توجه لإعادة طريق الحج من شرق أوروبا عبر العراق

مسؤول عراقي لـالشرق الأوسط» : البداية مع أذربيجان

TT

مع تحسن الأوضاع الأمنية في العراق، كشفت وزارة الدولة لشؤون السياحة والآثار، عن وجود دراسات لإعادة طريق الحج القديم الذي كان يربط دول شرق أوروبا بالديار المقدسة مرورا بالأراضي العراقية، وبدأت الوزارة تطبيق هذا المشروع كبداية مع دولة أذربيجان.

أعلن ذلك لـ«الشرق الأوسط» المتحدث الرسمي باسم الوزارة عبد الزهرة الطالقاني، وأضاف «تعتزم وزارة الدولة لشؤون السياحة توقيع مذكرة تفاهم بين العراق وأذربيجان في مجال السياحة الدينية، وأن هذه المذكرة ستنظم العلاقة بين البلدين في هذا المجال»، مضيفا «أن وزير الدولة لشؤون السياحة والآثار الدكتور قحطان الجبوري يقوم ببحث هذه المذكرة خلال زيارته الحالية إلى أذربيجان للمشاركة في أعمال المؤتمر الثامن للسياحة في العاصمة باكو». وأضاف الطالقاني أن أذربيجان أعربت عن رغبتها بالدخول للأراضي العراقية برا، وجعله طريقا خلال مواسم الحج للأراضي العربية السعودية، وأن هناك رغبات مماثلة قدمت من تركيا وإيران وحتى دول شرق أوروبا.

وأضاف الطالقاني «أن الجميع يعلم أن العراق كان يعد من بين أهم طرق الحج في العصور السابقة لقربه من الأراضي المقدسة وأيضا سهولة أراضيه، فضلا عن وجود نقطة مهمة تزيد من هذه الرغبات، ألا وهي أن العراق يمتلك مواقع مقدسة يقصدها جميع مسلمي العالم، فهناك مراقد الأئمة الاثنى عشرية وأيضا مراقد أئمة المذاهب، خاصة الكيلاني وأبو حنيفة والرفاعي ومراقد الصحابة الكرام وغيرها، وهنا ستكون زيارة العراق أولا للوصول إلى الأراضي المقدسة وكذلك زيارة هذه المراقد وهذا يتطلب الكثير من العمل من حيث التهيؤ والاهتمام بالوضع الأمني والإداري والسياحي والإعداد للاستقبال وعقد اتفاقيات مع دول الجوار لفتح المعابر الحدودية وتنظيمها من كافة النواحي، أي إبرام اتفاقيات ثلاثية بين العراق والسعودية وتلك الدول.

وأشار الطالقاني إلى إبرام اتفاقيات مع دول أخرى بهذا الصدد، وقال إنه «حتى الآن تم إبرام اتفاقية مع منظمة الحج والزيارة في إيران ومذكرة تفاهم أخرى مع وزارة السياحة الإيرانية، وهناك مسودات اتفاقيات تجري بشأنها حاليا مفاوضات مع كل من باكستان وأذربيجان، أما في إطار السياحة والآثار فهناك مذكرة أخرى مع إيطاليا وتركيا».

وأكد الطالقاني «أن إعلان العراق عاصمة للدول الإسلامية العام المقبل سيكون له الأثر الايجابي الكبير على الواقع الآثاري والسياحة في المجالات الدينية، وهذا هو مشروع كبير تتبناه وزارة الثقافة العراقية حاليا بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى». وبشأن استقبال المواقع الدينية العراقية للزائرين الأجانب، قال الطالقاني إن خلال مارس (آذار) الماضي استقبلت كربلاء وحدها أكثر من 135 زائرا أذربيجانيا إضافة إلى 174 ألف زائر عربي وأجنبي قدموا من أغلب الدول العربية والإقليمية وحتى الأوروبية، وأضاف «أن هذا العدد جاء رغم صعوبة الوصول إلى العراق ونأمل توسيع هذا القطاع، خاصة مع وجود رغبات من دول عديدة لفتح خطوط جوية مباشرة بين دولهم والعراق وأيضا فتح المعابر الحدودية»، مشيرا إلى أن العراق يستقبل كل يوم ما بين 3 ـ 4 آلاف زائر.