«قميص غزّة».. المتاجرات وتوزيع الاتهامات والتخوينات

«الشرق الأوسط» تنشر حلقات من كتاب للدكتور فضل (أول أمير لتنظيم الجهاد المصري)

رجل يجلس أمام حطام منزله في قرية العطاطرة شمال غرب غزة خلال الهجوم الإسرائيلي على القطاع في فبراير الماضي («نيويورك تايمز»)
TT

خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة غرق المجتمع العربي عن بكرة أبيه في جدل من نوع خاص، قسّم الخريطة العربية إلى جيوب فكرية متصارعة بعيداً عن الحدث الرئيسي. واكتظت الأجندة السياسية بمصطلحات مثيرة شطرت العرب بين اعتدال وممانعة، بين استسلام ومقاومة.

وسجّل الدكتور فضل (السيد إمام عبد العزيز شريف) منظّر جماعة الجهاد المصرية وأول أمير لتنظيمها انطباعاته عن هذا المشهد المأساوي، وكتب من محبسه في «سجن العقرب» بليمان طرة (جنوب القاهرة)، خواطره عن المسألة الغزاوية في كتابه الجديد الذي اختار له عنوان «قميص غزة»، والذي فرغ من كتابته في الثالث من يناير (كانون الثاني) عام 2009 أي قبل أن تعلن إسرائيل وقف إطلاق النار من جانبها بأسبوعين. وحصلت «الشرق الأوسط» على الكتاب وحقوق نشره.

يوضح فضل في مقدمة كتابه قائلا: «هذه أمور تواردت على خاطري مع الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة بفلسطين، والتي بدأت يوم السبت 27 ديسمبر (كانون الأول) 2008. وكان الباعث لي على كتابة هذه الخواطر ما رأيته من الخلط بين الحق والباطل فيما اطلعت عليه من وسائل الإعلام، وما رأيته من انسياق الجماهير وراء العواطف والشعارات بغير بصيرة، فأردت أن أبدي رأيي في بعض الأمور من منظور إسلامي، فمهما شرّق الناس أو غرّبوا، ومهما استحسنوا من آراء ومذاهب فإن الله سبحانه لن يحاسبهم إلا على أساس دين الإسلام».

ويقول الدكتور فضل إنه «مع بداية مأساة غزة الحالية طالب قادة حماس (حكام غزة) أهالي غزة بالصبر والثأر، وأنهم لن يستسلموا ولو تمت إبادة غزة كلها. وهذا الكلام ليست له أي صلة بدين الإسلام، الذي سيحاسبنا ربنا على أساسه. فلا يجوز إجبار الناس على ما لا طاقة لهم به، ثم تحميل الآخرين تبعات ذلك، وتوزيع الاتهامات بأن هذا خان القضية وهذا باع القضية».

ويبدأ الدكتور فضل حديثه شارحاً معنى «القميص» في خاطرته الأولى قائلا: «كان بداية رفع القمصان في أمة الإسلام لتبرير ما عليه الإنسان من الخطأ ولترهيب مخالفيه: عندما رفع معاوية بن أبي سفيان قميص عثمان بن عفان ـ الذي قُتل فيه ظلمًا وعدوانًا ـ لتبرير خروجه (أي معاوية) على عَلِي بن أبي طالب وقتاله له ـ رضي الله عنه ـ، وقد سقط بسبب هذا القميص آلاف القتلى من المسلمين لم يقتَل مثل عددهم في كل معارك المسلمين قبلها مجتمعة منذ ظهور الإسلام وحتى فتوحاته في الجزيرة العربية وبلاد فارس والروم.

