عمدة عاصمة القراصنة لـ «الشرق الأوسط»: سفن محتجزة تلقي نفايات سامة في مياهنا

مصادر ألمانية: القراصنة يمارسون حرب أعصاب مع أهالي الرهائن لإجبارهم على دفع فدية

صحافية تنظر إلى صورة التقطت من قمر صناعي تظهر آخر موقع للسفينة «بومبيي» خلال مؤتمر صحافي في بروكسيل أمس (رويترز)
TT

ناشد عبد السلام أحمد عمدة مدينة حراديري الصومالية، التي تعرف بعاصمة القراصنة في القرن الأفريقي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، المجتمع الدولي بضرورة إرسال بعثات طبية إلى مدينته للكشف عن طبيعة وباء بدأ ينتشر بين الأهالي منذ أكثر من شهر. واتهم عمدة مدينة حراديري الناقلات والسفن الأجنبية المحتجزة في تلك المنطقة بأنها وراء هذا الوباء، والمتمثل في تشوهات جلدية خطيرة في أجساد نسبة كبيرة من السكان، حسب قوله، نتيجة قذفها مواد ونفايات سامة في المياه الإقليمية المطلة على الساحل الصومالي. وقال: «قبل فترة وجدنا 4 براميل كبيرة تحتوي على مواد تبدو كيميائية، وكان أحدها قد انفجر نتيجة الحرارة، ومن بعدها بدأنا نلاحظ انتشار هذا الوباء الشبيه في بدايته بالبرص، ومن ثم تقطع جلدي يلحق بالشخص».

وكشف عبد السلام أحمد أن السفينة الألمانية «جنرال كامبو» المحتجزة لدى القراصنة منذ عشرة أيام كانت تقوم بإلقاء نفايات في مياه بلاده الإقليمية، مبينا أن القراصنة أخبروه بوجود حاويات كيميائية على متن السفينة. وأوضح عمدة مدينة حراديري أن بعد تهديد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمحاربة القراصنة في منطقة القرن تم ملاحظة طائرات استكشافية تابعة لسلاح الجو الأميركي تمشط المدينة يوميا، وبمعدل مرتين في اليوم الواحد.

ويحتجز القراصنة عددا كبيرا من السفن في المنطقة منذ أكثر من 7 أشهر، وأكثر من 400 من طواقمها كرهائن في انتظار دفع فديات لإطلاقهم.

وأكد أحمد أن ذوي القراصنة الثلاثة الذين قتلتهم القوات الأميركية خلال عملية تحرير قبطان السفينة الأميركية «مايرسك ألاباما» قبل أيام، لم يتسلموا جثث أبنائهم حتى الساعة، مضيفا: «بحسب ما وصلنا من معلومات أن الأميركيين ينوون تسليم جثثهم للحكومة في مقديشو». وأفصح العمدة عبد السلام أحمد عن قيام ميلشيات تابعة للمحاكم الإسلامية خلال الشهور الثلاثة الماضية بعمليات تمشيط واسعة في حراديري والقرى التابعة لها لإيقاف القراصنة، «وبعد ثلاث عمليات بادر الكثير ممن كانوا يعملون مع القراصنة إلى الاستسلام».

يشار إلى أن نشاط قراصنة القرن الأفريقي بدأ في الازدياد منذ منتصف عام 2008 المنصرم، وبالتحديد منذ اختطاف ناقلة النفط السعودية «سايروس ستار» التي أفرج عنها مقابل فدية بلغت 3 ملايين دولار أميركي.

وبعد عملية التحرير التي قام بها الأسطول الأميركي لقبطان وطاقم السفينة الأميركية، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة قراصنة واعتقال شخص رابع، إضافة إلى تهديد الرئيس الأميركي بمحاربتهم، ازدادت وتيرة عمليات اختطاف السفن والناقلات القادمة من خليج عدن بمحاذاة الساحل الصومالي الكبير.

من جانبه، توعد شخص قريب من القراصنة يدعى جيلاني ويطلق على نفسه لقب «كابتن صومالي»، القوات الأميركية إذا فكرت بغزو مدينته أو بلاده، بحجة مكافحة القراصنة. وعلى الرغم من إنكار «كابتن صومالي» بأنه مجرد صياد قريب من القراصنة، لكن لا علاقة له بأعمالهم، بيد أنه اتهم السفينتين الألمانية والإيطالية المحتجزتين لدى القراصنة على الساحل المطل على مدينة حراديري بإلقاء النفايات السامة في مياههم الإقليمية.

وحول الطريقة في إيقاف ناقلات والبواخر الكبيرة، قال لـ«الشرق الأوسط»: «يتم رش مياه ساخنة عبر خراطيم على طاقم السفينة، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة الخفيفة لإرهابها ومن ثم استسلامها.

وفي برلين، كشف تقرير لمجلة «شبيغل» الألمانية أن القراصنة يمارسون حرب أعصاب مع أهالي المختطفين الذين يحتجزونهم للحصول على فدية. وقال جاك كلونمان العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» في مقابلة مع العدد الإلكتروني لمجلة «شبيغل» أمس، إن القراصنة يجرون اتصالات هاتفية بأهالي المختطفين ويهددون بقتل المختطفين من أجل دفعهم إلى ممارسة الضغط على شركات الملاحة البحرية التي تمتلك السفن المختطفة، مضيفا: «غالبا ما يطلق القراصنة عيارا ناريا في الهواء ثم يدّعون أنهم قتلوا لتوهم أحد المختطفين».