زوما يلتزم عدم تغيير الدستور قبل انتخابات تهدد أغلبية الحزب الحاكم

مانديلا يلهب حماسة المشاركين في تجمع لمؤيدي «المؤتمر الوطني الأفريقي»

نيلسون مانديلا يشارك في تجمع انتخابي أمس مع مرشح حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» للرئاسة جاكوب زوما في جوهانسبورغ (أ.ف.ب)
TT

أكد زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، جيكوب زوما أمس أنه لا ينوي تغيير دستور بلاده، وطالب حزبه بالاتحاد في التجمع الانتخابي الأخير للحزب الحاكم عشية انتخابات تشريعية في جنوب أفريقيا. وقال زوما في خطاب أمام أكثر من مائة ألف مناصر للحزب أمس: «في السنوات الـ15 التي حكم فيها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الحزب لم يستخدم صلاحيته الانتخابية لتغيير الدستور وليست لديه نية لفعل ذلك». وتعهد بـ«بناء الشراكات للتقليل من فقدان الوظائف والتأكد من تمتع اقتصادنا بالأساس الواثق للنمو المتجدد». وتجد الدولة ذات أكبر اقتصاد في أفريقيا نفسها على شفة الركود مما يصعب من موقف زوما. وألهب الحضور المفاجئ لنيلسون مانديلا آخر تجمع انتخابي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي قبل الانتخابات العامة المقررة بعد غد، حماسة أكثر من مائة ألف من أنصار الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا الذين احتفلوا مسبقا بالفوز المتوقع لحزبهم في هذه الانتخابات.

وأثار وصول بطل مكافحة نظام الفصل العنصري الذي قضى 27 عاما في السجن ثم أصبح أول رئيس أسود لبلاده، موجة من الحماسة في استاد «ايلليس بارك» وسط جوهانسبرغ. وشكل مانديلا دعما للحزب الذي من شبه المؤكد فوزه في الانتخابات، ولكن يواجه أول تحد انتخابي حقيقي له منذ انتهاء نظام الفصل العنصري، مع تقدم حزب منشق على حزب المؤتمر، المعروف بـ«حزب مؤتمر الشعب» (كوب). وهتفت الجموع «مانديلا، مانديلا، لا أحد مثلك»، بينما كان حائز جائزة نوبل للسلام الذي بلغ التسعين وبات مقلا في إطلالاته العلنية، يعبر الاستاد في عربة غولف صغيرة.

وأمام حماسة الجمهور الحاشد، هتف عريف الحفل بأعلى صوته مرحبا بالضيف الكبير «اماندلا! اماندلا! نيلسون مانديلا هنا». واماندلا التي تعني السلطة، هي وسيلة النداء التي كان محاربو حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يستخدمونها للتجمع في ظل نظام الفصل العنصري.

وطغى حضور مانديلا على النجم الساطع في سماء الحزب، رئيسه جاكوب زوما الذي من المتوقع أن يتبوأ سدة الرئاسة إثر الانتخابات العامة المقررة الأربعاء المقبل.

وبحسب استطلاعات الرأي، فإن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي لم يفقد الأغلبية البرلمانية منذ إجراء أول انتخابات متعددة الأعراق في 1994، يتمتع اليوم بأكثر من 60 في المائة من نوايا التصويت.

ومن هنا بدا تجمع أمس الذي أطلق عليه اسم سيانكوبا (النصر بلغة الزولو) أقرب إلى تجمع للاحتفال بالنصر منه إلى تجمع انتخابي.

وبعيدا عن هذا الاعتداد بالذات من جانب الحزب الذي ناضل فيه مانديلا طيلة حياته، ودخل السجن بسببه، ذكر مانديلا الحزب بواجباته، وقال في رسالة مسجلة تم بثها في التجمع نظرا إلى تقدمه في السن وصعوبة تحدثه من خلال الميكروفون، إنه «في الوقت الذي نجهد فيه لتحقيق نصر ساحق لحزبنا (...) علينا أن نذكركم بأن واجبنا الأول هو القضاء على الفقر».

ويواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي تحديا من حزب مؤتمر الشعب الذي شكله منشقون عن الحزب الأول، مما قوى المعارضة الرسمية «التحالف الديمقراطي». ويتمتع «المؤتمر الوطني الأفريقي» بأغلبية ثلثي مقاعد البرلمان، مما أعطاه خلال السنوات الماضية أغلبية مطلقة، ولكن ناخبي جنوب أفريقيا قد يحرموا الحزب من هذه الأغلبية في حال أعطوا أصواتا أكثر للمعارضة. ويخشى المعارضون من حصول الحزب الحاكم على الأغلبية المطلقة مما سيسمح لزعمائه بتغيير الدستور. ويواجه «المؤتمر الوطني الأفريقي» تراجعا في الشعبية مع تفاقم الأزمة الاقتصادية ووصول معدل العاطلين عن العمل إلى نسبة 22 في المائة، بالإضافة إلى إصابة 5.5 مليون من أبناء الشعب بفيروس نقص المناعة البشري.