ألمانيا: قلق بشأن تلقي إسلاميين تدريبات في معسكرات خارج البلاد

بدء محاكمة 4 مشتبه بهم في قضية إرهاب

المتهم دانييل شنايدر في قاعة محكمة دوسلدروف يحيي أحد محاميه عبر لوح زجاجي فاصل بينهما أمس. (أ.ف.ب)
TT

أعربت الهيئة الاتحادية لحماية الدستور في ألمانيا عن قلقها إزاء تزايد مغادرة «مسلحين إسلاميين» لألمانيا وانضمامهم إلى «معسكرات تدريب الإرهابيين». وحصلت صحيفة «براونشفايغر تسايتونغ» على نسخة من بيان للجنة الشؤون القانونية في البرلمان الألماني (البوندستاج) أشار إلى وجود مخاوف من سفر هؤلاء الإسلاميين إلى «معسكرات تدريب الإرهابيين» أو محاولتهم الانضمام إلى أعمال قتالية. وقالت الصحيفة في عددها الصادر أمس استنادا إلى البيان إنه من غير المستبعد في هذا السياق وجود تخطيط خارج ألمانيا لشن هجمات ضد مصالح ألمانية. واضطُرّت السلطات الألمانية مؤخرا إلى سحب جوازات السفر من عدة أشخاص بهدف منعهم من مغادرة البلاد. ومنعت السلطات مطلع هذا الشهر مواطنا لبنانيا في مدينة فرانكفورت من السفر إلى أفغانستان وباكستان وإيران وتركيا خوفا من أن يلتحق بأحد «معسكرات تدريب الإرهابيين» أو أن يشارك في «الجهاد». وأشار تقرير الصحيفة إلى وجود «مخاطر شديدة على القوات المسلحة الألمانية والأميركية». وأعدت هيئة حماية الدستور هذا البيان على خلفية خطط الحكومة الألمانية الرامية إلى فرض عقوبة قانونية على من يثبت أنه تلقى تدريبات في تلك المعسكرات.

من جهة أخرى في دوسلدورف (ألمانيا) بدأت أمس محاكمة أربعة اتهموا بالتخطيط لسلسلة من التفجيرات لأهداف أميركية في ألمانيا، وتقول الشرطة إنها هجمات كان يمكن أن تسفر عن مقتل العشرات. ويقول الادعاء إن الأربعة ـ وهم ثلاثة ألمان وتركي ـ كانوا يخططون لهجمات متزامنة تستهدف صالات رقص وحانات في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا باستخدام كمية من المتفجرات تزيد عشرة أمثال عن الكمية التي استخدمت في تفجيرات لندن عام 2005.

وتقول الشرطة إن الأربعة أعدوا للهجمات بعناية وكان يمكن أن تقتل 50 شخصا. وذكرت وسائل إعلام أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية ساعدت في إحباط المؤامرة بعد شهور من التعاون الوثيق مع السلطات الألمانية. وتشمل الاتهامات التخطيط لتفجيرات والانتماء إلى منظمة إرهابية. وفي حالة الإدانة يواجه المتهمون أحكاما بالسجن لمدد تصل إلى 15 عاما. ويقول محامو الدفاع إن المعلومات التي استندت إليها التحقيقات جمعت بشكل غير مشروع من خلال عمليات مراقبة في ألمانيا وباكستان. ويقولون أيضا إن الادعاء حصل على شهادة سجناء آخرين محتجزين في دول تَعرّض فيها السجناء للتعذيب. واثنان من المتهمين ـ وهما فريتس جيلوفيتس (29 عاما) ودانيل شنايدر (23 عاما) ـ اعتنقا الإسلام. والمتهم الثالث ـ وهو أتيلا سيليك (24 عاما) ـ من أصل تركي وحاصل على الجنسية الألمانية. أما المتهم الرابع فهو آدم يلمظ ويحمل جواز سفر تركيا. ومن المقرر الاستماع اليوم إلى أقوال أول شهود ومن المرجح أن يكونوا من أقارب المتهمين. ومن المتوقع سماع أقوال 200 شاهد خلال المحاكمة التي قد تستمر عامين.

إلى ذاك ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية الصادرة أمس أن شخصا يدعى كوماندر محمد يظهر في الشريط الجديد الذي يحمل تحريضا ضد ألمان ويهود ويصف الحكومة الألمانية بأنها «حكومة مجرمة»، فبعد أن قتل «جدكم هتلر اليهود، يخدم أبناؤكم اليوم اليهود»، وذلك في إشارة إلى مهمة أفغانستان التي تشارك فيها القوات الألمانية. وتَضمّن الشريط المصور لقطات من هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير الصحيفة فإن «حركة أوزبكستان الإسلامية»، التي لها صلة بتنظيم القاعدة، هي المسؤولة عن بث هذه الرسالة المصورة، وهي ثالث رسالة تحريض يتطرق مضمونها إلى ألمانيا تُنشر على الإنترنت خلال العام الجاري. وكان قد ظهر في شريط مصور، اكتشفته هيئة حماية الدستور الألمانية على أحد المواقع الإلكترونية الأوزبكستانية قبل نحو أسبوعين، متشدد إسلامي من أصل مغربي يعيش في مدينة بون الألمانية ومعروف لدى سلطات الأمن. ويطلق هذا الشخص على نفسه في الشريط المصور «أبو إبراهيم من ألمانيا»، ويشيد خلال رسالته بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). ووفقا لمعلومات الصحيفة فقد قيّمت سلطات الأمن الشريط المصور الجديد على أنه «رسالة تشجيع» موجهة إلى المتشددين الإسلاميين، خصوصا من بين الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا، وإلى الـ70 شخصا المشتبه في صلتهم بـ«الإرهاب» في البلاد حتى لا يصابوا بالإحباط بسبب المحاكمة التي ستبدأ اليوم في مدينة دوسلدورف الألمانية ضد أربعة أشخاص يشتبه في صلتهم بالإرهاب. وهناك توقعات تشير إلى احتمالية وجود إعدادات لتنفيذ هجوم «إرهابي» في ألمانيا.