المالكي ونظيره السوري يبرمان «اتفاقا استراتيجيا» في مجالات الطاقة والتجارة

العطري ردّاً على سؤال عن وجود القيادي البعثي محمد الأحمد في دمشق: لم أسمع بهذا الاسم

رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيره السوري ناجي العطري خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد أمس ( أ.ب)
TT

أبرم العراق وسورية أمس مذكرة تفاهم مشتركة تغطي مجالات النفط والتجارة والطاقة. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري ناجي العطري إن «الحوارات بين الجانبين انتهت إلى اتفاق استراتيجي في مجالات النفط والتجارة والطاقة والغاز».

وأضاف المالكي أن «الجانبين اتفقا أيضا على تأهيل الخط الناقل للنفط عبر الأراضي السورية»، في إشارة الى خط أنابيب كركوك ـ بانياس. وتم تدشين الخط البالغ طوله حوالي 800 كلم عام 1952، ليربط بين حقول كركوك (شمال العراق) وبانياس (غرب سورية)، لنقل 300 ألف برميل يوميا على الأقل. وتوقف تصدير النفط 18 عاما قبل استئنافه في 2000، بمعدل مائتي ألف برميل يوميا، إلا أن الغارات الأميركية ألحقت أضرارا بالغة بالخط خلال الاجتياح عام 2003، وتوقف التصدير منذ ذلك الحين. واتفق البلدان في ديسمبر (كانون الأول) 2007، على إعادة تأهيل الخط لكن الأعمال لم تبدأ حتى الآن.

وأشار المالكي إلى أن المباحثات «تمخض عنها توقيع مذكرة تفاهم، وتم الإيعاز إلى الوزراء في البلدين بالمباشرة بتنفيذ بنود هذه المذكرة». وأضاف «بعد النجاحات الأمنية كان علينا أن ننهض بالبناء والاعمار والاستفادة من الخبرات العربية، لذلك نرغب في أن يكون للإخوة السوريين دور في هذه المرحلة».

وفي جواب للمالكي حول المعوقات التي تواجه الشركات السورية في العمل بالعراق قال، «بعد اليوم لا توجد معوقات تواجه الشركات». مؤكدا ان «المعوقات كانت خارجة عن إرادة الحكومة، وكانت الشركات تحتاج إلى مناخ آمن، وقد تحقق ذلك الآن». وأكد أن «مجلس الوزراء قرر تسهيل العمل لرجال الأعمال والمستثمرين في البلاد».

من جهته قال رئيس الوزراء السوري إن «العلاقات العراقية السورية مرشحة لأن تكون علاقات نموذجية لأنها تملك مقومات النجاح». وأضاف أن «التوجه السوري قائم على إقامة أقوى العلاقات مع الأشقاء في العراق، وسياسية الحكومة السورية تسير نحو، ما تحتاجه سورية يؤخذ من العراق، وما يحتاجه العراق يؤخذ من سورية». وأكد أن «سورية حريصة على امن العراق واستقراره، وسنمنع من يحاول تعكير صفو الأمن العراقي لأن امن العراق هو مفتاح لأمن المنطقة». ودعا العطري لدى وصوله بغداد أول من أمس إلى «تغيير شامل» في العلاقات وتوسيعها في مختلف المجالات.

وبخصوص وجود عضو القيادة القطرية السابق محمد يونس الأحمد المطلوب للحكومة العراقية في سورية، قال العطري «أنا لا اعرف هذا الاسم، ولم اسمع به». وأضاف ان «أي نشاط يؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار العراق، وأي نشاط معادٍ من الخطوط الحمر».

وحسب مصادر مطلعة فإن الأحمد يقيم في سورية وإنه ترأس العام الماضي في دمشق اجتماعا أعلن فيه انشقاقه عن جناح حزب البعث العراقي الذي يقوده عزة الدوري. من جهته، أعلن علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية في بيان أن البلدين اتفقا على «التأكيد على عزمهما على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لكلا البلدين، وعدم استخدام أراضيهما كساحة لأي نشاط معاد لأي منهما».