انتخابات جنوب أفريقيا أول التحديات أمام زوما

المعارضة تسعى اليوم لتقليص أغلبية «المؤتمر الوطني الحاكم»

TT

حاول المرشح الأوفر حظا للفوز بالرئاسة في جنوب أفريقيا جاكوب زوما عشية الانتخابات العامة تبديد المخاوف مما قد يترتب عن تحقيق حزبه، «المؤتمر الوطني الأفريقي»، فوزا كاسحا. وعلى الرغم من أن «المؤتمر الوطني الأفريقي» حصل على أغلبية في جنوب أفريقيا منذ انتهاء نظام الفصل العنصري وإحلال النظام الديمقراطي في البلاد عام 1994، فإن الأحزاب المعارضة أخذت تقوي صوتها وتعرب عن قلقها من تمتع الحزب الحاكم بالأغلبية المطلقة في البرلمان التي تمنحه حق تعديل الدستور وتمرير القوانين التي يريدها. والأحزاب المعارضة تشكل أحد التحديات أمام زوما، اذ تواجه جنوب أفريقيا وهي أغنى الاقتصادات في القارة الأفريقية أول ركود اقتصادي لها بعد 16 عاما من الازدهار وقد وصل معدل البطالة فيها الى 22 في المائة. وسعياً لجذب الناخبين، قال زوما في مؤتمر صحافي في جوهانسبورغ أمس: «نتوقع مشاركة كثيفة (اليوم) ونظن ان شعب هذا البلد سيمنح المؤتمر الوطني الافريقي ولاية جديدة واسعة». وأضاف زعيم المؤتمر: «سنستخدم أغلبيتنا بمسؤولية ولن نتطاول على حقوق المواطنين ولن نرغم الأطراف الأخرى على الخضوع»، مشيراً إلى إحدى التهم التي توجهها المعارضة للحزب. وقد فاز المؤتمر الذي يستمد قوته من شرعية الكفاح ضد نظام التمييز العنصري، في الانتخابات العامة الثلاث منذ إحلال الديمقراطية في 1994. وفي 2004 فاز الحزب بأكثر من 69 في المائة من الأصوات. وهذه المرة كذلك يبدو ان المؤتمر الوطني الافريقي قادم على انتصار كاسح. وتوقع استطلاع نشرته أمس صحيفة «بيلد» أن يفوز المؤتمر بنسبة 67 في المائة من الأصوات. وعلى الرغم من الفوز شبه المؤكد للحزب الذي ترأسه سابقاً الرئيس السابق نيلسون مانديلا بطل محاربة الفصل العنصري، فإن المعارضة تسعى إلى تقليص أغلبية الحزب ووضع الضغوط عليه. ودعت مختلف أحزاب المعارضة الناخبين الى التعبئة لحرمان المؤتمر الوطني الافريقي من أغلبية الثلثين مع ان الحزب لم يفرط في استخدامها سابقاً لتغيير الدستور. وأعلنت هيلن زيلي زعيمة اكبر حزب معارض، التحالف الديمقراطي «إذا فاز المؤتمر الوطني الافريقي بثلثي الأصوات وأصبح زوما رئيسا فان العواقب ستكون وخيمة».

ومن جانبه، حذر حزب مؤتمر الشعب الذي أسسه في ديسمبر (كانون الأول) منشقون عن المؤتمر الوطني الأفريقي بعد أشهر من الصراعات الداخلية انتهت بإقالة الرئيس ثابو مبيكي، من خطر «نظام دكتاتوري».

وقد زادت الملاحقات القضائية بحق زوما المنحدر من قبيلة زولو في انتقادات المعارضة وكذلك الهجمات التي شنها بعض أنصاره على القضاة (ووصفوهم بأنهم «معادين للثورة») والمحققين. وتخلت النيابة مطلع أبريل (نيسان) دون البت في جوهر القضية، عن ملاحقة زوما بتهمة الفساد بسبب «إفراط في السلطة» ارتكبه رئيس التحقيق، إلا أنها تزيد من الضغوط عليه. وشدد جاكوب زوما أول من أمس على براءته ونفى أن تكون سمعته لطخت في ذلك الملف. وقال «لست متهما قطعا ولم أكن يوما متهما».

وفي الأثناء تضع اللجنة الانتخابية اللمسات الأخيرة على الاستعدادات متوقعة تعبئة كثيفة من الناخبين وحسن سير الاقتراع. وأعلنت الناطقة باسم اللجنة كايت بابيلا لوكالة الصحافة الفرنسية أن «مجمل مراكز الاقتراع الـ19726 ستفتح في الساعة السابعة صباح اليوم ولا نتوقع اي توقف او مشكلة»، مؤكدة أن أكثر من عشرين مليونا من الناخبين الـ23 مليونا المسجلين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع.

وأوضحت أن رجال الشرطة انتشروا في المناطق الحساسة لا سيما في ولاية كوازولو ناتال (جنوب شرق) التي شهدت في الماضي أعمال عنف سياسية. وأكدت «لكننا لسنا قلقين. نحن متيقنون أن قوات الأمن ستكون قادرة على الحفاظ على السلام ومنع أي حادث». وأثناء تفقد مقرات اللجنة أعرب الرئيس المنتهية ولايته كغاليما موتلانتي عن ارتياحه «لمستوى الحماسة الذي شهدته الحملة» الانتخابية.

وهناك تحديات أخرى تواجه الرئيس المقبل لجنوب أفريقيا، على رأسها إصابة 12 في المائة من سكان البلد بمرض فيروس نقص المناعة «الإيدز»، أي 5.7 مليون شخص، بينما تعاني البلاد من مشكلات الهجرة مع نزوح 3 ملايين من اللاجئين الزيمبابويين إليها.