انقسامات في الجبهة الوطنية المعارضة تصب لصالح كرزاي

واشنطن ليس لها مرشح مفضل في الانتخابات الأفغانية

TT

كشفت مصادر مطلعة داخل العاصمة الأفغانية كابل عن حدوث انقسامات في الجبهة الوطنية المعارضة، تصب لصالح الرئيس حميد كرزاي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقال صديق تشكري وزير الإعلام الأفغاني ومستشار كرزاي الأسبق لـ«الشرق الأوسط»، إن ترشح عبد الله عبد الله وزير الخارجية الأسبق وتردد ترشح أحمد ضياء مسعود شقيق زعيم التحالف الشمالي الذي اغتالته «القاعدة» قبل يومين من هجمات سبتمبر 2001، وانضمام الجنرال محمد قاسم فهيم وزير الدفاع الأسبق إلى قائمة كرزاي، أصاب الجبهة الوطنية المعارضة بخيبة أمل كبيرة. يذكر أن الجنرال فهيم الطاجيكي تم تعيينه قائدا عسكريا لتحالف الشمال بعد اغتيال القائد أحمد شاه مسعود في 9 سبتمبر 2001. وينتمي فهيم إلى الجماعة الإسلامية بزعامة الرئيس السابق «برهان الدين رباني» والتي تتنازع مع الحزب الإسلامي بزعامة «قلب الدين حكمتيار»، ودارت معارك عنيفة بينهما في التسعينيات بكابل. وأضاف تشكري لـ«الشرق الأوسط» أن تلك الانقسامات أدت إلى تقوية موقف كرزاي في الانتخابات الرئاسية المقررة أغسطس (آب) المقبل. مشيرا إلى أن مرشحي الجبهة الوطنية كانت قوتهم في وحدتهم، لكن اختلافات الرؤى السياسية حول المرحلة المقبلة في الشارع الأفغاني أدت إلى تعميق تلك الانقسامات.

وكانت الولايات المتحدة قد استعانت بـ«فهيم» وغيره من أمراء الحرب، للإطاحة بطالبان عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، بَيْدَ أنها أخطأت إذْ سمحت لهم بالاحتفاظ بميليشياتهم والمناطق التي يسيطرون عليها، وبمرور الأشهر زادت قوة تلك الميليشيات، حتى أنهم أصبحوا يحصِّلون الضرائب والمكوس التي كان من المفترض أن تذهب إلى الحكومة المركزية، ويتقاضَون إتَاوات على تجارة الأَفيون التي عاودت الازدهار.

وينتمي فهيم إلى الطاجيك، مثل أحمد ضياء مسعود الذي اختاره كرزاي ليخوض الانتخابات المقبلة إلى جانبه كنائب له بدلا من فهيم، بينما ينتمي كرزاي نفسه للبشتون التي تمثل أغلبيةً في أفغانستان وتتمركز في جنوب البلاد وشرقها، بالإضافة إلى المناطق الغربية من باكستان، وقد استمدت طالبان هي الأخرى الكثير من التأييد من كون أفرادها ينتمون إلى البشتون.

ومن المتوقع بشدة أن يفوز الرئيس كرزاي بفترة رئاسة أخرى مدتها 5 سنوات، في الانتخابات الثانية من نوعها في أفغانستان منذ 45 عاماً، وقد كانت العقود الماضية ذكرى مؤسفةً بالنسبة للبلاد، بعد أن رزحت تحت الحكم السوفياتي أو الموالين لموسكو، ثم أعقب ذلك حكم طالبان التي آوت تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن. وقال تشكري من المتوقع أن تؤدي انتخابات حرة ونزيهة في أفغانستان إلى تقويض نفوذ طالبان، التي تعارض من حيث الأساس فكرة إجراء انتخابات واقتراع شعبي عام. ومن الجانب الآخر، فستساعد نزاهة ومصداقية الانتخابات، الحكومة الأفغانية القادمة على التمتع بتأييد مواطنيها. ومن جهته قال ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان، إن الولايات المتحدة ليس لها مرشحون مفضلون في انتخابات الرئاسة التي تجري في أفغانستان هذا العام، مشددا على أهمية إجراء انتخابات نزيهة ومفتوحة.

وأبدى نحو ستة من الساسة اعتزامهم ترشيح أنفسهم ضد الرئيس حميد كرزاي في الانتخابات التي تجري في 20 أغسطس (آب). ونفد صبر الزعماء الغربيين على نحو متزايد إزاء كرزاي الذي يحكم أفغانستان منذ 2002، قائلين إن إخفاقه في قمع الفساد المتفشي وتجارة المخدرات والحكم بشكل فعال يعزز تمرد طالبان. وقال هولبروك في مؤتمر صحافي: «لا يخفى أن المجتمع الدولي ربما كان له من يفضله في الانتخابات السابقة، ولكننا لا نؤيد ولا نعارض أيا من المرشحين هذه المرة، وهذا يشمل رئيس أفغانستان إذا اختار أن يرشح نفسه لإعادة انتخابه كما هو محتمل جدا على ما يبدو. إنه حدث كبير لأفغانستان ولنا جميعا في المجتمع الدولي وكلنا في أفغانستان نركز على مساعدة أفغانستان على إجراء انتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة على أساس متساو». وأدلى هولبروك بهذه التصريحات للصحافيين في طوكيو، حيث اتفق المانحون على تقديم مساعدات جديدة تزيد على خمسة مليارات دولار لباكستان التي ينظر إليها على أنها الجبهة المحورية في الحرب في أفغانستان.