كوريا الشمالية تهدد جارتها: الموافقة على عقوبات ضدنا إعلان حرب

تقدمت باقتراح نادر لإجراء محادثات مع كوريا الجنوبية حول منطقة صناعية مشتركة

TT

هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية أمس من أن موافقتها على فرض عقوبات دولية عليها ستعتبر بمثابة إعلان حرب عليها، ولكنها في الوقت نفسه تقدمت باقتراح نادر لإجراء محادثات معها بشأن منطقة صناعية مشتركة على حدودها الشمالية مباشرة حيث تحتجز الدولة الشيوعية هناك عاملا كورياً جنوبياً منذ أسابيع. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن متحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش الكوري الشمالي، قوله إن الخطوة التي ستتخذها سول بالانضمام إلى مبادرة حظر انتشار الأسلحة بمثابة «إعلان غير مستتر لمواجهة وإعلان حرب». وأضاف أن الجيش الكوري الشمالي سيزيد قدرته الدفاعية بما في ذلك الردع النووي دون أن يكون مقيداً بأي اتفاقات جرى التوصل إليها في المحادثات الدولية السابقة لنزع السلاح. وأضاف: «يجب ألا تنسى (كوريا الجنوبية) أن سول على بعد 50 كيلومتراً فقط من خط الترسيم العسكري». ومن المتوقع أن تنضم كوريا الجنوبية إلى المبادرة الأمنية لحظر الانتشار في خطوة يمكن أن تقلل المبيعات الدولية للأسلحة الكورية الشمالية.

وتأتي هاتان الخطوتان بعد أن طردت كوريا الشمالية المفتشين النوويين الدوليين، وهددت باستئناف العمل في منشآتها التي تصنع بلوتونيوم يمكن استخدامه في صنع الأسلحة، وذلك رداً على إدانتها في الأمم المتحدة لإطلاق صاروخ اعتبر على نطاق واسع أنه اختبار مقنع لصاروخ طويل المدى.

وجاء الإعلان عن تقدم بيويغ يانغ بطلب لإجراء محادثات مع جارتها، من سول، إذ قالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية تريد إجراء محادثات حول مجمع كايسونج الصناعي يوم الثلاثاء القادم. وقال كيم هو نيون، المتحدث باسم الوزارة، في بيان صحفي: «نحن ندرس الاقتراح» دون تقديم أي تفاصيل بشأن طبيعة هذه المحادثات. وشهدت العلاقات بين الكوريتين المتنافستين فتوراً خلال العام الماضي بسبب غضب بيونغ يانغ إزاء سياسات الرئيس لي ميونج باك الذي تولى مهام منصبه قبل عام وأنهى تدفقاً حراً لمساعدات غير مشروطة من الشطر الجنوبي إلى جارتها الفقيرة. والمحادثات حول مجمع كايسونج ستكون أول محادثات اقتصادية بين الكوريتين منذ أن تولى لي السلطة في فبراير (شباط) 2008.

وظلت منطقة كايسونج الصناعية ـ التي لاقت ترحيباً ذات يوم بوصفها نموذجاً لتعاون اقتصادي في المستقبل بين الكوريتين ـ نقطة محورية في الصراع خلال الشهور القليلة الماضية مع طرد الشمال عمالا كوريين جنوبيين هناك وتعطيل العمليات. وتحتجز كوريا الشمالية عاملا كوريا جنوبيا منذ حوالي ثلاثة أسابيع في مجمع بناه أحد فروع مجموعة هيونداي الكورية الجنوبية. وقالت وسائل الإعلام المحلية إن العامل أثار غضب الشطر الشمالي بإقدامه على تعليقات تزدري النظام السياسي الشيوعي.

وقالت وسائل إعلام محلية إن كوريا الجنوبية أجلت إعلاناً عن انضمام سول للمبادرة الأمنية لمنع الانتشار النووي التي تقودها الولايات المتحدة والمتوقع أن تعلن هذا الأسبوع بعدما اقترحت كوريا الشمالية إجراء محادثات. وقالت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية إن الرئيس لي عقد اجتماعاً طارئاً مع وزراء أمس وقرروا تأجيل إعلان الانضمام للمبادرة ولكنهم أصروا على أن سول ستنضم للمبادرة.

والانضمام للمبادرة يعني تبادل معلومات المخابرات واعتراض الشحنات التي يشتبه في أنها تنقل مكونات أو معدات لها علاقة بأسلحة الدمار الشامل وقد تحد من تجارة الأسلحة لكوريا الشمالية وهي أحد مصادرها القليلة من العملة الأجنبية. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن متحدث باسم الجيش الكوري الشمالي، قوله إن الجيش الكوري الشمالي سيزيد قدرته الدفاعية بما في ذلك الردع النووي دون أن يكون مقيداً بأي اتفاقات جرى التوصل اليها في المحادثات الدولية السابقة لنزع السلاح. وأضاف: «يجب ألا تنسى كوريا الجنوبية أن سول على بعد 50 كيلومتراً فقط من خط الترسيم العسكري».