الحكومة الأفغانية تحرز تقدما في المحادثات مع طالبان

المبعوث الفرنسي لأفغانستان يزور الصين

TT

قال ناطق باسم الحكومة الأفغانية أمس إن أفغانستان أحرزت تقدما في المحادثات مع طالبان لإنهاء الصراع وأنها تجري محادثات مع حلفائها الأجانب لرفع أسماء بعض المتشددين من قوائم المطلوبين.

وقال هومايون حامد زاده كبير الناطقين باسم الرئاسة الأفغانية في بيان صحافي دوري إن الحكومة تجري اتصالات «على مستويات مختلفة» مع قوى المعارضة لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل أو أسماء. وأضاف: «هذه قضايا حساسة لا يمكننا الإعلان عن التقدم فيها من خلال وسائل الإعلام طوال الوقت». وتابع: «هناك محادثات جيدة (ايجابية) ومبشرة جارية ونأمل أن تقودنا إلى إيجاد سبيل لإحلال السلام في أفغانستان». وصرح بأن بعض «الكيانات والدول» وافقت على طلب الرئيس حامد كرزاي بحذف أسماء بعض المتشددين من القوائم السوداء الخاصة بالأشخاص المشتبه بهم المطلوبين، شريطة قبولهم بالدستور الأفغاني. ولكنه أضاف أن بعض حلفاء أفغانستان لديهم تحفظات على ذلك وتحاول الحكومة إقناعهم بجدوى هذه التحركات. وتضم قوائم المطلوبين والقوائم السوداء الخاصة في الولايات المتحدة والدول الأوروبية والأمم المتحدة شخصيات من طالبان.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن أنه سيدرس إجراء محادثات مع المعتدلين في طالبان. وأكد حامد زاده مجددا تصريحات أدلى بها كرزاي هذا الأسبوع مفادها أن المحادثات مع طالبان لن تنجح إلا إذا شاركت فيها الحكومة الأفغانية.

ووصفت طالبان عرض أوباما إجراء محادثات بأنه فكرة «طائشة» وقالت إنها ستحارب إلى أن تغادر جميع القوات الأجنبية أفغانستان.

وأطاحت قوات أفغانية تدعمها الولايات المتحدة بطالبان من السلطة عام 2001 بعدما رفضت قيادتها تسليم قادة «القاعدة» الذين كانت واشنطن تسعى للقبض عليهم بسبب هجمات 11 سبتمبر «أيلول» على الولايات المتحدة.

وأعادت طالبان تنظيم صفوفها في السنوات الأخيرة وامتدت هجماتها إلى مناطق كانت آمنة من قبل رغم زيادة القوات الأجنبية التي يتجاوز عددها الآن 70 ألف جندي.

وسعيا لتحقيق الاستقرار في أفغانستان وباكستان، تعهد أوباما بإرسال 21 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان وضخ مزيدا من المساعدات لكلا البلدين.

وتعتبر واشنطن وعواصم أوروبية رئيسية أن استقرار باكستان ضروري من أجل استقرار أفغانستان، وقد عينت مبعوثين خاصين لمعالجة الملف الباكستاني والأفغاني معا. وأجرى بيار لولوش الممثل الخاص الفرنسي لأفغانستان وباكستان محادثات أمس في بكين مع نائب وزير الخارجية وو داوي على أمل إقامة حوار مع الصين حول هذه المنطقة. ووصف لولوش محادثاته بأنها كانت «صريحة ومباشرة» موضحا لوكالة الصحافة الفرنسية أن باريس وبكين هما «في الوقت الحاضر في بداية عملية تشاور استراتيجي واعدة حول موضوع (...) بالغ الحساسية».

ولم يوضح فحوى المحادثات، في وقت تدعو فرنسا الصين حليفة باكستان التقليدية إلى لعب دور نشط في إرساء الاستقرار في هذا البلد المحاذي لأفغانستان. واكتفى لولوش بالقول «لدينا بالتأكيد إمكانية التعاون في مسألة المخدرات»، على خلفية تخوف الصين من أن تطالها حركة تهريب المخدرات وأن تستخدم أموال المخدرات لتمويل شبكات إرهابية على أراضيها.