مجلس الشيوخ الأميركي يثبت هيل سفيرا في بغداد بعد جلسة عاصفة

اللغة العربية وكوريا الشمالية أخرتا تعيين السفير الجديد

كريستوفر هيل السفير الأميركي الجديد لدى العراق (أ.ب)
TT

ثبت مجلس الشيوخ الأميركي الديبلوماسي المحترف كريستوفر هيل سفيراً جديداً لواشنطن في العراق، في حين قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن المهمة الأساسية للسفير الجديد هي تحقيق مصالحة سياسية في البلاد والعمل على انسحاب «آمن ومسؤول» للقوات الأميركية من العراق. وكان ترشيح كريستوفر هيل سفيراً في بغداد واجه معارضة قوية من طرف أعضاء جمهوريين محافظين في مجلس الشيوخ حيث أشاروا إلى افتقاره إلى أي خبرات بالمنطقة. وكان السيناتور الجمهوري سام براونباك عمل على تعطيل تثبيت هيل في منصبه ثلاثة أسابيع، حيث ناهض بقوة اقتراح التعيين، بيد أن مجلس الشيوخ وافق في نهاية المطاف على تثبيت هيل بأغلبية كبيرة، حيث صوت لصالح قرار التعيين 73 عضواً وعارضه 23 عضواً. وقال براونباك في معرض انتقاده للسفير هيل، إنه قاد مفاوضات سيئة مع كوريا الشمالية أثناء إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، مشيراً إلى انه أهمل موضوع حقوق الإنسان في ذلك البلد كما أنه وافق على اتفاقية معيبة حول تخلي كوريا الشمالية عن أسلحتها.

وقال براونباك إن أوضاع حقوق الإنسان في كوريا الشمالية وبسبب الاتفاقية التي توصل لها هيل مع الكوريين تعد كارثية، مشيراً إلى أن الاتفاقية التي توصل لها بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي انتهت إلى الفشل الذريع. وقال «لا يمكن أن نضع الذي تسبب في هذا الفشل في واحد من أهم مواقعنا الديبلوماسية في الخارج». وأشار كذلك إلى أن كوريا الشمالية أطلقت أخيرا صاروخاً جديداً، كما انسحبت من مفاوضات الدول الست، وطردت الخبراء الأميركيين وخبراء الأمم المتحدة من البلاد واعتقلت صحافيين أميركيين. وانضم بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين لموقف براونباك الانتقادي وعارضوا تعيين هيل عندما عرض الأمر على الجلسة العامة للمجلس، وقال المعارضون إن خبرات هيل بمنطقة الشرق الأوسط محدودة وضعيفة للغاية، كما أنه تجاوز الصلاحيات المخولة له عندما قاد المفاوضات مع كوريا الشمالية.

وانتقد الديمقراطيون موقف زملائهم الجمهوريين وقالوا إن تأجيل تثبيت السفير هيل لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك، وأشاروا إلى أن هيل الذي أمضى 32 سنة في العمل الديبلوماسي مؤهل لإدارة سفارة أميركا في بغداد والتي تعتبر أكبر سفارة للولايات المتحدة في الخارج. وقال السيناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ " نريد سفيراً في العراق ، نريد هذا السفير في العراق، والسفير هيل برهن على قدراته، وهو مفاوض خبير بالتفاوض، وله قدرة على حل المشاكل وهو من أفضل الديبلوماسيين الذين نتوفر عليهم».

وفي إطار المهمة التي سيقوم بها السفير كريستوفر هيل، قال زعيم الاغلبية الديمقراطية السيناتورهاري ريد إن تثبيت هيل تأخر كثيراً، وهو الذي سيقوم بدور مهم من اجل توصل الولايات المتحدة الى حلول مقبولة وعملية لمشاكل العراق السياسية. مشيرا الى انه «نجح في معالجة بعض المشاكل السياسية المعقدة في العالم، واعتقد ان الاميركيين والعراقيين سيستفيدون من خبراته المتراكمة ومهاراته واطلاعه الواسع». وقال السيناتور الجمهوري ريتشارد لوغار الذي خالف موقف أعضاء حزبه وصوت لصالح السفير هيل في معرض تفسيره لموقفه «من المهم ان يكون سفيرنا الجديد في موقعه بأسرع ما يمكن». وقال ايضاَ إن هيل لا يتحمل مسؤولية في انتهاكات كوريا الشمالية في الجانب النووي، مشيراً الى انه تولى باقتدار المفاوضات مع نظام حكم ستاليني، وأبان عن مهارات في التفاوض يحتاجها العراق. بيد ان السيناتور الجمهوري جون ماكين، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، قال إن هيل تجاوز بالفعل الصلاحيات المخولة له ويحتاج الى ان يتدرب على موقعه الجديد كما انه لا يتحدث العربية. يشار الى ان السفير السابق ريان كروكر كان يتقن الحديث باللغة العربية، وأعلن كروكر أنه يدعم تعيين هيل سفيراً في بغداد.