مهمة «تقصي حقائق» في العراق لأكبر الشركات والمواقع الإلكترونية في العالم

الأولى من نوعها تنظمها وزارة الخارجية الأميركية

TT

ضمن تطبيق اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، تستضيف السفارة الأميركية في بغداد وفدا أميركيا، مؤلفا من عشرة متخصصين في التكنولوجيا الحديثة، ومن الذين يعملون في مجال تقنية المعلومات لدى اكبر وأشهر الشركات والمواقع الالكترونية في العالم.

وتعتبر الزيارة، التي بدأت الأحد الماضي وتنتهي اليوم، امتداداً لعدة زيارات حصلت مؤخراً بين الولايات المتحدة والعراق، لترسيخ التبادلات الثقافية والعلمية، إلا أنها الأولى من نوعها من حيث الشخصيات البارزة في عالم تقنية المعلومات، منهم مؤسس ورئيس موقع «تويتر» جاك دورسي.

ويرأس الوفد جارد كوهين، وهو يعمل ضمن طاقم وضع الخطط السياسية في مكتب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الذي يعتبر من أكثر العاملين في وزارة الخارجية الأميركية حماساً، لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في الدبلوماسية وتقدم عمل المجتمع المدني. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، أن «الهدف من الزيارة هو تقصي المعلومات حول الأوضاع في العراق، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعد البلاد». وأضاف: «في الوقت نفسه، المشاركون في الزيارة للعراق يعرفون انه يمثل سوقاً صاعدة، وتسير باتجاه الاستقرار مما سيتيح فرصاً مهمة للشركات». ومن جهتها، أكدت وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية، أن الوفد قد التقى أمس عددا من ممثلي الوزارات العراقية من اجل تقصي الحقائق، ومعرفة حاجة العراق لعقد شراكات في المجال المعلوماتي. وقال محمود قاسم شريف، مدير عام دائرة تكنولوجيا المعلومات في الوزارة، إن «المهمة التي يقوم بها الوفد الأميركي، هي لمعرفة احتياج العراق لهذه التكنولوجيا في الوقت الحاضر». وأشار شريف لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن ممثلي الوزارات العراقية قد اجتمعوا مع الوفد الأميركي، للاطلاع على واقع الحال، وقد أعطى مديرو قطاع المعلوماتية في الوزارات العراقية تصورا واضحا للوفد، من اجل بلورة تقاريرهم عن العراق وطرحها على شركاتهم بعد عودتهم إليها. وقال شريف، إن التحديثات الالكترونية ستدخل العراق لو تم الاتفاق مع هذه الشركات، مشيرا إلى أن الوفد مكون من شخصيات تدير عمليات نشر المعلومات، وضمان التواصل بين الحكومة والمواطنين، والمواطنين فيما بينهم وفق احدث الطرق الالكترونية.

ويبحث الوفد كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في مكافحة الفساد، وبناء مجتمع أكثر شفافية وخضوعا للمحاسبة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن رؤساء تلك الشركات سيقدمون أفكارا بشأن كيف يمكن للتكنولوجيات الجديدة أن تساعد في دعم الشفافية، وان تعزز المجتمع المدني وتدعم قدرات الناس بشكل عام والجماعات المحلية بتقديم الأدوات لبناء الشبكات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية روبرت وود: «بينما يدرس العراقيون كيفية دمج التكنولوجيا الجديدة كأداة لتعظيم قدرات المجتمع، نعتبر هذه فرصة لدعوة صناعة التكنولوجيا الأميركية، لان تكون جزءا من هذه النواة الخلاقة». وتعكس موافقة رؤساء شركات التكنولوجيا المتقدمة على القيام بالرحلة في جانب منها تحسن الوضع الأمني في العراق. وسيلتقي الوفد، وحسب مصادر من السفارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» مسؤولين في الحكومة العراقية، وبعض رجال الأعمال من القطاع الخاص، والطلاب العراقيين المتخصصين في هذا المجال، وهذه الزيارة تهدف أيضا إلى تسهيل الاتصالات، وإعطاء المجال لدخول تقنية المعلومات الحديثة بصورة واسعة إلى العراق.