بينما استقبل الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي يقوم بجولة للمنطقة، قالت مصر أمس، رداً على الطرح الإسرائيلي بيهودية الدولة، إنها تنتظر بلورة حكومة نتنياهو لبرنامجها، لتقول (القاهرة) رأيها بشكل واضح في هذا الموضوع. وفي الوقت نفسه أعربت الجامعة العربية عن خيبة أملها في توجهات حكومة تل أبيب الجديدة عقب لقاء ميتشل بمسؤولي الحكومة الإسرائيلية، قائلة على لسان الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة، السفير محمد صبيح، إن طاقم الحكومة الإسرائيلية الجديدة غير معني بعملية السلام، ودعا لبذل مزيد من الجهد مع الإدارة الأميركية للضغط على إسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير حسام زكي، رداً على أسئلة حول التصريحات الإسرائيلية الأخيرة عن يهودية دولة إسرائيل والتفاف تل أبيب على تفاهمات أنابوليس للسلام «إن معظم ما قيل في هذا الصدد مسائل غير مقبولة بالأساس ولا داعي لإعادة التعليق عليها». وأضاف زكي في تصريحات له عقب لقاء أبو الغيط وميتشل في القاهرة الليلة قبل الماضية: «ما نعلمه أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة بصدد (بلورة برنامجها)، وسوف نعلق على البرنامج عندما يخرج إلى العلن، ويمكننا في هذه اللحظة أن نقول رأينا بشكل واضح».
وعقب استقبال الرئيس المصري، للمبعوث الأميركي أمس قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، في تصريحات مشتركة مع ميتشل إن مبارك استعرض في اللقاء رؤية مصر وتقديراته لكيفية دفع جهود التسوية بالمنطقة، وأمل مصر للمضي في جهود تحقيق السلام، لأنه لا يوجد بديل لاستمرار جهود تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق تسوية تقوم على مفهوم الدولتين.
ومن جانبه قال ميتشل «إننا نؤمن بأن السلام الشامل في الشرق الأوسط ليس فقط في مصلحة شعوب المنطقة.. ولكنه أيضاً يقع في إطار المصلحة القومية للولايات المتحدة الأمريكية ولكل شعوب العالم»، مشيراً بقوله: «إننا ندرك التعقيدات والصعوبات والتاريخ الطويل من التوقعات الكبيرة التي لا يتم تحقيقها، ولكننا سنستمر في جهودنا بحرص وشكل سريع، وبالتزام كامل لتحقيق الهدف وهو السلام الشامل في الشرق الأوسط».
ومن جهته قال الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري لـ«الشرق الأوسط» إن مطالبة الإسرائيليين بضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كـ«دولة يهودية، أمر «مرفوض تماماً»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة حين أعلنت قيام إسرائيل قالت إنها «دولة إسرائيل»، ولم تقل «الدولة اليهودية».