عوائل الطلاب الباكستانيين المحتجزين في بريطانيا: أبناؤنا سافروا للدراسة وليس لتفجير القنابل

قالوا لا نعرف طبيعة الاتهامات حتى الآن وليس لديهم أي علاقة بتنظيم مسلح

TT

طالبت أسر أربعة طلاب باكستانيين تم إلقاء القبض عليهم في بريطانيا على خلفية تورطهم في مخطط إرهابي مزعوم بتوفير إمكانية اتصالهم على نحو فوري بأبنائهم، مصرين على أن لا صلة للطلاب الأربعة بأي تنظيم مسلح في باكستان أو أي دولة أخرى. وأصرت الأسر الأربعة على أن أبناءها توجهوا إلى بريطانيا لتلقي مستوى تعليمي أعلى ولم تربطهم أي صلات بأي تنظيم مسلح قبل أو بعد سفرهم إلى بريطانيا. وفي تصريحات إلى «الشرق الأوسط»، أكد أفراد الأسر الأربعة أنه لم يتم إطلاعهم بعد على طبيعة الاتهامات الموجهة إلى أبنائهم ببريطانيا، حيث لم تجر أي من الحكومة البريطانية أو نظيرتها الباكستانية اتصالا بهم. جدير بالذكر أن الشرطة البريطانية ألقت القبض على 11 باكستانياً، بينهم 10 دخلوا البلاد بتأشيرات لغرض الدراسة، في عمليات دهم تم شنها في شمال غربي إنجلترا في مطلع الشهر الجاري. وادعت وسائل الإعلام البريطانية أن الباكستانيين ألقي القبض عليهم في إطار تحقيق جنائي على صلة بمخطط إرهابي وضعه تنظيم «القاعدة» ويستهدف بريطانيا. ورغم مرور قرابة أسبوعين، لم توجه السلطات البريطانية بعد اتهامات لأي من الباكستانيين الأربعة. من جهتها، بذلت السفارة الباكستانية بلندن محاولات عدة للوصول إلى الطلاب الباكستانيين المحتجزين. لكن السلطات البريطانية ترفض حتى الآن اتصال أي مسؤول قنصلي بهم. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أكد نصر الله جان ختاك، والد عبيد نصير، الذي جرت الإشارة إليه باعتباره قائد مجموعة الطلاب الباكستانيين الأحد عشر، على براءة نجله، وعدم وجود صلة تربطه بأي جماعة مسلحة. وقال خلال اتصال هاتفي أجرته معه الصحيفة أثناء وجوده في بيشاور حيث يقيم وأسرته: «بإمكانهم التحقيق معي أو مع ابني، لن يتوصلوا إلى أي خطأ في سجلنا. إننا نعنى بالنشاط التجاري فحسب». يذكر أن عبيد نصير يدرس في السنة الثالثة بمجال تكنولوجيا المعلومات في مانشستر، وكان من المتوقع أن يعود إلى باكستان بعد إنجازه دراسته بحلول سبتمبر (أيلول) القادم. وشدد نصر الله على أنه يشعر: «بثقة تتجاوز مائة في المائة أن ولدي لم يتورط في أي خطأ». واستطرد موضحاً أن: «نجلي يعفي لحيته ويواظب على أداء الصلوات، فنحن أسرة متدينة، لكن ذلك لا يعني أن ابني عضو في أي خلية إرهابية». وأشار نصر الله إلى أنه ناشد الحكومتين الباكستانية والبريطانية السماح له بالسفر إلى لندن لتمثيل ابنه وإثبات براءته. إلا أنه لم يتلق رداً من أي من الحكومتين حتى الآن. وأضاف نصر الله: «أنوي التقدم بطلب للحصول على تأشيرة للسفر إلى لندن»، مشيراً في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه يعاني من آلام مرض السكري، بينما سقطت زوجته طريحة الفراش منذ ورود أنباء إلقاء القبض على نجلهما. وقال: «نريد عودة ابننا على الفور»، رداً