باراك يقترح على نتنياهو طرح مشروع يرتكز على المبادرة العربية وحل الدولتين

في اجتماع خصص لبحث عملية السلام مع الفلسطينيين

TT

استباقاً لزيارته المرتقبة لواشنطن في أواخر مايو (أيار) المقبل، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً سياسياً لبحث عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وشارك في الاجتماع الخاص، الذي عقد أمس، إضافة إلى نتنياهو، وزير الدفاع إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان رئيس مجلس الأمن القومي، ومستشار نتنياهو عوزي أراد، ورئيس الهيئة الأمنية في وزارة الدفاع العميد عاموس جلعاد، الذي كان يتولى ملف المفاوضات مع حركة حماس عبر مصر، للتوصل إلى اتفاق تهدئة. وافتتح نتنياهو الجلسة الخاصة بالتأكيد على أنه «مستعد للحوار مع أي طرف يريد أن يدفع عجلة عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية»، موضحاً أنه «خلافاً لما تردد فإنني لا أضع الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل دولة لليهود، شرطاً لاستئناف المفاوضات ولكن أقول إن أي تقدم نحققه يعتمد على استعدادهم للاعتراف بذلك». ويتوقع أن يعقد نتنياهو عدداً من جلسات النقاش المماثلة في غضون الأسابيع المقبلة.

يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت خلال زيارة جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لرام الله يوم الجمعة الماضي، أن شرط الاعتراف الفلسطيني بيهودية إسرائيل أمر غير مقبول بالنسبة للولايات المتحدة. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن الولايات المتحدة ستواصل الترويج لحل الدولتين. وحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني «واي نت» فإن باراك دعا نتنياهو إلى بلورة مبادرة سلام إسرائيلية، ترتكز على مبادرة السلام العربية ورؤية حل الدولتين التي طرحها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، والتزمت بها إدارة الرئيس باراك أوباما. ويضع اقتراح باراك، الاعتراف بإسرائيل كدوله يهودية وكذلك الاعتراف بمطالبها الأمنية، كشرطين لا بد من تلبيتهما من قبل السلطة الفلسطينية. في المقابل فإن إسرائيل ستقبل بحل شامل في المنطقة يرتكز على حل الدولتين كما ستقبل بحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقاً للرؤية التي طرحت في مفاوضات كامب ديفيد (باراك كان يقود المفاوضات كرئيس وزراء لإسرائيل) وهي عودة اللاجئين الأساسية إلى أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وأكد باراك في الاجتماع أن معادلته ستمكن إسرائيل من مطالبة السلطة الفلسطينية والدولة الفلسطينية المستقبلية المجردة من السلاح، بمحاربة الإرهاب، مذكراً بأن السير ضد رغبة الولايات المتحدة وسياستها وتأييدها القوي لفكرة حل الدولتين، عمل غير مجد على الإطلاق. وأضاف باراك أن العلاقة بين واشنطن وتل أبيب عميقة جداً. وأن باستطاعة الأميركيين والإسرائيليين التوصل إلى تفاهم متفق عليه حول القضايا المطروحة. جدير بالذكر أن مبادرة باراك ليست بالجديدة، فخلال ترؤسه رئاسة الحكومة الإسرائيلية وإجرائه مفاوضات منتجع «كامب ديفيد في يوليو (تموز) من عام 2000، مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات برعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون رفض عرفات مقترحات باراك واعتبرها مجحفة في حق الفلسطينيين لتنتهي مفاوضات كامب ديفيد في انتفاضة الأقصى الثانية في سبتمبر (أيلول) 2000.