الأمين العام لجبهة تحرير جنوب العراق: لدينا رؤى مشتركة مع تيارات سياسية لإنهاء الاحتلال الإيراني

العبدان لـ«الشرق الأوسط»: سننقل نشاطنا إلى منطقة الأحواز.. وشخصيات عشائرية وكفاءات وأساتذة جامعات انضموا إلينا

TT

أكد عوض العبدان، أمين عام جبهة تحرير جنوب العراق، أن مقاومة «الاحتلال الإيراني» بالحوار المتحضر مع دول العالم أمضى من استخدام لغة السلاح، التي باتت غير مسموعة بعد تداخل الخنادق بين الإرهاب والمقاومة. وقال لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي معه من العاصمة الأردنية عمان، أمس، «إن الجبهة لم تجر أي اتصالات مع الفصائل المسلحة في العراق، لكنه لا يمانع من التنسيق مع تلك الفصائل، شريطة أن يبقى كل طرف على استخدام الوسائل المناسبة له، وان الجبهة لم تتخذ قرارا باستخدام السلاح لأنها غير مقتنعة بجدواه».

وحول سفره والإقامة في الأردن بعد إصدار الجبهة بيانها الأول في مطلع الشهر الحالي، وما إذا كان يخشى من ردود أفعال، لو أنه ظل في البصرة، قال العبدان «إن سفري مؤقت وليس هروبا، وسأعود خلال الأيام القليلة المقبلة، وان السفرة هيأت لنا لقاءات مع شخصيات وطنية»، معربا عن عدم خشيته من ردود الأفعال، وانه اخبر مقربيه بأنه إذا تعرض إلى حادثة اغتيال فإن الجانب الإيراني يقف وراءها. وحول برامج حركته المستقبلية، قال العبدان، إن «برامج الجبهة كثيرة ومتنوعة الفعاليات، وهي تمثل لنا الدفاع عن النفس، وسننقل تنفيذ بعض الفقرات داخل المدن الإيرانية، إذ لنا تنسيق مع المعارضة الإيرانية في المحافظات العربية في الاحواز»، وبسؤاله عما إذا كان هذا لا يشكل تدخلا في شؤون الغير، والذي هو محور تشكيل الجبهة ومقاومتها للتدخل الإيراني، أوضح «أننا نعتبر منطقة الاحواز جزءا من الأراضي العربية المحتلة، وفيها حركات وطنية تناضل من اجل الاستقلال، وان العمل في داخلها ليس تدخلا في بلاد فارس»، مؤكدا أن الجبهة ماضية في فعاليتها «حتى طرد الاحتلال الإيراني وعملائه من محافظات الجنوب».

وبسؤاله عما إذا كان مشروعه يلقى التأييد على الساحة العراقية، قال العبدان، «هناك رؤى مشتركة مع التيارات الليبرالية»، من دون ذكرها مرحبا بإعادة التعاون مع جبهة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلق التي كان مرتبطا بها.

وأجاب العبدان عن سؤال حول العلاقات العراقية الإيرانية، التي تزداد تسارعا بين الجانبين، وقال، إن «أقوال الساسة في إيران  وتبادل زياراتهم مع المسؤولين في العراق لا يعول عليها، كون أفعالهم تناقض تلك الأقوال، التي سمعنا منها الشيء الكثير، لكنها لم تخط خطوة واحدة لصالح العراق، ومنها على سبيل المثال عدم تفعيل اللجان المشتركة مع العراق، ومن بينها تعديل انحراف مجرى شط العرب، الذي جرف مساحات واسعة من الأراضي العراقية لصالح الضفة الإيرانية المقابلة، وتحويل مصبات الأنهر التي تغذي الاهوار في الجنوب، مما تسبب في جفاف مساحات واسعة منه، اضطر سكانها إلى الهجرة، وإصرارها على المطالبة بالتعويضات عن الحرب العراقية الإيرانية، وعدم استجابتها لإعادة الأمانة العراقية، التي أودعت لديهم قبل الاحتلال الأميركي ومنها طائرات مدنية وعسكرية، وإطلاق سراح أعداد من الصيادين، الذين لا يزالون خلف قضبان سجونهم أو القيام بتعويض عائلات من قتلتهم دوريات خفر السواحل في عرض الخليج العربي».

وحول النفوذ الإيراني في العراق، قال العبدان، إن «من ابرز دعائم الاحتلال الثقافي للجنوب، هو امتلاء المكتبات بمحافظات الجنوب بالكتب والملصقات والصور والأعلام والوسائل الأخرى، التي تستخدم في أيام عاشوراء والمناسبات الدينية الإيرانية المنشأ، والرخيصة الثمن المدعومة من الحكومة الإيرانية، وتشغيل عشرات القنوات الفضائية والإذاعات الموجهة الناطقة بالعربية إلى أهل الجنوب».

ورد العبدان على اتهامات البعض للجبهة على أنها أداة لتنفيذ أجندة خارجية، تتقاطع وأجندة الحكومة الإيرانية في العراق، بالقول،  متسائلا «هل إن العراق خال من الوطنيين الذين يحبون بلدهم، وليس فيه إلا من ينفذ أجندات الغير؟»، مستطردا، «لقد اعتاد البعض على إلصاق التهم بكل من يتقاطع مع ميولهم واتجاهاتهم، وهذا شيء طبيعي، لكن عليهم أن يقدموا الأدلة والبراهين، كي يكون اللعب فوق الطاولة وليس تحتها». وحول اختيار البصرة مركزا للجبهة وانحصار نشاطها في الجنوب، أوضح العبدان، أن «الجبهة بدأت عملها في البصرة كونها الأكثر تأثرا بالاحتلال الإيراني، وتدخّل قنصليتها بتفاصيل الحياة اليومية وبشكل مباشر ومن دون رادع، ثم محافظتي العمارة والناصرية اللتين امتدت إليهما الدعوات الطائفية الانفصالية»، واصفا «الاحتلال الإيراني بأنه الأخطر من الأميركي والبريطاني، لأن الأخيرين مغادران لا محالة». وأكد أن الجبهة «سيكون لها دور أكثر حضورا بعد تنسيق أعمال أعداد المنضوين تحت لواءها، والمؤيدين والداعمين لها، وهم  بمئات الآلاف من أبناء الجنوب العراقي، وفي مقدمتهم المتضررون من تدخل النظام الإيراني، ومن الذين ذاقوا الويل في أقفاص الأسر لسنوات طويلة، خلال الحرب العراقية الإيرانية، وعدم استجابتها لدعوات المنظمات الإنسانية بإطلاق سراحهم خلافا للأعراف والمواثيق الدولية»، مشيرا إلى «انضمام شخصيات عشائرية وكفاءات وأساتذة جامعات ومثقفين إلى الجبهة، وسيعلن عن أسماء أبرز الشخصيات في الأسابيع المقبلة، عند انعقاد مؤتمر انتخابي لقيادة الجبهة».

وعن النتائج المتحققة من الحملة التي قادها العام الماضي لمقاطعة السلع والبضائع الإيرانية، التي تغزو الأسواق العراقية، وحشد شيوخ العشائر والمثقفين للتحذير من هيمنة إيران على الأمن الغذائي للمحافظة، قال العبدان «إنها كانت بمثابة الخطوة الأولى في المشروع، وسيأخذ مداه الأبعد بعد تحسن الوضع المعاشي للسكان الذين يلجأون إلى هذه السلع الرخيصة والرديئة، لانخفاض مستواهم المعاشي الحالي، وانشغال الدولة عن فرض الضرائب على تلك الاستيرادات، وفتح الأسواق على منتجات الدول العربية».