إيران توافق على أول مفاوضات نووية بمشاركة أميركية.. ونجاد يؤكد: إدانة أقوالي لن تحل المشكلات

وليد المعلم: الرأي العام العربي أيد ما قاله الرئيس الإيراني.. وسياسة «المقاعد الفارغة» غير مجدية

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في حديث جانبي مع رئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي في اجتماع لكبار المدعين العامين من البلدان الإسلامية بطهران أمس (أ.ب)
TT

أعلنت إيران ترحيبها بإجراء مفاوضات نووية مع الغرب، وذلك في أول إعلان رسمي حول موافقتها على استئناف المفاوضات النووية بحضور مباشر من أميركا لأول مرة، غير أن إيران أكدت في الوقت ذاته أنها لن توقف تخصيب اليورانيوم، وهو المطلب الرئيسي للدول الغربية.

وذكر بيان صادر عن مكتب أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن طهران ترحب بإجراء محادثات «بناءة» مع قوى عالمية بشأن برنامجها النووي، لكنها ستمضي قدما في أنشطتها التي تهدف إلى توليد الكهرباء، بحسب البيان. وذكر التلفزيون الإيراني أن البيان هو رد طهران على دعوة وجهتها ست قوى كبرى لمناقشة الخلاف النووي.

وقال البيان: «الجمهورية الإسلامية الإيرانية... ترحب بالمحادثات البناءة والعادلة المعتمدة على الاحترام المتبادل، وتعتقد أن المشكلات الحالية يمكن أن تحل عن طريق المحادثات. الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستستمر في أنشطتها النووية في تعامل نشط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، مثلها مثل أي عضو آخر بالوكالة».

وقال مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن ستبدأ اتصالات مع حلفائها في مجموعة (5+1) فور تسلم مكتب مسؤول العلاقات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الموافقة الرسمية الإيرانية على استئناف المفاوضات. وأوضح المصدر الذي لا يريد الكشف عن هويته أن دول (5+1) ستبدأ بعد ذلك المشاورات مع الإيرانيين لتحديد موقع وموعد عقد الاجتماع المرتقب. وحول القضايا التي ستبحثها دول (5+1) مع طهران إذا كان شرط وقف تخصيب اليورانيوم سحب حاليا كشرط مسبق للمفاوضات، أوضح المسؤول الأميركي: «سحب وقف التخصيب كشرط مسبق للتفاوض لا يعني أنه سحب من المفاوضات، فوقف التخصيب هو الهدف النهائي لأي مباحثات نووية مع إيران. المطلوب الآن هو حل وسط بين ما تريده إيران وما يريده المجتمع الدولي، فالمجتمع الدولي لا يمانع في برنامج نووي سلمي، لكن لا بد أن تظهر إيران شفافية أكبر ويطمئن العالم لبرنامجها النووي. في إطار هذه المفاوضات وقف التخصيب سيظل الهدف الأميركي الأساسي للحوار النووي مع إيران». وقال المسؤول الأميركي إن دانيال بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون سيكون على الأرجح المسؤول الذي سيمثل أميركا في اجتماعات دول (5+1) مع إيران.

ويأتي ذلك فيما يزور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بروكسل اليوم على ما أفادت مصادر أوروبية وإيرانية. ويتوجه متقي إلى بروكسل للمشاركة في المؤتمر الدولي للجهات المانحة للصومال الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية: «ليس من المقرر في الوقت الحاضر عقد اجتماع ثنائي» بين متقي وسولانا الذي يتولى الحوار مع إيران باسم الدول الكبرى، غير أن الوزير الإيراني سيشارك في مأدبة غداء يقيمها سولانا للمشاركين في المؤتمر، ومن غير المستبعد بحسب مصدر أوروبي آخر عقد «لقاء على هامش» هذا الغداء.

إلى ذلك انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مقاطعة أوباما مؤتمر الأمم المتحدة للعنصرية في جنيف، معتبرا أن هذا الموقف لا يساعد «في حل المشكلات». وقال الرئيس الإيراني في كلمة ألقاها في فارامين (جنوب طهران) ونقلها التلفزيون: «أيتها الإدارة الأميركية الجديدة، إليك نصيحة. أوباما وصل إلى الحكم رافعا شعار التغيير، أي أن الشعب الأميركي يريد كبقية العالم تغييرا في سياسة الاستعمار». وأضاف: «في النتيجة، كان من الضروري أن يشارك في أهم مؤتمر دولي حول العنصرية (ليؤكد) أن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير في السياسة عبر مكافحة العنصرية». وتابع: «لكن.. إدانة أقوالي لا تساعد على حل المشكلات».

واتهم الرئيس الإيراني إسرائيل بارتكاب أعمال قتل جماعية وتطهير عرقي ضد الفلسطينيين بعد يومين من شجبه الدولة اليهودية كدولة عنصرية، وهو ما أدى إلى انسحاب عدد من الدول من مؤتمر للأمم المتحدة عن العنصرية، وطالب نجاد بتقديم «مجرمي» إسرائيل للعدالة بسبب الحرب في القطاع الساحلي في يناير (كانون الثاني)، موضحا أن الأمين العام طلب منه إلقاء خطاب «لين» في المؤتمر، لكنه رفض ذلك.

وقال: «قلت له إذا لم أفضح كل هذا في مؤتمر للأمم المتحدة، فأين تثار قضايا مثل الجرائم في غزة.. والإبادة للفلسطينيين؟».

من ناحيته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس إن: «شريحة واسعة من الرأي العام العربي أيدت ما قاله» الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الإثنين، في كلمته في جنيف عن إسرائيل. وقال الوزير السوري في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن: «عندما عاد (الرئيس الإيراني) إلى إيران لقي استقبالا شعبيا واسعا، وهناك شريحة واسعة من الرأي العام العربي أيدت ما قاله». وأضاف: «أنا أقدر تأنيب الضمير الذي يشعر به الأوروبيون تجاه ما جرى في المحرقة»، ولكنه اعتبر في إشارة إلى مغادرة الوفود الأوروبية القاعة خلال كلمة الرئيس الإيراني أن «سياسة المقاعد الفارغة غير مجدية في المؤتمرات».