رسالة مفتوحة من خطيب روكسانا صابري لها في سجنها

«فتاتي الإيرانية.. ذات العيون اليابانية وبطاقة الهوية الأميركية في السجن..عار علي»

TT

نشر مخرج الأفلام الإيراني البارز باهمان غوبادي خطابا مفتوحا يدعو فيه لإطلاق سراح الصحافية الإيرانية الأميركية روكسانا صابري، التي أدانتها المحكمة في الأسبوع الماضي بتهمة التجسس، وكشف عن أنهما مخطوبان وعلى وشك الزواج.

وغوبادي هو مخرج إيراني ـ كردي فاز أول فيلم له «وقت الخيول الثملة» بجائزة من مهرجان كان السينمائي، وقد استمر في العمل في المناطق الكردية في شمال إيران والعراق. وتمت ترجمة الخطاب الذي كتبه من داخل إيران إلى اللغة الإنجليزية ونشر أول من أمس على موقع الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران. ويقول الخطاب: «إلى روكسانا صابري، الإيرانية التي تحمل جواز سفر أميركيا، إذا كنت صامتا حتى الآن، فذلك من أجلها. وإذا تحدثت اليوم، فمن أجلها. إنها صديقتي، وخطيبتي ورفيقتي. إنها امرأة شابة ذكية وموهوبة، أعجب بها على الدوام. في 31 يناير (كانون الثاني)، يوم مولدي، في ذلك الصباح، اتصلت بي لتقول إنها ستمر علي لنخرج معا. ولكنها لم تأت أبدا. اتصلت بها على هاتفها الجوال، ولكنه كان مغلقا، ولمدة يومين لم تكن لدي فكرة عما حدث لها. وذهبت إلى شقتها، حيث يحمل كل منا مفتاح شقة الآخر. ودخلت ولكنها لم تكن هناك. وبعد يومين، اتصلت وقالت: «سامحني يا عزيزي، لقد كان علي الذهاب إلى زاهدان. فغضبت: لماذا لم تقل لي شيئا؟ قلت لها إنني لا أصدقها، فقالت: سامحني يا عزيزي كان علي أن أذهب. ثم انقطع الاتصال. وانتظرت أن تتصل بي ثانية. ولكنها لم تتصل ثانية. لم تتصل».

«غادرت إلى زاهدان. وبحثت عنها في كل فندق، ولكن لم يسمع أحد باسمها. ولمدة عشرة أيام، خطرت على ذهني آلاف الأفكار العاصفة. حتى علمت، عن طريق والدها، أنه تم إلقاء القبض عليها. وظننت أنها مزحة».

«اعتقدت أن هناك سوء تفاهم وأنه سيتم الإفراج عنها بعد يوم أو اثنين. ولكن مرت الأيام، ولم تصلني أخبار عنها. وبدأت أشعر بالقلق وطرقت جميع الأبواب طلبا للمساعدة، حتى علمت بما حدث».

«أقول والدموع تملأ عيناي إنها بريئة ولم ترتكب إثما. إنه أنا، الذي عرفتها لمدة أعوام وشاركت جميع اللحظات معها. من يعلم ذلك؟ لقد كانت دائما مشغولة بالقراءة والأبحاث. ولا شيء آخر. وأثناء كل تلك الأعوام التي عرفتها فيها، لم تكن تذهب إلى أي مكان دون أن تخبرني، أو تفعل أي شيء دون طلب نصيحتي. وبالنسبة لأصدقائها وأسرتها وكل من حولها، لم تبد أي إشارات على سلوك غير طبيعي. كيف يمكن لإنسانة كانت تمضي أياما دون مغادرة شقتها إلا لرؤيتي، إنسانة، مثل السيدة اليابانية، تنفق أموالها بحذر وفي بعض الأحيان تواجه صعوبة في جني المال، إنسانة كانت تبحث عن راع للاتصال بناشر محلي ليطبع كتابها هنا في إيران، أن تتهم الآن بتهمة التجسس؟ حسنا، جميعنا نعرف، لا، لقد شاهدنا في الأفلام، هؤلاء الجواسيس أشرار ويعملون في سرية، يختلسون المعلومات، ويحصلون على مقابل جيد للغاية. والآن قلبي مليء بالأسى، لأنه أنا من شجعها على البقاء هنا. والآن لا أستطيع أن أفعل أي شيء من أجلها. كانت روكسانا تريد أن تغادر إيران. وأنا منعتها من ذلك».

