أول محمية طبيعية في أفغانستان تراهن على السلام

المسؤولون يتطلعون إلى جذب السياح الأفغان.. ومن بعدهم الأجانب

إحدى بحيرات منطقة «بند الأمير» التي اعتبرتها الحكومة الأفغانية أمس محمية وطنية (أ.ب)
TT

كانت مجموعة فريدة من البحيرات ذات اللون الفيروزي التي تحتضنها الجبال الجرداء قرب وسط أفغانستان تُعتبر محمية في السبعينات من القرن الماضي قبل فترة طويلة من اندلاع حرب طوال 30 عاما أبعدت السائحين.

وتزامُنًا مع «يوم الأرض» الدولي احتفالا بالبيئة، أعلنت أفغانستان أخيرا أمس منطقة «بند الأمير» أول محمية طبيعية على أمل عودة محبي الطبيعة لزيارتها.

ولمدة عقود تدهورت الأحوال في المنطقة شأنها شأن مجالات كثيرة في البلاد بسبب سنوات من الحروب والغزوات والاضطراب الأمني. تم صيد آخر نمور رقطاء في «بند الأمير» في الثمانينات من القرن الماضي عندما كانت القوات السوفياتية تحارب المجاهدين. كما أن حركة طالبان فجرت تمثالين عملاقين لبوذا في وادي باميان المجاور عام 2001.

ولكن هذه المنطقة اليوم بعيدة عن أي قتال وبدأ السائحون الأفغان في العودة. وتأمل السلطات في يوم من الأيام أن يعود الأجانب الذين كانوا يجعلون أفغانستان محطة لهم في رحلاتهم السياحية في السبعينات.

وقال وزير الزراعة محمد آصف رحيمي: «نعلم أن السنوات الثلاثين الماضية تسببت في الكثير من الأذى لمواردنا الطبيعية». وعبّر عن أمله في أن تشهد المنطقة مستقبلا أفضل.

ويستغرق الوصول من كابول إلى سلسلة البحيرات يوما بأكمله من القيادة في رحلة منهكة بشدة في طرق ترابية تعتبر غير آمنة للأجانب. وهناك مهبط واحد أرضيته ترابية في أقرب بلدة. ولكن السدود الطبيعية العملاقة التي تشكلت من ترسبات من الحجر الجيري تحجب من ورائها كمية من المياه الزرقاء الخلابة تمثل كنزا طبيعيا فريدا.

وقال بيتر سمولوود مدير شؤون أفغانستان في جمعية المحافظة على الحياة البرية: «ليس في العالم نظير لهذا. هناك بعض السدود الجيرية الأكبر حجما، ولكن ليس هناك ما يشبهها من حيث امتدادها الرأسي. إنها رفيعة وطويلة للغاية وكأنها غير حقيقية».

ويأمل المستثمرون المحليون أن يساعد إعلان المنطقة محمية طبيعية رسميا في تدفق السائحين الأفغان بشكل منتظم في شهور الصيف.

وقال نائب السفير الأميركي فرانك ريكياردون أمام 200 إعلامي ومسؤول ومهتم بالبيئة شاركوا في حفل إعلان «بند الأمير» محمية: «إنكم ستجذبون الزوار ليس فقط من حول أفغانستان، بل في المنطقة والعالم لزيارتكم وزيارة بلدكم الجميل». وقال سيد عبد الغفار ـ وهو من سكان قرية داخل المحمية ـ: «نحن فقراء للغاية. إذا ما أدى هذا إلى مجيء الأثرياء للزيارة فستكون لدينا على الأقل فرصة لمعرفة شكلهم».

وكان إقناع 20 ألف شخص يعيشون في محمية «بند الأمير» بدعم المشروع يمثل تحديا. وأضاف عبد الغفار الذي اختير لتمثيل جيرانه في لجنة إدارة المحمية: «حياتهم تعتمد بشكل كامل تقريبا على الموارد الطبيعية، لذلك قيامهم بهذا الالتزام أمر صعب بالنسبة إليهم، خصوصا أنهم ليسوا متأكدين تماما من أنهم سيستفيدون».

وما زال هناك احتمال قائم في أن الاضطرابات المتزايدة في أجزاء أخرى من أفغانستان قد تمتد إلى باميان. وأقر سمولوود من جمعية حماية الحياة البرية قائلا: «الخطر ليس بسيطا، ولكن إذا لم يتطور الوضع بأكمله ستكون هناك عملية إعادة بناء أخرى. أهم شيء نفعله بشكل ما ليس وضع قوانين أو سياسات أو مؤسسات بل زرع الأفكار».