لبنان: التمسك بـ«الحصص الحزبية» يعمِّق خلافات الحلفاء داخل 8 و14 آذار

«الجماعة الإسلامية» تعلن انسداد أفق الحوار مع «تيار المستقبل»

TT

على الرغم من ضيق الوقت الذي يفصل اللبنانيين عن الاستحقاق الانتخابي المقرر في 7 يونيو (حزيران) المقبل فإن صورة التحالفات لم تتضح بالكامل، ما يشي بأن الخلافات على «الحصص» تبدو عميقة داخل فريق «8 آذار» وتحديداً بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في دائرتي جزين وبعبدا، من جهة، وداخل فريق «14 آذار» من جهة أخرى، خصوصاً بعدما أعلنت «الجماعة الإسلامية» أمس انسداد أفق الحوار مع «تيار المستقبل» وترك الخيارات مفتوحة أمام المعارك التي ستحصل في غير منطقة بين أطراف الفريق الواحد.

وفي غضون ذلك، استمر تجييش القواعد الشعبية تحضيراً للمعركة. فقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) النائب محمد رعد: «نحن نريد الانتخابات حتى يغير الناس الموجة التي سادت خلال السنوات الأربع الماضية، ووصلت أكثرية إلى المجلس النيابي دعمت سلطة وحكومة نسيت أنها تمثل شعبا ونصَّبت نفسها وكيلة عن كل مصالح الأجانب في لبنان».

وأكد أنه «لا يمكن لأحد أن يلغي أحدا في لبنان، لكن يجب أن نبدل الأكثرية... نريد أكثرية تؤمن بأن لبنان تحميه مقاومته وجيشه ولا يحميه الاتكال على الأصدقاء والمراهنون الدوليون».

ورأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب يوسف خليل «أن لوائح المعارضة تتجه نحو الحسم في المناطق كافة، حيث سنخوض معركة استعادة الوطن ومؤسساته إلى كنف الشعب اللبناني» وشدد على أن «من واجب جميع الفرقاء تمرير هذا الاستحقاق في جو من التهدئة والعمل على ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتنة». أما على صعيد فريق «14 آذار» فقد أعلن المكتب السياسي لـ «الجماعة الإسلامية» في بيان أصدره عقب اجتماعه أمس، أنه استنفد كل إمكانات الحوار في مفاوضاته مع «تيار المستقبل» التي وصلت إلى حد القبول بتسمية مرشحين اثنين من مرشحي «الجماعة» على اللوائح المشتركة بينهما. وقال إنه «إزاء انسداد أفق المباحثات ستجد الجماعة نفسها أمام فتح باب الخيارات الانتخابية الأخرى التي تراعي مصلحة قواعدها وثوابتها السياسية التي ليس من ضمنها الانسحاب من الاستحقاق الانتخابي كما حدث في عام 2005».

واعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أكرم شهيب أن «لا حل في لبنان إلا عبر التصويت للوائح 14 آذار في كل المناطق». وقال أمس: «إن ما رأيناه في مؤتمر العلاقات اللبنانية - السورية وقول البعض عن شعب واحد في دولتين ما هو إلا صورة جاهزة لما بعد السابع من حزيران إذا فاز فريق 8 آذار في الانتخابات النيابية القادمة».

من جهته، قال نائب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سليم الصايغ: «إننا إذا كنا نعتبر هذه المعركة مصيرية فليس بسبب عدم الوحدة المسيحية أو بخسارتنا بعض المقاعد فحسب بل خوفنا على قضية الحرية في لبنان، فالحرية هي مرتكز القومية اللبنانية أي أن لبنان مساحة حرية».