أوباما رأى «مؤشرات إيجابية محتملة».. وشافيز يؤكد العزيمة السياسية للعمل معا

قمة الأميركتين لم تصدر بيانا ختاميا بسبب حصار هافانا

الرئيس الأميركي باراك أوباما يسحب كرسي رئيسة التشيلي ميشيل باشيلي خلال عشاء رسمي لقمة الأميركتين مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

أنهى الرئيس الأميركي باراك أوباما مشاركته في قمة الأميركيتين، التي عقدت في جزيرة ترينيداد وتابيغو في البحر الكاريبي، بنفس روح الحديث عن التغيير الذي بدأ به المؤتمر وأوصله للبيت الأبيض. وبينما قال أوباما انه يرى «مؤشرات إيجابية محتملة» من كوبا وفنزويلا، عبر نظيره الفنزويلي هوغو شافيز المعادي تقليديا للولايات المتحدة، بإمكانية العمل مع واشنطن. وقال شافيز في ختام القمة: «لدينا العزيمة السياسية للعمل سويا». وخفف أوباما العداء الشديد للولايات المتحدة، مثل الذي شهده الرئيس السابق جورج بوش في آخر قمة جمعت دول أميركا الشمالية والجنوبية، بالرغم من أن بعض قادة المنطقة لا يزالون ينتقدون بشدة الولايات المتحدة، ويطالبون برفع المقاطعة الأميركية لكوبا. وبسبب هذا الموقف، فشلت القمة في إصدار بيان ختامي. وببادرة من شافيز، اعتبر أعضاء الرابطة البوليفارية للأميركيتين (فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا والهندوراس والدومينيكان وسانت فنسنت) البيان الختامي «غير مقبول» بسبب الحظر الأميركي على كوبا. وقال شافيز «نحن نتبنى موقفا حازما» بهذا الشأن، مضيفا «ولا أعتقد أن لدينا الوقت لتغييره (البيان) ولذلك فإننا لن نوقعه».

ولكن، استطاع الرئيس الأميركي كسب بعض التأييد، أو على الأقل، بعض التقدير. وقال أوباما أمس إن الولايات المتحدة رأت «مؤشرات إيجابية محتملة» في العلاقات مع كوبا وفنزويلا خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف في مؤتمر صحافي في ختام قمة الأميركيتين في ترينيداد وتوباغو أن السياسة الأميركية التي اعتمدت تجاه كوبا خلال السنوات الخمسين الماضية «لم تنجح» ولكنها مع هذا لن تتغير قريبا. وقال أوباما: «المسائل المتعلقة بالسجناء السياسيين وحرية التعبير والديمقراطية هي مسائل مهمة ولن توضع ببساطة جانبا».

وقال روبرت غيبس، المتحدث باسم البيت الأبيض، عن موضوع العلاقات بين أميركا وكوبا، الذي كان ربما أهم موضوع خلال القمة: «نحن شغوفون بالخطوة التالية التي ستتخذها حكومة كوبا». وقال إن الولايات المتحدة، بعد تصريحات إيجابية من قادة في كوبا، تتوقع أن «يتبع الفعل القول».

وفي واشنطن، أعلن كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض لورنس سامرز أن الحظر الأميركي المفروض على كوبا لن يرفع «في المستقبل القريب». وقال سامرز في مقابلة بثتها قناة «إن بي سي» الأميركية: «لن يحصل هذا غدا وسيتوقف على ما تفعله كوبا من أجل المضي قدما».

ومن جهته، اعتبر الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أن قمة الأميركيتين أتاحت الفرصة لقيام عهد جديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. وأضاف الرئيس البرازيلي أن اللحظة المناسبة قد حانت لإجراء محادثات بين كراكاس وواشنطن.

ولكن قال لولا دا سيلفا إن على واشنطن ألا «تتوقع مبادرات» من كوبا للتقرب من هافانا ومواصلة الحوار. وقال لولا، في مقابلة مع صحيفة «أ.بي.سي» أمس، إن إعلان أوباما رفع بعض العقوبات المفروضة على كوبا «خطوة أولى في الاتجاه الصحيح لكنها بداية» عملية طويلة. وأضاف «من الأهمية بمكان عدم توقع مبادرات من كوبا لاتخاذ خطوات أخرى» تؤدي إلى تقارب مع نظام كاسترو.

وشهدت القمة تحولا مهما في العلاقات الأميركية ـ الفنزويلية، إذ أعلن شافيز مساء أول من أمس، أنه سيرسل سفيرا لبلاده بواشنطن، بعد أن كان سحب سفيره وطرد السفير الأميركي في سبتمبر (أيلول) 2008. وقال تشافيز إنه اقترح تولي وزير الخارجية روي تشاديرتون ليكون السفير الجديد لدى الولايات المتحدة.