ويمضي الدكتور فضل قائلا: ثم تتابعت القُمُص بعد ذلك في تاريخ الأمة، ومعظمها كان سببه المنازعة على المُلك والسلطان. حتى كانت السنوات الأخيرة التي رفع فيها أسامة بن لادن وحزبه قميص الجهاد ومحاربة أميركا وإسرائيل، واتهموا كل من ينتقدهم بأنه يضر بالجهاد ويعمل لمصلحة أميركا، وبسبب هذه القُمُص تسبب ابن لادن في احتلال أميركا لأفغانستان ثم العراق، وتسبب في قتل مئات الآلاف من شعوبهما وتشريد الملايين، وتسبب في فتح معتقلات غوانتانامو وأبو غريب وغيرها من السجون للمسلمين. فإذا انتقدهم أحد رفعوا في وجهه قميص الجهاد ومحاربة أميركا وتحرير المسجد الأقصى لإرهابه ولإسكاته عن نقد جرائمهم. ثم كان آخر هذه القمص: هو قميص غزّة، حتى رفعه في هذه الأيام بعض من لا شأن لهم بغزة أو فلسطين من قريب أو بعيد، لتوزيع الاتهامات والتخوينات هنا وهناك.

ومع رفع القمصان التي لها قدسية عند الجماهير يتم إرهاب المخالف لإسكاته، ويستمر المخطئ في خطئه، وتضيع الحقيقة بين الناس. وهنا يأتي دور من لديه شيء من العلم لكشف الحقائق. وتمييز الحق من الباطل، وهذا واجب لقول الله تعالى: «وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ» (النحل64)، ومن هذا الباب كانت كتابتي لهذه الخواطر.

الخاطرة الثانية: أم القضايا الإسلامية والعربية:

شاع بين الناس في العقود الأخيرة أن قضية فلسطين هي أم القضايا الإسلامية والعربية، وتبع ذلك أن أصبح قميص فلسطين من المقدسات، ومعيارًا للحكم على الناس ومواقفهم، وكأنه الدين كله، وباسم فلسطين وقعت انقلابات وأريقت دماء في بعض الدول، والكل يتحدث باسم فلسطين، ومنهم من أكل وأثرى بسببها.

وليس من واجب أهل العلم بالدين مجاراة أهواء الناس، بل تمحيصها وبيان ما فيها من حق أو باطل، وذلك لأن الأنبياء عليهم السلام ما بعثهم الله إلا لتغيير واقع الناس وأفكارهم لتستقيم على منهج الله، وقد ثبت الحديث أن «العلماء ورثة الأنبياء»، فلا يجوز لمن آتاه الله شيئًا من العلم بالدين أن يجاري الناس ويقول إن فلسطين هي أم القضايا إلا إذا كانت هي كذلك فعلا بعد البحث والتدقيق.

والحقيقة التي لا تحتاج إلى كثير بحث، هي أن فلسطين ليست هي أم القضايا، فما قضية فلسطين واحتلال اليهود لها إلا عَرَضٌ لمرض، فلا يجوز الاقتصار على تخفيف الأعراض وترك علاج المرض الأساسي المسبب لها، لأن العَرَض سيبقى ويزداد ما دام المرض. والمرض هو ضعف المسلمين واختلافهم وتفرقهم حتى تجرأ عليهم أعداؤهم، وكلها عقوبات يعاقبهم الله بها بسبب هجرهم لشريعته وإعراضهم عنها في كثير من أمور حياتهم، هذا حُكْم الله على مَن عصاه، وهذه هي أم القضايا: غياب الشريعة وضياع الخلافة.

* قال الله تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون»َ (الروم41).

* وقال تعالى: «... فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء...» (المائدة14).

* وقال تعالى: «... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (النور63).

* وفي مقابل ذلك، قال الله تعالى فيمن أطاعه: « وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا» (الجن16)، وقال سبحانه: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْض...»ِ (الأعراف96).

* فما العداوة والبغضاء والفتن والفساد إلا بسبب مخالفة شريعة الله، وبهذا انفرط عقد المسلمين وذهبت ريحهم من قبل سقوط الخلافة العثمانية الشكلية (1924م) بسنوات طويلة، فتسلط عليهم الاستعمار الأوروبي ثم إسرائيل.