«في بداية علاقتنا كانت تريد أن تعود إلى الولايات المتحدة. وكانت تفضل أن نذهب إلى هناك معا. ولكني أصررت على أن تبقى حتى ينتهي فيلمي الجديد. وكانت بالفعل تريد أن تغادر إيران. وأنا منعتها من ذلك. والآن أنا منهار، لأنه بسببي تعرضت لهذا. وفي الأعوام السابقة، كنت أمر باكتئاب خطير. لماذا؟ لأنه تم منع فيلمي، وانتشر في السوق السوداء. ولم أحصل على تصريح لفيلمي التالي، وكنت مجبرا على الجلوس في المنزل. وإذا كنت قادرا على تحمل ذلك حتى اليوم، فبفضل وجودها والمساعدة التي قدمتها لي».

«ونظرا لعدم حصولي على إذن بتصوير فيلمي الأخير، كنت متوترا وسيئ المزاج. وكانت دائما موجودة لتهدئ من روعي. كانت روكسانا تريد أن تغادر إيران. وأنا منعتها. إنها هي التي اعتنت بي أثناء فترة اكتئابي. ثم أقنعتها بالبقاء، كنت أريدها أن تؤلف الكتاب الذي بدأت في التفكير به. ورافقتها، وبفضل أصدقائي ومعارفي، طرقت جميع الأبواب استطعت ترتيب مقابلات مع مخرجين وفنانين وعلماء اجتماع وسياسيين وآخرين. وكنت أرافقها بنفسي». «وكانت مستغرقة في كتابها، لدرجة أنه كان من الممكن أن تبقى وتتحمل كل شيء، حتى ينتهي فيلمي، ثم نغادر معا. وكان كتاب روكسانا يحمل ثناء على إيران. وما زالت النصوص المكتوبة بخط اليد موجودة، وستنشر بالتأكيد يوما ما، وسيرى الجميع. ولكن لماذا لم يقولوا شيئا؟ وكل من تحدثوا معها وعملوا معها وجلسوا معها يعرفون كم هي بريئة». «أكتب هذا الخطاب لأنني قلق بشأنها. قلق بشأن صحتها. لقد سمعت أنها مكتئبة وتبكي طوال الوقت. إنها حساسة للغاية، لدرجة أنها ترفض أن تمس الطعام. إن خطابي نداء يائس إلى جميع رجال الدولة والسياسيين، وإلى جميع من يمكنهم المساعدة. من الجانب الآخر من المحيط، تظاهر الأميركيون ضد اعتقالها، لأنها مواطنة أميركية. ولكني أقول لا، إنها إيرانية، وتحب إيران. أتوسل إليكم أن تطلقوا سراحها! أتوسل إليكم ألا تلقوا بها وسط ألعابكم السياسية! إنها ضعيفة جدا، ونقية جدا على المشاركة في ألاعيبكم. دعوني أحضر محاكمتها، وأجلس إلى جوار والدها الحكيم ووالدتها الكريمة، وأشهد أنها بلا ذنب أو إثم». «ولكني متفائل بشأن الإفراج عنها، وأرجو بقوة أن يتم إلغاء الحكم في المرحلة التالية من المحاكمة. فتاتي الإيرانية.. ذات العيون اليابانية وبطاقة الهوية الأميركية في السجن. عار علي! عار علي». إمضاء «باهمان غوبادي»

* خدمة «نيويورك تايمز»