى تطبيق أسلوب حياة طالبان في العاصمة إسلام آباد. ووصل مولانا عبد العزيز إلى المسجد الأحمر يوم الجمعة في السابع عشر من أبريل (نيسان)، ليؤم صلاة الجمعة بعد انقطاع دام 21 شهرا. وقال في خطبة الجمعة: «أقول لكم إن عليكم أن تقدموا تضحيات للإسلام، وإن اليوم الذي سيطبق فيه الإسلام في عموم باكستان ليس ببعيد».

وخلال الخطبة قام عدد من أنصار مولانا عبد العزيز بترديد عدد من الشعارات في مديح مولانا عبد الرشيد غازي نائب مولانا عبد العزيز الذي قتل في العملية العسكرية ضد طلاب المسجد الأحمر في يوليو (تموز) 2007.

وقال مولانا عبد العزيز: «إن ما نشهده في سوات من تطبيق للشريعة إنما هو نتيجة لتضحيات تلاميذ المسجد الأحمر ومولانا عبد الرشيد غازي».

وفي الواقع بدأ العمل المسلح في وادي سوات الذي يبعد عن إسلام آباد بنحو 100 كيلومتر في أعقاب العملية العسكرية ضد طلاب المسجد الأحمر. ويقول خبراء أمنيون إن ارتفاع وتيرة العنف في سوات كان نتيجة مباشرة للعملية العسكرية ضد طلاب العلوم الدينية في إسلام آباد التي أدت إلى مقتل أكثر من 100 طالب.