مشعل يتحدث اليوم إلى برلمانيين بريطانيين عبر الفيديو كونفرانس

إسرائيل تحتج بشدة والخارجية في لندن تعتبر الأمر شخصيا لا تستطيع منعه

صبية فلسطينيون مكبلون بالسلاسل يدعون الى المصالحة بين فتح وحماس، امس (رويترز)
TT

رغم الاعتراضات الإسرائيلية القوية، يتحدث خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الساعة 6.3 وحتى 8.30 من مساء اليوم وعبر الفيديو كونفرانس، إلى جلسة مغلقة في إحدى قاعات مجلس العموم، يشارك فيها عدد من النواب البريطانيين، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيه مشعل مباشرة مع مجلس العموم البريطاني، رغم أنه استقبل أكثر من مرة عددا من النواب في مقدمتهم كلير شورت في دمشق.

وقال متحدث في مكتب النائبة المستقلة كلير شورت التي تقف وراء هذه المبادرة، في مجلس العموم لـ«الشرق الأوسط»: «إن اللقاء سيتم في موعده بحضور عدد من النواب وبعض الصحافيين وليس لدينا النية في إلغائه». وأضاف المتحدث: «إن كلير لم تتعرض لأي ضغوط من أي طرف في هذا الشأن». واحتجت إسرائيل رسميا على هذا الخطاب وتوجهت إلى رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية ورئاسة البرلمان في بريطانيا طالبة إلغاء هذه المبادرة بدعوى أن مشعل زعيم منظمة «إرهاب بشعة» وفق القانون البريطاني والأوروبي.

لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية البريطانية في لندن قال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على علم أن بعض النواب وبصفتهم الشخصية سيتحدثون إلى عناصر في حماس وليس لدى الحكومة أي اهتمام بإجراء اتصال مع حماس، ونحن نعتقد أن ليس من المفيد والمنتج الاتصال بحماس مباشرة، فهي منظمة إرهابية، فهي تطلق الصواريخ على المدنيين ويلحقون الأذى بالإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين أيضا. إنها تقتل وتعذب خصومها السياسيين». وأضاف: «نحن نعتقد أن الحديث مباشرة إلى حماس في هذا الوقت على وجه الخصوص سيضعف الفلسطينيين الملتزمين بالسلام. والجامعة العربية خولت مصر الاتصال بحماس. ونحن على اتصال منتظم مع الجامعة العربية ومصر».

وردا على سؤال حول مطالب إسرائيل بوقف مثل هذه الاتصالات قال المتحدث الذي طلب عدم ذكر اسمه: «حسن، إنها جلسة خاصة يشارك فيها نواب بصفاتهم الشخصية». وتابع القول: «إن هذه كما قلت جلسة خاصة والمشاركون فيها لا يمثلون الحكومة في اتصالاتهم ويقومون بها كمواطنين وليس لدينا سيطرة على ما يقوم بها المواطن». واختتم المصدر بالقول: «إننا لن نتصل بحماس».

وقال السفير الإسرائيلي في لندن رون بروسور، إن إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى السماح لمشعل بالظهور أمام البرلمان البريطاني بواسطة الفيديو، وتعتبر ذلك خرقا لقرار الاتحاد الأوروبي اعتبار حماس تنظيما إرهابيا. وأضاف: «لو أن مشعل طلب الحضور إلى بريطانيا لإلقاء الخطاب أمام مجلس العموم، لما سمحت له سلطات الحدود بالدخول إلى لندن، فهو مسجل في سجلات حرس الحدود في كل أوروبا كشخصية إرهابية. إذن فإنه لأمر خطير عندما يتحايل البرلمان البريطاني على هذه العقبة ويفتح الأبواب لزعيم إرهابي عبر الفيديو كونفرانس».

وردا على ذلك قال المتحدث: «موضوع التأشيرة موضوع الحكومة قادرة التحكم به والقرار فيه يعود إليها، لكن النواب يتحدثون إليه بصفاتهم الشخصية لا كممثلين للحكومة البريطانية».

وأكدت مصادر في الخارجية الإسرائيلية أمس، وقوف النائبة شورت وراء دعوة مشعل، وهي معروفة بعدائها لإسرائيل وتأييدها للقضية الفلسطينية.

واحتلت شورت منصب وزيرة التنمية الدولية في حكومة توني بلير العمالية، واستقالت من الحكومة بعد الحرب. وانسحبت شورت من حزب العمل وهي الآن نائبة مستقلة عن منطقة بيرمنغهام شمال بريطانيا. وزارت شورت غزة على متن إحدى سفن كسر الحصار الإسرائيلي والتقت رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية. وتبين أمس أن وزارة الخارجية البريطانية كانت أبلغت السفارة الإسرائيلية في لندن بأمر هذا الخطاب، حتى لا يكون الأمر مفاجئا لإسرائيل. وحالما وصل البلاغ إلى وزارة الخارجية في القدس الغربية، سعت وإسرائيل للضغط على البرلمان لإلغاء هذا القرار.

يُذكر أن وزارة الخارجية الإسرائيلية ما زالت تعمل حتى الآن كما لو أنه لا يوجد وزير خارجية. فالوزير أفيغدور ليبرمان لم يُقِم علاقات بعد مع نظرائه في أوروبا، ويُنتظر أن يفعل ذلك في غضون أسبوعين، خلال جولة أوروبية واسعة يجري الإعداد لها. وحسب مصادر في الوزارة فإن العلاقات الإسرائيلية ـ البريطانية ليست على ما يرام، إذ شهدت فتورا منذ أن تولى غوردون براون رئاسة الوزراء وديفيد ليليباند وزارة الخارجية.