قضية الصحافية روكسانا: أوباما يدعو لإطلاقها.. وعبادي تنضم للدفاع عنها

الرئيس الإيراني يحث السلطة القضائية على احترام حقوقها القانونية

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال مباحثاته مع رئيس الوزراء التركي السابق اربكان (ا.ف.ب)
TT

في تصريحات هى الأقوى من نوعها دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما طهران إلى الإفراج عن الصحافية الأميركية الإيرانية الأصل روكسانا صابري المسجونة في إيران، نافيا أن تكون جاسوسة أميركية كما أدانها بذلك القضاء الإيراني الذي قضى بسجنها ثمانية أعوام. ويأتي تدخل أوباما المباشر في القضية فيما طلب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من رئيس السلطة القضائية في إيران احترام حقوق روكسانا القانونية والتحلي بالعدالة في القضية، بينما انضمت المحامية الإيرانية البارزة والحاصلة على نوبل للسلام شيرين عبادي إلى فريق الدفاع عن روكسانا، وذلك وسط تساؤلات حول تأثير القضية على الانفتاح الإميركي على إيران. وقال أوباما في ختام قمة الأميركتين في ترينيداد وتوباغو أمس، إن صابري «هي مواطنة أميركية وأنا على ثقة تامة بأنها لم تكن متورطة في أي من أشكال التجسس». وأضاف أن الصحافية المدانة هي «إيرانية ـ أميركية كانت مهتمة بالبلد الذي جاءت منه عائلتها ومن المناسب أن تعامل على هذا الأساس وأن يطلق سراحها».

ورأى أوباما أن إدانة الصحافية الإيرانية الأميركية «ضربة قوية» لعائلتها، حسب ما أعلن البيت الأبيض السبت، ولكنه ظل مقتضبا حيال نتائج هذه الإدانة. وقال دنيس ناك دوغ، وهو أحد مساعدي الرئيس، إن أوباما يرى في هذه الإدانة «ضربة قوية وخيبة أمل كبيرة لعائلتها بنوع خاص»، موضحا أنه تحدث إلى الرئيس حول المسألة. وأضاف أن أوباما كان «حزينا جدا لكون هذا الأمر سيكون صعبا جدا لعائلتها. وأشار إلى قناعتنا بأن الاتهام الموجه إليها لا أساس له، وأنها صحافية لم تعمل إلا في ممارسة مهنتها». وتحفظ ناك دوغ من الإفصاح عما إذا كان هذا الحكم قد يؤثر على الجهود التي يبذلها أوباما لفتح حوار مع إيران.

ومن ناحيته، قال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس الذي يرافق ـ على غرار ناك دوغ ـ الرئيس أوباما إلى قمة الأميركيتين في ترينيداد وتوباغو أول من أمس: «المهم بالنسبة إلينا هو أن نعالج الوضع».

وقد حكمت محكمة إيرانية بالسجن ثماني سنوات على الصحافية الأميركية من أصل إيراني روكسانا صابري بعدما إدانتها بتهمة التجسس لحساب الولايات المتحدة، رغم دعوات واشنطن إلى إطلاق سراحها، على ما أعلن محاميها يوم السبت. وقال عبد الصمد خرامشاهي لوكالة الصحافة الفرنسية: «حُكم على روكسانا صابري بالسجن ثماني سنوات، وسوف استأنف الحكم»، علما بأن أمام المحامي 20 يوما لتقديم استئناف. ونقلت وكالة أنباء الطلاب الإيرانية (إيسنا) عن مصدر قضائي، أن روكسانا صابري أدينت بتهمة «التجسس».

إلى ذلك، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإيرانية (إرنا) إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمر الهيئة القضائية بضمان حصول الصحافية روكسانا صابري على حقها القانوني في الدفاع عن نفسها. ونشرت الرسالة الموجهة من مكتب أحمدي نجاد إلى الادعاء في طهران بعد يوم واحد من صدور حكم بالسجن ثمانية أعوام على صابري. وكان محامي صابري أعلن أنه سيستأنف الحكم.

وذكرت الوكالة أن الرسالة التي بعثها عبد الرضا شيخ الإسلام مدير مكتب الرئيس الإيراني إلى المدعي العام سعيد مرتضوي تناولت قضية صابري بالإضافة إلى المدون الإيراني المحتجَز حسين دراخشان. وجاء في الرسالة: «بناء على إصرار الرئيس، رجاءً التأكد من اعتماد جميع المراحل القانونية بشأن الشخصين المذكورين على العدل، والتأكد شخصيا من أن المتهمين سيتمتعان بأنواع الحرية والحقوق القانونية كافة للدفاع عن نفسيهما، وأن حقوقهما لن تُنتهك». ورحب محامي صابري بالرسالة، وأبلغ المحامي محمد عبد الصمد خرمشاهي «رويترز»: «نريد أيضا ما يريده الرئيس خصوصا في ما يتعلق بتسهيل لقاء موكلتي، ونريد أيضا من النظام القضائي أن يكون أكثر دقة في مرحلة الاستئناف». وأوضح أن شيرين عبادي الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 ستنضم إلى فريق الدفاع عن صابري.

وقال البيت الأبيض أمس السبت إن أوباما «محبط للغاية» من قرار إيران إصدار حكم على صابري التي تعمل بالقطعة لحساب هيئة الإذاعة البريطانية والإذاعة العامة الوطنية «إن بي آر» في الولايات المتحدة. وكانت الولايات المتحدة قالت الأسبوع الماضي إن التهم الموجهة إلى صابري «لا أساس لها من الصحة»، وطالبت بالإفراج الفوري عنها.

واعتُقلت صابري (31 عاما) ـ وهي إيرانية الأصل أميركية المولد ـ في يناير (كانون الثاني) الماضي بتهمة العمل في إيران بعد انتهاء أجَل بطاقتها الصحافية. ولروكسانا أب إيراني وأم يابانية، وتحمل الجنسيتين الإيرانية والأميركية، غير أن إيران التي لا تعترف بالجنسية المزدوجة قالت إنها تعتبر قضية روكسانا قضية أمنية داخلية لا شأن لأميركا بها. وأبلغ محلل سياسي إيراني رفض نشر اسمه، «رويترز» بعد الحكم على صابري أنه يعتقد أن الحكم سيعدل أو يخفف من جانب محكمة أعلى. وقطعت واشنطن علاقاتها مع طهران بعد فترة وجيزة من قيام الثورة الإيرانية عام 1979، لكن إدارة أوباما عرضت بداية جديدة من الحوار الدبلوماسي بشأن سلسلة قضايا إذا «أرخَت طهران قبضتها». وتقول إيران إنها ترغب في رؤية تغير حقيقي في السياسة الأميركية بمنأى عن سياسات الرئيس السابق جورج بوش الذي قاد مسعى لعزلها بسبب انشطتها النووية التي يشتبه الغرب في أنها تهدف إلى إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران.