كردستان: مبيعات الصحف الصادرة بالعربية تسجل تراجعا.. والأقل مبيعاً في السليمانية

منها صحيفتا حزبي طالباني وبارزاني.. ومختصون عزوها إلى انتشار وسائل الإعلام الكردي

TT

تشير الأرقام والإحصاءات غير الرسمية إلى أن عدد قراء الصحف والمجلات الصادرة بالعربية، سواء العراقية منها أو العربية، أخذ يتناقص في مدن إقليم كردستان على نحو واضح، خصوصا خلال العام الحالي، ما دفع الباعة وأصحاب المكتبات في مدينتي السليمانية واربيل إلى العزوف عن بيع الصحف المطبوعة بالعربية، لتراجع الإقبال عليها، حيث اقتصر بيعها على مكتبة واحدة فقط في السليمانية وأخرى في اربيل، في حين تعد الصحف الناطقة بالعربية الأكثر رواجا ومبيعا في مدينة دهوك وضواحيها، إذ يفوق عدد المباع منها ضعف ما يباع في مكتبات السليمانية واربيل مجتمعة.

ويقول جوتيار حسن، الموظف في مكتبة السليمانية لبيع الكتب والصحف، والتي أسست قبل أربعة عقود بالضبط، انه يعمل في المكتبة التي يملكها خاله منذ 11 عاما، وإنها تستقبل يوميا نحو 15 صحيفة عراقية مطبوعة باللغة العربية، ويؤكد أن عدد الصحف الأكثر مبيعا يتراوح ما بين 5-7 صحف، وعزا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أسباب قلة مبيعات الصحف الناطقة بالعربية، إلى توقيت وصولها إلى مدينة السليمانية، والذي وصفه بغير المناسب، وقال «الصحف القادمة من بغداد تصل السليمانية بعد الساعة الثانية ظهرا، وهو توقيت متأخر جدا بالنسبة للقراء الذين يقبلون على شراء الصحف في الفترة الصباحية، ولا شك في أن عدد النسخ المباعة سيتضاعف، لو وصلت الصحف إلينا في ساعات الصباح الأولى». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «صحيفة الصباح الرسمية تتصدر الصحف العراقية، إذ يباع منها يوميا أكثر من 95 نسخة من أصل 100، تليها صحيفة «الشرق الأوسط» التي تباع منها نحو 55 نسخة من أصل 60، تتبعها الصحف الرياضية، ومن ثم صحيفتا الاتحاد والتاخي الصادرتان في بغداد، والناطقتان باسم الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني (بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني)، والديمقراطي الكردستاني (بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني)، أما بقية الصحف فإنها تباع بنسب قليلة جدا لا تتجاوز 4 %».

بينما يعزوها مدرس اللغة العربية المتقاعد جمال جوهر، 56 عاما، إلى جملة من الأسباب، أبرزها عدم تعاطي الجيل الجديد من القراء مع الصحف الناطقة بالعربية نظرا لثقافته الكردية، وأردف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، يقول «الصحف والمجلات الكردية الصادرة بكثرة في السليمانية واربيل، تتناول القضايا والأحداث الكردستانية، التي تهم القارئ الكردي على نطاق أدق وأوسع من الصحف العراقية العربية، كما أن ازدياد عدد المواقع والصحف الالكترونية الكردية على شبكة الانترنيت، وكذلك القنوات الفضائية والإذاعات الكردية، صارت تشبع إلى حد كبير نهم القارئ الكردي في تلقي المعلومة والخبر، الأمر الذي يغنيه عن اقتناء الصحف الناطقة بالعربية، والتي عادة ما تتناول أخبار وتقارير لا يكترث لها القراء الكرد».

وفي مدينة اربيل هناك مكتبة واحدة أيضا، وهي مكتبة «برايتي ـ الأخوة»، المتخصصة في بيع الصحف العراقية العربية، لكن الأعداد المباعة من الصحف تكاد تكون ضعف الأعداد المباعة في السليمانية، لجملة من الأسباب، لعل أبرزها كثرة عدد الوزارات و المؤسسات والمنظمات والقنصليات والدوائر الرسمية والحزبية في اربيل، والتي تحرص على اقتناء الصحف الصادرة في بغداد، خصوصا الصحف الرسمية والمقربة من الحكومة أو الأحزاب الحاكمة، للوقوف على مواقفها الرسمية لا سيما أثناء الأزمات السياسية، إلى جانب وجود عدد كبير جدا من النازحين العراقيين من مدن الوسط والجنوب، ومن بينهم عدد غير قليل من الأطباء والمهندسين والصحافيين، وذوو الاختصاصات المختلفة الأخرى، الذين يحرص معظمهم على اقتناء الصحف العربية. ويقول عماد بهاء الدين 43 عاما، وهو نازح من أهالي بغداد ويقيم مع أسرته في اربيل، ويعمل موظفا في احد الفنادق السياحية «أمضي معظم ساعات النهار وبعض ساعات الليل في العمل المتواصل بالفندق، ولا أجد متسعا من الوقت للاطلاع على الأخبار من خلال الفضائيات، لذلك احرص على متابعة الأوضاع السياسية والأمنية في العراق من خلال عدد من الصحف، التي تشتريها إدارة الفندق عبر اشتراكات شهرية».