* ولن يتغير هذا الواقع بالمظاهرات والمؤتمرات والقرارات، لن يتغير إلا بإصلاح أسبابه كما قال الله تعالى: « إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ...» (الرعد11). وسوف يتغير هذا الواقع إن شاء الله وتعود الخلافة الإسلامية الراشدة ومعها حكم الشريعة المطهرة كما أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك، وكل ما أخبر به من أمور الغيب المستقبل فهو من القضاء المبرم الذي عَلِمه بالوحي، والقضاء المبرم حتمي الوقوع، قال تعالى: «كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا» (مريم71). أما خبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو قوله: (يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثوًا، لا يُعده عددًا) رواه مسلم (7352)، ومعنى (يحثو) أي يعطي المال بالحفنة لا بالعدد للدلالة على الرخاء وكثرة المال. ولكن هذا لن يحدث في المستقبل القريب ـ فيما أظن ـ فدون ذلك أمور لا تحتمل عقول الناس ذكرها الآن، وقد أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم.

وقد كان أول ضحايا هذه الأكذوبة (فلسطين أم القضايا) هم أهل فلسطين أنفسهم. فبسبب (أم القضايا) أعطى ياسر عرفات لنفسه حق التدخل في شؤون الآخرين وقبول ما يشاء ورفض ما يشاء، وتخوين مَن يشاء لأنه صاحب القضية، فجلب هذا على الفلسطينيين الويلات. ابتداءً مما ارتكبه الفلسطينيون في الأردن من أفعال مشينة ـ بعد نزوحهم إليها باحتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967 ـ وتصرف عرفات في الأردن كأنه صاحبها وحاكمها، فوقعت مذبحة أيلول 1970 قتل فيها آلاف الفلسطينيين ثم طُردوا من الأردن إلى لبنان، وفيها كرر عرفات الأخطاء نفسها لأنه (أبو القضية) والكل ينبغي أن يكون طوع أمره، فكانت مذبحة تل الزعتر (1976) ثم مذبحة صبرا وشاتيلا (1982) سقط فيهما آلاف الفلسطينيين قتلى. وعندما شرع عرفات في المفاوضات مع إسرائيل بعد ذلك وظهر مشروع الدولة الفلسطينية، قيل لعرفات: هل تستطيع أن تحكم دولة؟ فقال (كيف لا، وقد كنت أنا الذي أحكم بيروت). ثم طُردوا من لبنان في 1982م إلى تونس واليمن وغيرهما. ثم تسبب عرفات بعد ذلك في طرد آلاف الفلسطينيين وقطع أرزاقهم من الكويت وغيرها بسبب موقفه المساند لصدام حسين في احتلاله الكويت عام 1990م.

ولأنه صاحب أم القضايا، فقد رفض عرفات الحكم الذاتي الكامل للضفة الغربية وقطاع غزة ـ قبل أن يكون فيهما أي مستوطنات ـ الذي قدّمه له الرئيس المصري السابق أنور السادات على طبق من ذهب بدون جهد منه، بمقتضى اتفاقية (كامب ديفيد) عام 1978م، ومازلت أذكر كلمة السادات التي كررها عن هديته للفلسطينيين، فكرر بالإنجليزية (Full Autonomy) أي حكم ذاتي كامل، فاستكبر عرفات وغيره ورفضوا الهدية، ثم ذهب عرفات بنفسه إلى كامب ديفيد الثانية بعد عشرين سنة ولم يحصل على أي شيء، حتى مات محسورًا محصورًا في بيته عام 2005 .

جاءت الفرصة الذهبية لعرفات عام 1978 فرفضها، ولم تأت الفرصة مرة أخرى، قال أبو العباس السفاح (الأناة محمودة في كل شيء إلا عند اغتنام الفرصة)، وأبو العباس هو أول خلفاء الدولة العباسية، و(السفاح) ليس المجرم وإنما الذي يسفح المال فينفقه بلا حساب، كناية عن الكرم.