على ما صرح به السفير الباكستاني في لندن حول أن الطلاب الباكستانيين الـ11 سيجري ترحيلهم إلى باكستان، بدلا من اتهامهم بالإرهاب. ومن جهتها، صرحت وزارة الخارجية الباكستانية مراراً بأنها على اتصال بالسلطات البريطانية فيما يخص الطلاب الباكستانيين المحتجزين. ومع ذلك، فشلت الحكومة الباكستانية حتى الآن في الحصول على معلومات من السلطات البريطانية في هذا الشأن. وقد أبدت حكومة إسلام أباد رغبتها في مقاضاة هؤلاء الطلاب الحكومة البريطانية أمام المحاكم البريطانية لتعطيلها دراستهم من خلال إلقاء القبض عليهم دون توجيه أي اتهامات إليهم. ومن ناحية أخرى، قال نصر الله: «ليس بوسعي القول بما إذا كنا سنتخذ إجراءً قانونياً ضد الحكومة البريطانية طالما لم أعلم بعد بمصير ابني. بمجرد أن أعلم بما يفعلونه بنجلي، سأطلعكم على الإجراء الذي سأتخذه داخل المحاكم البريطانية». ومن ناحيته، أعرب جان محمد، الشقيق الأكبر لطالب باكستاني آخر من المحتجزين، وهو جناس خان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أمله في إطلاق سراح شقيقه قريباً. وأضاف: «نرغب في عودة شقيقي. ونأمل في أن يطلقوا سراحه قريباً نظراً لأن الشرطة البريطانية تقول حالياً إنها لم تعثر على أي دليل يدينه». ومثلما الحال مع نصر الله ختاك، يفتقر جان محمد لأي اتصال مع شقيقه منذ إلقاء الشرطة البريطانية القبض عليه مطلع هذا الشهر. وكان من المتوقع أن يكمل جناس خان دراسته في سبتمبر (أيلول) القادم من جامعة الأمل (يونيفرستي أوف هوب) بليفربول، حيث كان يدرس لنيل درجة الماجستير في الأعمال التجارية. أما جان محمد، شقيق جناس خان، فيتمتع بمكانة مرموقة كتاجر أقمشة في بيشاور. في هذا الصدد، أكد جان محمد: «الجميع يعرفوننا في بيشاور، إننا أسرة معروفة بمدينة بيشاور وليست لنا صلات بأي تنظيم مسلح». ومن بين الطلاب الباكستانيين الآخرين الذين ألقي القبض عليهم في بريطانيا محمد رمضان محسود، الذي ينتمي إلى ديرا إسماعيل خان، وهي مدينة صغيرة تقع بالقرب من الحدود القبلية الباكستانية. وأكد والده، حضرة علي، وأعمامه في تصريحات لوسائل الإعلام أن ابنهم سافر لبريطانيا للدراسة، وليس لتفجير القنابل. في هذا السياق، أكد حضرة علي أنه: «كنت أتحمل تكاليف دراسة ابني على مدار العامين الماضيين. وكان من المتوقع أن ينجز دراسته في غضون ستة شهور، لكن هذا الأمر سيقضي على حياته المهنية». وينتمي طالب رابع ممن ألقي القبض عليهم، وهو عبد الوهاب بركي، إلى تانك، وهي مدينة صغيرة تقع بالإقليم الشمالي الغربي الحدودي بالقرب من وزيرستان الجنوبية. وأكد والده، مالك خان محمد بركي، على أن نجله سافر إلى بريطانيا في أكتوبر (تشرين الأول) 2008 لنيل درجة الماجستير في علوم الحاسب الآلي من جامعة ليفربول، مضيفاً أن: «ليس لأي من أفراد أسرتي، بما فيهم ابني، أية صلة بالإرهابيين». وقال إنهم ينتمون إلى قبيلة بركي التي تتمتع بأعلى معدل معرفة للقراءة والكتابة بين أبنائها على مستوى المناطق القبلية الباكستانية، يبلغ 98%.