أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني سينشر في مايو (أيار) 2010 مذكراته في كتاب سيركز على جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تضيق فيه الفرصة المتاحة للوصول إلى حل للصراع، وتبرز ضرورة التحرك بفاعلية لاستغلال هذه الفرصة. وأضاف الديوان الملكي في بيان له أمس أن الملك عبد الله الثاني الذي سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم في البيت الأبيض سيسرد في الكتاب أيضاً تفاصيل محطات لافتة في حياته، إضافة إلى رؤيته المستقبلية للمملكة وكيفية التعامل مع التحديات الرئيسة التي تواجه المنطقة. وأوضح الديوان أن الكتاب سيصدر باللغتين العربية والإنجليزية ولغات عدة في الوقت نفسه. وحصلت دار «فايكنغ» للنشر، وهي إحدى كبرى دور النشر في العالم، على حقوق نشر الكتاب باللغة الإنجليزية.
ويسعى الأردن للضغط بالنيابة عن الدول العربية إلى دور أقوى للولايات المتحدة الأميركية في عملية السلام في الشرق الأوسط.
وسيكون الملك عبد الله الثاني، وهو حليف قوي لأميركا، أول زعيم عربي يلتقي أوباما في البيت الأبيض بعد تنصيبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سيحث الرئيس الأميركي على تبني دور أكثر فعالية لتحقيق حل الدولتين وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وسينقل الملك تخوفات العرب على مستقبل السلام بعد قدوم حكومة إسرائيلية يمينية بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي صرح سابقاً بأن أولويات حكومته هي التركيز على الاقتصاد والقضايا الأمنية بدلا من التفاوض على قضايا جوهرية مثل قيام دولة فلسطينية ومصير القدس وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين. وقال دبلوماسيون في عمان إن العاهل الأردني، الذي يحمل رسالة خطية من الدول العربية لأوباما، سيؤكد له أن العرب لا يزالون ملتزمين بمبادرة السلام العربية.
وكان وزراء خارجية كل من السعودية وقطر ومصر ولبنان وفلسطين قد التقوا الملك عبد الله الثاني في عمان مطلع أبريل (نيسان) الجاري وطلبوا منه رسمياً أن «ينقل الموقف العربي الموحد» لأوباما.
وتنص مبادرة السلام العربية، التي وافقت عليها الدول العربية خلال قمة عربية في عام 2002، على تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب كامل لإسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد حرب عام 1967 وحل قضية اللاجئين. وقال مصدر في البيت الأبيض إن الرئيس أوباما سيبحث مع الملك عبد الله الثاني سبل المضي قدماً لتحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الدفع بمبادرة السلام العربية. والتقى الملك عبد الله الثاني قبل زيارته للبيت الأبيض مجموعات عربية ويهودية أميركية.