ليبرمان: علاقات مصر وإسرائيل ليست غرامية بل تقوم على حسابات المصالح

عشية زيارة الوزير عمر سليمان إلى تل أبيب

TT

أعربت مصادر إسرائيلية سياسية عن تفاؤلها من احتمال فتح صفحة جديدة بين مصر وإسرائيل، تزال فيها آثار التصريحات الاستفزازية التي كان أطلقها وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، في الماضي، وتعيد التعاون الذي تجلى في عهد حكومة إيهود أولمرت، واستئناف الجهود للتهدئة مع «حماس» والمفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى بالوساطة المصرية.

وقالت هذه المصادر إن هذا التفاؤل ناجم عن قرار الحكومة المصرية إرسال وزير المخابرات، عمر سليمان، لزيارة إسرائيل في القريب العاجل. وأضافت أن حكومة بنيامين نتنياهو، وتحديدا المستشار السياسي لرئيس الحكومة ورئيس مجلس الأمن القومي، عوزي أراد، بادر إلى هذه الخطوة فدعا سليمان من أجل التعارف مع الوزراء الأساسيين والمسؤولين الإسرائيليين الجدد، وإن سليمان استجاب للدعوة. وأكدت المصادر أن الوزير ليبرمان، الذي كان في السنة الماضية قد هاجم الرئيس المصري حسني مبارك بسبب امتناعه عن زيارة إسرائيل، وفي سنوات سابقة هدد بتدمير سد أسوان، ينوي هو الآخر فتح صفحة جديدة في العلاقات مع مصر وتصحيح تصريحاته.

وعلى الرغم من تصريح وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، بأنه لن يصافح ليبرمان وقدمه لن تطأ أرض مصر قبل أن يصحح تصريحاته الاستفزازية العدوانية، فإن الرئيس المصري معني بتجاوز هذه الأزمة وإعادة المياه إلى مجاريها والتقدم نحو عودة التعاون.

ونقل على لسان ليبرمان قوله إنه يعترف بأهمية مصر في المنطقة، «فهي دولة مهمة جدا، والسلام معها استراتيجي، ولكن علاقاتنا بها ليست ودية ولا غرامية، إنما هي مبنية على حسابات كل طرف لمصالحه».

وحسب الإسرائيليين فإن «مصر تعيش معركة خطيرة لصيانة سيادتها وأمنها في مواجهة المؤامرات التي تقودها ضدها عناصر محور الشر بقيادة إيران، وتعرف أن إسرائيل تشكل مصدر معلومات بالغ الأهمية في هذه المعركة».

وعقب مصدر أمني إسرائيلي على ما كان نشر بخصوص قيام «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية في إسرائيل) بنقل معلومات إلى مصر حول النشاطات التي تقوم بها خلايا حزب الله وغيرها ضد الأمن المصري، فقال إن «مصر تعاملت مع عناصر محور الشر بشكل حيادي ساذج لفترة طويلة، وفي بعض الأحيان رأت فيها عناصر ودية، فلم تسعَ المخابرات المصرية إلى اختراق حزب الله وحماس، بينما إسرائيل دأبت دائما على متابعة نشاطات هذه العناصر واختراق صفوفها، لذلك تعرفت على نشاطاتها المعادية لمصر ونقلت المعلومات إلى مصر. وفي البداية لم يصدق المصريون وأضاعوا وقتا ثمينا لاكتشاف ما يخبئونه لهم، ومع ذلك ففي النهاية اقتنعوا بالمسألة وجمعوا ما يكفي من أدلة تشير إلى أن إسرائيل لم تقصد دق الأسافين بين الطرفين، بل تقديم خدمة للمصريين تفيد مصلحة السلام في المنطقة».

وحسب الترتيبات لزيارة سليمان فإنه سيلتقي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك، ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، ورئيس المخابرات العامة يوفال ديسكين، ومسؤول ملف المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى عوفر ديكل، وغيرهم. وقد يتغير هذا البرنامج في حالة امتناع ليبرمان عن تصحيح الموقف مع مصر. وسيبحث في إسرائيل عدة قضايا، بينها: العلاقات الثنائية، ملف التهدئة مع «حماس»، والمفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى، والوضع السياسي في المنطقة، وإمكانيات تحريك مسيرة المفاوضات السلمية على أساس المبادرة العربية.