أحمدي نجاد: إيران ترد قريبا على عرض الحوار حول برنامجها النووي مع القوى الكبرى

طهران تقول إنها قد تستجيب إذا غيرت واشنطن اللهجة الجديدة لكلماتها إلى أفعال

TT

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن بلاده تفضل الحوار مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي وأنها سترد رسميا قريبا على الدعوة لإجراء محادثات. وهذه التصريحات هي أحدث إشارة من طهران على أنها ستقبل عرض إجراء محادثات مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا. وقال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إن إيران ترحب بحوار «بناء».

وأعلنت الدول الست الكبرى الأسبوع الماضي أنها ستطلب من خافيير سولانا كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي دعوة إيران لاجتماع للتوصل إلى «حل دبلوماسي لهذه القضية الحرجة» في إشارة إلى النزاع النووي المستمر.

ويمثل هذا تحولا كبيرا في سياسة الولايات المتحدة في ظل قيادة الرئيس الجديد باراك أوباما الذي رفض سلفه جورج بوش المحادثات المباشرة مع طهران ما دامت تمضي في نشاطها النووي الذي يخشى الغرب أن تكون له أهداف عسكرية وهو ما تنفيه طهران.

وجاء ترحيب إيران بإجراء حوار «بناء» مع الدول الست الكبرى بمثابة أوضح إشارة لطهران حتى الآن عن قبول دعوة لإجراء محادثات بشأن نشاطها النووي.

ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن الرئيس الإيراني قوله حين سئل عن الدعوة لإجراء محادثات «سنصدر قريبا بيانا».

ونقلت الوكالة عن أحمدي نجاد قوله خلال اجتماع عقده مساء الخميس مع إيرانيين يعيشون في الخارج «نحن ميالون للحوار وسنعلن في هذا البيان إطار المحادثات وموقف إيران».

وأعلن الرئيس الإيراني أن إيران أعدت مجموعة من المقترحات لحسم خلافها النووي مع القوى العالمية. لكنه لم يذكر تفاصيل عن المقترحات الجديدة.

ولم يتضح ما إذا كان عرض إيران سيكون بالضرورة مختلفا عن عروض سابقة من الجانبين لم تكلل بالنجاح.

وتقول إيران رابع أكبر دولة منتجة للنفط في العالم إن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء. واستبعدت مرارا وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الذي له استخدامات مدنية وعسكرية على السواء.

ومن جهته نقل عن وزير الخارجية الإيراني مانوشهر متقي قوله لصحيفة يابانية إن إيران قد تستجيب للجهود الأميركية للحوار مع طهران إذا حولت واشنطن اللهجة الجديدة لكلماتها إلى أفعال.

وانضمت الولايات المتحدة أيضا إلى روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في حث منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع النووي بين إيران والغرب.

وقالت طهران يوم الأربعاء إنها أعدت مقترحات للخروج من هذا المأزق لكنها لم تذكر تفاصيل.

ونقل عن متقي قوله في مقابلة مع صحيفة «يوميوري» نشرت باليابانية «نحن ندرس تصريحات الحكومة الأميركية بدقة واحترام». وأضاف قوله «إذا حولت حكومة أوباما التعبيرات عن تغير سياستها إلى واقع فيمكن أيضا حدوث تغير من جانبنا».

ومتقي في طوكيو لحضور اجتماع لحلفاء باكستان ومانحيها من المتوقع أن يسفر عن تعهدات بتقديم أربعة مليارات دولار من المعونة لتمويل الجهود من أجل مكافحة الفقر وتعزيز التعليم والصحة.

وسئل متقي عن اقتراح إيران الجديد لاجتياز مأزق النزاع بشأن جهودها النووية فقال إنه سيكون تعديلا لاقتراح عرض في مايو (أيار) وأنه رد على الوضع العالمي الجديد.

وقد ثارت تكهنات بأن متقي قد ينتهز الفرصة لمحادثة المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك الذي يحضر أيضا الاجتماع لكن هولبروك قال لـ«رويترز» إنه لا ينوي الاجتماع معه. وقال متقي أيضا للصحافيين إنه في طوكيو أساسا لحضور اجتماع مانحي باكستان. وقال «هذا هو جدول أعمالنا الرئيسي».

وأشاد متقي برؤية أوباما لعالم خالٍ من الأسلحة النووية واستدرك بقوله إن من حق كل دولة أن يكون لديها طاقة نووية.

وتفخر إيران التي تقول إن برنامجها النووي هدفه توليد الكهرباء بأنها تدير الآن 7000 جهاز من أجهزة الطرد المركزي لليورانيوم التي يمكن ان تستخدم في الأغراض المدنية أو العسكرية وتعهدت بألا تكف عن تخصيب اليورانيوم.