الجيش الإسرائيلي يبدأ حملة لتحضير الجبهة الداخلية لهجمات صاروخية من الخارج

«التايمز»: تل أبيب تستعد لاستهداف أكثر من 12 هدفا في إيران

شرطي إسرائيلي مسلح في أحد شوارع القدس أمس (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي نشرت فيه أنباء في بريطانيا تقول إن إسرائيل تستعد لهجوم حربي على إيران، قررت قيادة الجيش الإسرائيلي أن تبدأ، اليوم، حملة لتحضير الجبهة الداخلية في إسرائيل حول سبل مواجهة أخطار «هجوم حربي صاروخي من الخارج»، والتمهيد للتدريبات على مواجهة هذه الهجمة التي ستتم في الشهر المقبل بمشاركة جميع المواطنين الإسرائيليين. وعلم أمس أن الجيش قرر إعادة توزيع كمامات واقية من الأسلحة الكيماوية والغازية لجميع المواطنين.

وكانت صحيفة «تايمز» اللندنية قد نشرت، أمس، تقريرا اعتمدت فيه على مصادر أمنية إسرائيلية عليا قالت فيه إن الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم حربي على إيران. وقال مسؤول إسرائيلي في مجال الدفاع للصحيفة «ان اسرائيل تريد ان تكون واثقة من انه في حال تلقى جيشها الضوء الاخضر، فانه يمكنها ضرب ايران في غضون ايام قليلة او حتى ساعات. وهي تستعد على جميع المستويات لهذا الاحتمال. والرسالة الموجهة لايران هي ان التهديد ليس فقط كلاميا». وتشمل الاستعدادات اقتناء إسرائيل 3 طائرات رادار من نوع «اواكس» وهي تعتزم القيام بتدريبات على المستوى الوطني لاعداد السكان لعمليات انتقامية محتملة. ونقلت «التايمز» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم انه ينبغي استهداف اكثر من 12 هدفا في ايران بينها قوافل متحركة. ومن المواقع المستهدفة مجمع ناتانز شرق البلاد حيث تقوم آلاف أجهزة الطرد المركزي بتخصيب اليورانيوم، واصفهان بوسط إيران حيث يوجد 250 طنا من الغاز في أنفاق، واراك شرق البلاد حيث تبني ايران مفاعلا يعمل بالمياه الثقيلة ويمكنه انتاج البلوتونيوم. واوضح المسؤول الاسرائيلي للصحيفة البريطانية «نحن لا نصدر تهديدات ضد ايران دون ان تكون لدينا الوسائل لتنفيذها. لقد حدث في الاونة الاخيرة تقدم والكثير من عمليات التحضير التي تشير الى رغبة اسرائيل في التحرك». ومن جهة أخرى، تبدأ في إسرائيل اليوم، حملة توعية للمواطنين حول أخطار هجوم صاروخي خارجي من ايران ومن لبنان (حزب الله) وربما من قطاع غزة ومن سورية في آن واحد. وأن تحمل الصواريخ رؤوسا تقليدية وغير تقليدية. وتطالبهم باليقظة والحذر والتعاون مع تعليمات الجيش وقيادة الجبهة الداخلية. وتدعوهم الى الاستعداد للتدريبات التي ستجري في نهاية الشهر الماضي ومطلع الشهر المقبل لمدة 5 أيام في اطار الاستعداد لهجوم حربي. وسيشارك في هذه التدريبات جميع المواطنين في إسرائيل وتعتبر أضخم تدريبات في التاريخ الإسرائيلي. وقد تم توزيع إسرائيل إلى 27 منطقة جغرافية لتسهيل عملية اكتشاف الصواريخ التي قد تتعرض لها، مع الإشارة إلى ان بلدات الشمال الإسرائيلي ستتلقى أكبر قصف صاروخي في حالة نشوب حرب مع إيران، والبلدات الجنوبية قد تتلقى ضربات من «حماس». وفي الحالتين توجد محطات انذار إسرائيلية قادرة على تزويد الجيش بالمعلومات عن أي صاروخ يطلق باتجاه إسرائيل في فترة تتراوح ما بين 15 وحتى 180 ثانية، وعندها يتم اطلاق صفارة إنذار حتى يتخذ المواطنون في الشوارع والبيوت الاحتياطات اللازمة.

وقررت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي توزيع كمامات الوقاية من الغاز والأسلحة الكيماوية ابتداء من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم على جميع المواطنين. ويأتي هذا القرار تجاوبا مع تقرير مراقب الدولة، ميخائيل لندنشتراوس، الذي كان انتقد إبقاء الجمهور مكشوفا أمام خطر هجوم صاروخي إيراني في هذه الأيام التي يتصاعد فيها التوتر والحرب الكلامية بين اسرائيل وايران. وقال إنه لا يقبل الحجة التي يتذرع فيها الجيش لإبقاء الكمامات في المخازن، وهي حجة عدم وجود ميزانية (نحو نصف مليار دولار). وأمر باتخاذ الخطوات اللازمة لجمع الكمامات التي انتهت مدتها ولم تسلم بعد (27% من الجمهور لم يعد الكمامات التي تم توزيعها في أعقاب حرب العراق الأولى)، وتم توزيع الكمامات التي تم تحديثها أو شراؤها من جديد.