مصالحة «ثنائية» في الشويفات.. وجنبلاط يأمل بتوسيعها بين الجبل والضاحية وبيروت

بعد أن طرأ تعديل على المصالحة بين الضاحية الجنوبية والمناطق المحيطة بها

TT

طرأ أمس تعديل على برنامج المصالحة التي كان من المقرر أن يحضرها في مدينة الشويفات، إلى جانب أنصار وليد جنبلاط وطلال أرسلان، وفد من حزب الله على أن تشمل مصالحة الضاحية الجنوبية والمناطق المحيطة بها.

وفيما لم يذكر الموقع الالكتروني للحزب التقدمي الاشتراكي «أسبا» هذا «التعديل» قال إن مهرجان الشويفات، أمس، اقتصر على لقاء بين العائلات المعنية بحل الخلاف الذي وقع عام 1996 في الشويفات وأدى إلى مقتل مدير مكتب الوزير أرسلان، أكرم عربيد.

وقد أعرب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب اللبناني وليد جنبلاط عن أمله في تحقيق «المصالحة الكبرى: الجبل ـ الضاحية ـ الشويفات ـ بيروت»، منوها بالكلام الصادر عن نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «الذي عبر عن انفتاحه لتحقيق المصالحة قريبا». وفي كلمة ألقاها خلال مصالحة عائلات «الشويفات» بحضور ومشاركة وزير الشباب والرياضة طلال أرسلان، رفض جنبلاط «التعليق أو نفي أو الاعتذار» عما صدر في بعض وسائل الإعلام عن فيديو الهاتف الجوال المأخوذ له «فما قلته قلته لأنني منذ الأساس ضد أيٍ من أشكال الانعزال»، مؤكدا أنه يسير فقط «مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان والحزب و14 آذار لانتشال البلاد من الشرذمة».

وتوجه جنبلاط إلى أهالي الشويفات قائلا: «ها نحن اليوم في هذه الدوحة التي طالما جمعت وكانت أصيلة في عروبتها وإسلامها، هذه الدوحة التي كانت تحمي الثغور في وجه الغزاة.. نحن اليوم نتصالح وفق الأصول العربية».

ونوه جنبلاط بالدور الذي تلعبه اليوم الأجهزة الأمنية التي اكتشفت الشبكة الإسرائيلية. واعتبر جنبلاط أن المرحلة التي ستلي الانتخابات النيابية هي أهم من الانتخابات بحد ذاتها.

وفي الاحتفال نفسه شدد الوزير أرسلان على «أننا اليوم بتنا بأمس الحاجة إلى التفاهم وإعادة تنظيم حياتنا بما يليق بنا كبشر نطمح إلى حياة حرة سليمة تسودها العدالة الاجتماعية، فننعم بها كأحرار نستحق هذه الأرض المباركة»، معتبرا أن اتفاق 11 مايو (أيار) 2008، الذي تم بينه وبين جنبلاط في أعقاب أحداث 7 مايو (أيار) في بيروت والجبل، «تجربة يجب أن تعمم على مساحة الوطن وذلك ترسيخا للقاعدة الوطنية القائمة على التفريق المطلق بين الخصومة من جهة والعدالة من جهة أخرى».

وشدد أرسلان على «أننا لسنا أعداء وعند المحن نتكاتف ونجعل أنفسنا درعا فولاذيا لا يُخترق ولا يُحطم»، مشيرا إلى أن اختلاف الرأي هنا نعمة فمهما ارتفعت حرارة الاختلاف لا يجوز أن تتحول نقمة، مؤكدا أن «الجهل وحده يحول الخصومة إلى عداوة والمنافسة إلى اشتباك، والمصالحة الفعلية هي تلك التي تحصل مع الذات أولا قبل أن تحصل مع الآخر وإن حصل العكس كانت المصالحة فاسدة أو في أحسن الأحوال ناقصة فتتكرر المأساة من جديد».

ورأى أرسلان أن تحولين استراتيجيين تاريخيين في منطقتنا حصلا، «تمثل الأول بتراجع القوة الإسرائيلية من حالة التفوق المطلق إلى التفوق النسبي وهذا التراجع حصل على أرض لبنان في حرب يوليو (تموز) أمام المقاومة، والثاني تمثل بكسر احتكار إسرائيل للذرة في منطقتنا على أيدي إيران، الأمر الذي يغير المشهد الاستراتيجي ويؤثر في مواقف الفرقاء الدوليين»، مؤكدا أن ما من عدو لنا سوى إسرائيل وما لم نكرس مبدأ الفصل بين الخصومة والعداوة فمن العبث الحديث عن الإصلاح وإقامة الدولة العادلة واستمرار الديمقراطية.

وقال أرسلان إن الأمور في لبنان لا يجوز أن تستمر على ما هي عليه، لافتا إلى أن الإنسان العاقل هو من يضع حدا للتوتر لا من يمعن فيه.