إنما كان عرض السادات فلتة أظنها لن تتكرر، فقد وصف الله اليهود بأنهم «أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا» (النساء53)، و(النقير) هو النقرة في وسط نواة التمرة، أي إذا تملك اليهود فلا يعطون الناس شيئًا. ولهذا فإنني أقول: إن كل قطرة دم سالت من الفلسطينيين منذ 1978 سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرها هي في رقبة عرفات لرفضه الحكم الذاتي الذي عرضه عليه السادات، ثم ذهب ليبحث عنه فلم يحصل على شيء، فلم يضر أحد أهله مثلما أضر عرفات الفلسطينيين، لأن طموحاته كانت أكبر من قدراته، فدفع شعبه الثمن قبل غيره. وهذا خلاف الشريعة لأن هناك فرقًا بين الواجب والمستطاع، ولم يكلفنا الله إلا بالقدر المستطاع مما أوجبه علينا فقال سبحانه: «لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا...» (البقرة286)، وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم) الحديث متفق عليه.

الخاطرة الثالثة: من المسئول عن ضياع فلسطين؟، قال الله تعالى: «وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ...» (الشورى30)، هذا كلام الله الحق المبين: «...وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا» (النساء87). فمصائب المسلمين هي بسببهم أولا، ثم يدخل العدو بعد ذلك.

فمن الذي أضاع فلسطين؟ إنهم العرب الذين حاربوا الدولة العثمانية التي كانت تحكم فلسطين ورفضت توطين اليهود فيها. فحاربها العرب ـ وخاصة عرب الشام ـ في الحرب العالمية الأولى تحت قيادة اللورد اللنبى البريطاني وطردوا العثمانيين من فلسطين، فاستولت عليها بريطانيا في 1916م، ومنحتها لليهود بوعد بلفور في 1917م. وكانت بريطانيا قد وعدت الشريف حسين (شريف مكة) بأن تنصّبه ملكًا على العرب إذا ساعدها في حرب العثمانيين (مراسلات الحسين - مكماهون)، ثم أخلفت وعدها، فطردت الشريف حسين إلى جزيرة قبرص، وأعطت العراق لابنه فيصل، والأردن لابنه عبد الله، وأعطت سورية ولبنان لفرنسا (اتفاقية سايكس بيكو)، وأبقت فلسطين تحت انتدابها حتى سلمتها لليهود في عام 1948. فكانت بريطانيا كما قال الشاعر: «وما تمسَّكُ بالعهد الذي زعمت.. إلا كما يمسك الماءَ الغرابيلُ، كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً.. وما مواعيده إلا الأباطيلُ».

ومن الذي أضاع فرصة الحكم الذاتي الكامل في كامب ديفيد الأولى 1978، إنه ياسر عرفات. ومن الذي يبني المستوطنات اليهودية التي مزقت الضفة الغربية؟ إنهم عمال فلسطينيون. ومن الذي يقتل الفلسطينيين اليوم ومن قبل؟ إنهم عملاء فلسطينيون هم الذين يرشدون الطائرات الإسرائيلية إلى أماكن القادة والمواقع المهمة فتقصفها إسرائيل بالصواريخ؛ بهذه الطريقة قُتل الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وأبو علي مصطفى وغيرهم. وبالطريقة نفسها تنفذ مذبحة غزة الآن.

ومن الذي قتل الفلسطينيين بلا هوادة ولا رحمة؟.. لم يقتصر ذلك على اليهود، بل قتلهم العرب في الأردن ولبنان، وقتل الفلسطينيون أنفسهم مرارًا في غزة وغيرها، وفي انقلاب حماس على حكومة محمود عباس في 2007، ألقى الفلسطينيون أهلهم من الطابق الخامس للعمارات، وسجنوا بعضهم.

وإذا تقاتل أهل البلد جاء العدو، هذه سُنّة الله التي لا تتبدل كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن الله ـ جلّ وعلا ـ قد قال: (يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يُرَد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أُهلكهم بسنةٍ عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًا ممن سواهم فيهلكهم بعامة حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، وبعضهم يقتل بعضًا) الحديث رواه أحمد وابن مردويه، وقال ابن كثير: إسناده جيد قوي. و(السنة) هي المجاعة. فإذا تقاتل أهل البلد جاء العدو. وهذا هو الواقع. وقال تعالى: «وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ...» (الشورى30).

غداً: حماس وإبادة غزة.. عبث ليس له صلة بالدين ـ قاد خالد مشعل الحرب من الفنادق الفاخرة.. واختبأ قادة الداخل