لبنان: جنبلاط يعتذر عن كلمته «المسيئة» وقوى «14 آذار» تؤكد وحدتها وتماسكها

بعد أن جرى استغلالها انتخابياً من جانب مسيحيي «8 آذار»

TT

اعتذر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط عن «الكلمة السيئة والمهينة» التي استخدمها في شريط الفيديو الذي بثته إحدى المحطات التلفزيونية ونشر بكثافة عبر الإنترنت، مبرراً كلامه «المجتزَأ» بأنه نابع من إحباطه من طريقة تأليف اللوائح الانتخابية في قوى «14 آذار».

عقد جنبلاط مؤتمراً صحافياً أمس أعلن خلاله أنه قرر توضيح الأمور «بعد استشارات مكثفة مع الشيخ محمد جواد ولي الدين، الذي أساءه وأحزنه كثيراً التسريب الذي حصل في خلوته. وهذه سابقة في خرق الحرمات. وقد كان هذا الشيخ الجليل من الدعائم الأساسية في مصالحة الجبل. وبعد اتصال من قبل الشيخ أمين الصايغ الذي طلب مني توضيح ما جرى عطفاً على الكلام المجتزأ الذي نُشر في بعض وسائل الإعلام والذي قصد منه التعميم والإساءة، إلا أنه كان جزءًا من حديث طويل حول حالات الانعزال العامة في البلاد وما تشكل من خطر».

وقال: «انسجاماً مع العلاقة التاريخية والصداقة والمحبة التي أكنّها للبطريرك نصر الله صفير، الراعي الأول لثورة الاستقلال عام 2000، والذي معه عقدنا الصلح التاريخي في الجبل لمحو آثار ورواسب هذه الحرب والماضي عام 2001. أتمنى من غبطته، ومن خلاله من سائر المواطنين، أن يعتبروا أن الكلمة المسيئة والمهينة التي استخدمتها والتي أُخِذت مجتزأة من حديث طويل حول حالات الانعزال، لم تكن إلا لتصف هذه الحالات المرضية الموجودة لدى كل الطوائف ومختلف المجموعات اللبنانية والتي لا بد من معالجتها ووأدها من أجل الوفاق الوطني والعيش المشترك وحماية الدولة والمؤسسات والجيش، ولابد من استئصالها واستئصال حالات الانعزال تلك والعودة إلى العقل».

وأضاف: «عندما قلت ما قلت كنت أعبر عن إحباطي، على طريقتي، من عملية اختيار المرشحين في صفوف 14 آذار، حيث مع الأسف طغى اللون الحزبي والتطرف على حساب الاعتدال والانفتاح، من جزين إلى عكار، مروراً بجبل لبنان. وفي هذا السياق كانت آخر ضحية تتمثل بغياب أو عزوف الأستاذ نسيب لحود عن الاشتراك في عملية الانتخاب. وهذه العملية الانتقائية للمرشحين لا تنحصر فقط في 14 آذار فقط، إذ إنها أيضاً تتمثل في الفريق الآخر (8 آذار) الذي لا يعطي بدوره للاعتدال، أي اعتدال، مسيحياً كان أم مسلماً، أي اعتبار» مؤكداً أن «الحديث في السياسة لم يكن في أي لحظة يشمل العرق أو الدين أو الطائفة، وفي كل عرق أو دين أو جنس أو طائفة أخيار أو أشرار».

هذا، وأكدت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» تماسك الأكثرية البرلمانية ووحدتها في الانتخابات النيابية المقبلة سواء أكان على صعيد تشكيل اللوائح المشتركة أو عبر البرنامج الانتخابي المشترك. وشددت على إزالة كل العوائق والغبار الذي أثارته عملية تشكيل اللوائح الانتخابية. وجاء في بيان أصدرته عقب اجتماع عقدته أمس وشارك فيه ثلاثة أعضاء في «اللقاء الديمقراطي» هم الوزير وائل أبو فاعور والنائبان مروان حمادة وأكرم شهيب: «إن قوى 14 آذار تؤكد تماسكها ووحدتها في الانتخابات النيابية المقبلة سواء أكان على صعيد تشكيل اللوائح المشتركة أو عبر البرنامج الانتخابي المشترك».