جدل في نيويورك حول سن القرصان الصومالي الذي سلم نفسه

يواجه حكماً بالسجن المؤبد في حالة ثبوت أن عمره 18 سنة

الصومالي عبد الولي موسى المتهم باختطاف قائد السفينة ألاباما، الأميركي ريتشارد فيليبس، سيقدم إلى المحكمة في نيويورك بعد أن تم اعتقاله مؤخرا (رويترز)
TT

يعتبر الصومالي عبد الوالي عبد القادر موسى أول قرصان يحاكم في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، حيث تنص القوانين الأميركية على أن القراصنة الذين يهاجمون سفينة ترفع العلم الأميركي يمكن محاكمتهم أمام محاكم أميركية. وكان موسى هو القرصان الوحيد الذي سلم نفسه في حين قتل ثلاثة آخرون كانوا يحتجزون القبطان الأميركي ريتشارد فليبس قبالة السواحل الصومالية قبل أن تتدخل القوات الأميركية وتفك أسر القبطان. وسيحاكم موسى في نيويورك حيث يواجه السجن مدى الحياة لكن مصادر قانونية قالت إن كونه لا يزال مراهقاً (أقل من 18 سنة) ربما يخفف عليه الحكم. وكان عبد الوالي عبد القادر موسى وصل إلى قاعة المحكمة الفيدرالية في مانهاتن تحت حراسة مشددة وهو يبتسم، لكن من دون أن يقول شيئاً.

وكانت يداه ورجلاه مقيدتين بقيود حديدية ويحيط به حوالي 12 رجل أمن، ويبدو أنه كان مستعداً لمواجهة حشد من المراسلين والمصورين لأنه أتاح لهم التقاط الصور التي يرغبون في التقاطها وهو يوزع ابتسامته عليهم، وعلى الرغم من أسئلة كثيرة ألقيت عليه بالإنجليزية إلا أنه لم يجب عنها ويرجح أن معرفته بالإنجليزية منعدمة، وكانت يده اليسرى مصابة ويلف ضمادات على جرحه.

وقالت مصادر الادعاء إن التهم الموجهة له طبقاً للقانون الفيدرالي الأميركي هي القرصنة واحتجاز رهائن. وناشدت والدة القبطان الرئيس باراك أوباما إطلاق سراح ابنها وقالت إنه غرر به من طرف عصابات القرصنة التي تجند شباناً صغار السن لتنفيذ عملياتهم، وقالت إن ابنها اقتنع بالمشاركة في العملية من أفراد العصابات عندما قالوا له إنه سيجني أموالاً طائلة من العملية. ونقلت « أسوشييتدبريس» عن آدار عبد الرحمن حسن والدة عبد الوالي التي تقيم في بلدة «غالكايو» الصومالية قولها «أناشد الرئيس أوباما الصفح عن ابني المراهق، وأرجوه إطلاق سراح ابني أو على الأقل أن يسمح لي باللقاء به وأن أكون معه أثناء المحاكمة». في حين قال والده إن القراصنة كذبوا على ابنه وقالوا له إنهم ذاهبون لقبض فدية، وأن ذلك شجعه للانضمام لهم خاصة أن أسرته معدمة ولا تملك قرشاً. وأوضح أنه ذهب معهم من دون أن يعرف بالضبط ما سيقوم به. وقال إن تلك أول عملية يشارك فيها بعد أن أخذ من منزله.

وقال الوالدان إن اسم ابنهما ليس عبد الوالي موسى لكن لم يقولا ما هو الاسم الحقيقي، وأن عمره الحقيقي هو 16 سنة، في حين تقول أوراق المحكمة إن سنه 18 سنة، ونظراً لحالة الفوضى التي تعرفها الصومال من الصعب إثبات عمر القرصان المعتقل. يشار إلى أن القانون الأميركي عادة لا يحاكم المراهقين، وهو ما سيشكل تحديا حقيقيا أمام المدعين العامين. ويقول الخبراء إن القوانين الدولية تتساهل مع المراهقين الذين يتم تجنيدهم من طرف بالغين.

وقالت منظمات حقوقية إنها ستدافع عن عبد الوالي، وفي هذا الصدد قال رون كيبي وهو محام من المدافعين عن الحقوق المدنية في نيويورك إنه يعكف حالياً على تشكيل فريق للدفاع عن المتهم الصومالي، وقال في هذا الصدد «أعتقد أن هذه حالة خاصة لأن هناك سؤالا أساسيا حول ما إذا كانت السلطات الأميركية انتهكت المبادئ في هذه الواقعة لأن هذا الرجل جاء بنفسه إلى المدمرة الأميركية لتسليم نفسه والتفاوض ثم اعتقل بعد ذلك، وهناك أسئلة جدية أيضا حول ما إذا كان يجوز محاكمته بسبب صغر سنه».