طهران تحيي عيد الجيش بنبرة معتدلة وعرض عسكري متواضع

نجاد القوات المسلحة الإيرانية «ضامنة للأمن في المنطقة»

TT

أحيت إيران العيد السنوي لقواتها المسلحة أمس، بعرض عسكري متواضع وخطاب للرئيس محمود أحمدي نجاد تميز بالاعتدال، في وقت ضاعفت الإدارة الأميركية الجديدة الدعوات إلى الحوار مع طهران رغم تهديدات المسؤولين الإسرائيليين لبرنامجها النووي.

وافتتح الرئيس الإيراني الاستعراض العسكري التقليدي في جنوب طهران بخطاب بدا لافتا من حيث اقتضابه واعتداله. ووصف أحمدي نجاد الأمة الإيرانية بأنها «تلاحق مثلا عليا وتدعم السلام والأمن» لجميع البلدان.

ولم يأت على ذكر القوى الكبرى بعدما أكد في عيد الجيش العام الماضي أنها «تعثرت أمام مقاومة الشعب الإيراني». كما أنه لم يهدد بـ«قطع يد» أي معتد مثلما فعل في 2006 و2007، في تحذير ضمني لإسرائيل والولايات المتحدة.

واعتبر هذه السنة أن القوات المسلحة الإيرانية «ضامنة للأمن في المنطقة»، مؤكدا أن الأمة الإيرانية «مستعدة للمشاركة بشكل كبير في إدارة العالم وإحلال الأمن المبني على العدالة في مواقع مختلفة من الأرض»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأدلى يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بتصريحات تصب في الاتجاه نفسه، فأكد أن إيران «لم تكن يوما قوة تهدد المنطقة، بل سعت على الدوام إلى السلام والاستقرار». وتنسجم هذه النبرة المعتدلة مع لهجة إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما.

وأهم ما تضمنه الاستعراض العسكري، كان عبور ما يزيد على 140 طائرة، مما يشكل رقما قياسيا، ولو أن بضع عشرات من المروحيات فقط حلقت فوق المنبر الرسمي على مقربة من ضريح الإمام الخميني.

وأوضح الضابط المكلف تقديم الاستعراض أن الطائرات لم تحلق بسبب الظروف الجوية، في حين كانت الشمس تسطع فوق العاصمة.

وقال التلفزيون الإيراني إن الصاروخ زلزال، وهو صاروخ أرض أرض، كان من بين القطع التي ظهرت في العرض العسكري. ولكن إيران لم تستعرض الصاروخ شهاب 3 الأطول مدى، وتقول إنه يصل لمسافة ألفي كيلومتر مما يجعل إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج في مدى الأهداف التي يمكن لإيران أن تضربها. وقالت وسائل الإعلام إنه تم إلغاء عرض جوي كبير للطائرات المقاتلة نظرا لمحدودية الرؤية بسبب العواصف الرملية.

كذلك لم تشارك في الاستعراض الصواريخ المتوسطة المدى القادرة نظريا على بلوغ إسرائيل، بعدما عرض الجيش العام الماضي صاروخ «قدر-1» الذي أكد أن مداه يصل إلى 1800 كلم، مما يشمل الدولة العبرية.

ومن جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك، إنه تحدث لفترة قصيرة مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي خلال مؤتمر للمانحين لباكستان عقد في طوكيو، في أحدث إشارة على تحسن محتمل في العلاقات الثنائية الشائكة.

وتراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن سياسة سلفه جورج بوش بعزل إيران، وسعى مسؤولون أميركيون للقاء ممثلين إيرانيين في اجتماعات دولية في الآونة الأخيرة. وأجاب هولبروك عن سؤال ما إذا كان أجرى حوارا مع متقي خلال اجتماع الجمعة بقوله «لم يكن هناك حوار. قابلت وزير الخارجية أثناء تحركنا وتبادلنا التحية وتحدثنا لنحو دقيقة أو دقيقتين».

وانضمت الولايات المتحدة لروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في مطالبة منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى حل دبلوماسي لبرنامج إيران النووي المتنازع عليه.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال في تصريحات نشرت الجمعة الماضي، إن طهران تفضل الحوار مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، وإنها ستقدم قريبا ردها الرسمي على الدعوة لإجراء محادثات.

وكانت إدارة أوباما قالت إنها مستعدة للاجتماع مع إيران دون شروط مسبقة، ولكنها أوضحت أيضا أن تعليق تخصيب اليورانيوم ما زال هدفا لها. وتقول إيران إن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء، مضيفة أنها تدير الآن سبعة آلاف جهاز للطرد المركزي وتعهدت بعدم وقف عملية تخصيب اليورانيوم. ويمكن أن يكون لليورانيوم المخصب استخدامات مدنية واستخدامات عسكرية وفقا لدرجة التخصيب.

وقال هولبروك أيضا في مؤتمر صحافي، إن إيران تعهدت بتقديم أكثر من 300 مليون دولار ضمن المساعدات التي تعهد المانحون الدوليون أمس تقديمها لباكستان، ويزيد إجماليها على 5 مليارات دولار. وأضاف «نشعر بالرضا لأن كلمة وزير الخارجية متقي بالأمس كانت نبرتها إيجابية تجاه القضايا في باكستان»، حسب «رويترز».