جنبلاط يوضح لحلفائه «ظروف» انتقاداته لبعضهم والنائب دندشي يطلب اعتذارا

الوزير أبو فاعور يحمل رسالة إلى صفير من رئيس «اللقاء الديمقراطي»

TT

تفاعل أمس في لبنان الكلام المنقول عن النائب وليد جنبلاط والذي بُث عبر إحدى المحطات التلفزيونية ويتم تداوله عبر الرسائل الإلكترونية والمنتديات وفيه انتقادات لبعض حلفائه في «14 آذار». وفيما سعى إلى توضيح الصورة لدى الذين تأثروا بمواقفه، برز أمس رد عنيف من النائب عزام دندشي عضو كتلة «المستقبل» التي يرأسها النائب سعد الحريري، إذ قال: «صُدمنا عندما سمعنا حديث البيك وليد جنبلاط الذي استخف بأبناء عكار عندما قال إن ألف شاب من عكار لم يصمدوا نصف ساعة. يهمني أن أوضح الحقيقة، أن شباب عكار لا تنقصهم العزيمة والقدرة والشجاعة والبأس، فمعارك نهر البارد وكل المعارك التي خاضها ـ وسيخوضها ـ الجيش اللبناني تعرفهم. لكن شباب عكار لم ينزلوا إلى بيروت بسلاحهم لمقاتلة عدو. ولم تطلب منهم قيادتهم السياسية ذلك. بل نزلوا عزلا لمقاومة شغب متوقع من أخ ضل وتجبر (حزب الله) وحماية لمؤسسات مدنية وتربوية وثقافية وإعلامية لمؤسسة الحريري. لم ولن يرفعوا بندقية في وجه شريك في الوطن إلا تحت راية المؤسسات العسكرية الشرعية. وتاريخهم خلال الحرب الأهلية السابقة يثبت أن عكار كانت وستبقى العيش الواحد والإيمان بالدولة ومؤسساتها والاحتكام إلى القانون الدستور». وأضاف: «أهل عكار خزان الوطنية الصادقة وخزان ثورة الأرز وحمايتها، لن يثنيهم عن الإيمان بها من يحاول أن يهرب وأن يبرم (يغير الاتجاه) لأن المعطيات الدولية برمت. ولكن يبدو أن الفرائص بدأت ترتعد خوفا، فبدأنا نشهد قلب الحقائق، وإننا تمنينا معارك بين الإخوة في الجبل. ويبدو أيضا أن العشرين سنة الماضية من التواصل مع مدرسة الحريري لا تكفي البعض لكي يدرك أنها تدرّس أولا ضرورة المحافظة على السلم الأهلي والعيش الواحد والاحتكام إلى القانون والدولة والإعمار والصدق في المواقف لا التقية». وختم دندشي قائلا: «لا نقبل إلا اعتذارا من أهل عكار وجمهور رفيق الحريري وحماة (14 آذار)».

لكن منسق «تيار المستقبل» في إقليم الخروب المرشح على لائحة جنبلاط النائب محمد الحجار أكد أن «تحالفنا مع الزعيم وليد جنبلاط هو تحالف استراتيجي وقرار أزلي بالتحالف في السراء والضراء... تحالف ارتبط بالدم، تحالف ثابت وسيستمر وسنعمل على استمراره. وهو تأكيد لهذه الشراكة ولمتانة العلاقة التي تجمع (تيار المستقبل) والحزب التقدمي الاشتراكي».

هذا، وزار عضو كتلة جنبلاط النائب مروان حمادة، الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين الذي كان جنبلاط يتحدّث في منزله في الشريط المصور الذي بثته وسائل الإعلام. وقد دافع حمادة، في تصريح أدلى به لاحقا، عن رئيس كتلته الذي «وقف مرة ضد حلفاء الأمس وأحيانا ضد حلفاء اليوم تفاديا للوقوع في فتنة داخلية». وقال: «منذ نحو شهر كان وليد بك في اجتماع مع مشايخنا الأجلاّء عند سيدنا الشيخ أبو محمد جواد، أطال الله بعمره. وكانت هناك مصارحة ودردشة وأسئلة وأجوبة حول أوضاعنا في مرحلة كانت اللوائح تتألف ويتجاذب من خلالها وحولها الكثير من القوى السياسية. وقد رافقت ذلك بكل تمعن. لكننا فوجئنا عبر إحدى الوسائل الإعلامية بنشر تقرير مأخوذ من مقتطفات مجتزأة من كلام للأستاذ وليد جنبلاط تبادله مع مشايخنا الأجلاّء، وبتسجيل مأخوذ بالهاتف. أرادوا من خلال ذلك الإمعان في محاولة بث الفرقة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحلفائه في حركة (14 آذار)، وأكثر من ذلك محاولة بث الشكوك بين أعضاء اللائحة الواحدة الموحدة».