كلينتون تتهم باكستان بـ«التخلي عن السلطة للمتطرفين».. وتتوعد إيران إذا فشلت الدبلوماسية

أكدت رفض التعامل مع حكومة فلسطينية تضم حماس من دون الاعتراف بإسرائيل

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وخلفها موظفون من مكتبها في جلسة الاستماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي أمس (أ.ف.ب)
TT

في أول جلسة استماع لها في الكونغرس الأميركي منذ أن تولت منصبها وزيرة للخارجية الأميركية، أظهرت هيلاري كلينتون أن باكستان وإيران على رأس أولويات الإدارة الأميركية الجديدة.

واعتبرت كلينتون أن توسيع طالبان لمناطق نفوذها يشكل «تهديداً لوجود باكستان»، ودعت الباكستانيين في جميع أنحاء العالم إلى معارضة سياسة الحكومة بالخضوع لمطالب مسلحي طالبان. وقالت كلينتون إنه «يجب على الباكستانيين أن يعارضوا بقوة السياسة التي تعطي المزيد والمزيد من الأراضي للمسلحين»، محذرة من «خطورة التهديد الذي يشكله استمرار تقدم (مسلحي) طالبان على وجود دولة باكستان بعد أن أصبحوا الآن على بُعد ساعات من إسلام أباد».

وكانت كلينتون تجيب عن سؤال من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بشأن الضغوط التي يتعرض لها الرئيس الباكستاني عاصف علي زرداري من أنصار طالبان والتي أدت إلى توقيعه على قانون يفرض تطبيق الشريعة الإسلامية على وادي سوات الذي كان يوماً ما من أهم مناطق الجذب السياحي في باكستان، معتبراً الأوضاع في باكستان «تشكل تهديداً قاتلا لأمن وسلامة بلادنا والعالم».

ووجه أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي أسئلة لكلينتون في جلسة استمرت 4 ساعات أمس، تمركزت معظمها على باكستان وإيران والعلاقات مع أميركا اللاتينية. ومن اللافت أنه خلال الساعات الأربع، ذُكر اسم العراق 3 مرات فقط، أول مرة على لسان كلينتون التي قالت إن إدارتها تعمل على «انتقال مسؤول» للمسؤولية الأمنية في العراق للسلطات العراقية، وبعدها مرتين من قبل عضوين في لجنة العلاقات الخارجية مهتمين بالمخصصات للدبلوماسيين في العراق والعلاقات الدبلوماسية مع البلد الذي كان الشغل الشاغل لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش منذ حرب عام 2003 حتى نهاية ولايته. إلا أن جارة العراق، إيران، حازت على الكثير من انتباه النواب. وقالت أمس إن بلادها في وضع جيد لفرض حظر دولي شامل ضد إيران إذا فشلت المساعي الدبلوماسية من أجل إيقاف برنامجها النووي، موضحة: «بمساعدة الشركاء الدوليين يمكننا أن نضع سوياً حظراً شاملا ضد إيران». وقالت إنها ستكون بحاجة إلى هذا الحظر في حال لم تنجح مساعي الدبلوماسية التي تعتمدها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقالت كلينتون إن طريق الدبلوماسية (مع إيران) «يكسبنا مصداقية ونفوذاً مع عدد من الدول التي تأمل أن يكون نظام العقوبات صارماً وفعالا كما نريده نحن»، مشيرة إلى أن واشنطن تعمل الآن وفق رؤية جديدة من أجل الحيلولة بين إيران وتطوير سلاحها النووي. وقالت إنه بعد سنوات من ابتعاد الولايات المتحدة عن عملية التفاوض مع إيران، عادت الآن بكامل عضويتها في مفاوضات الدول دائمة العضوية وألمانيا مع إيران. وأكدت أن الموضوع الإيراني يعد من أهم أولويات هذه الإدارة. وأضافت: «نقوم بمقاربات جديدة للتهديدات التي تشكلها إيران ونقوم بذلك بأعين مفتوحة ودون أوهام». وفيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط، قالت هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة ملتزمة بالتوصل إلى اتفاقية سلام شامل بين إسرائيل وجيرانها العرب، مع الالتزام بأمن إسرائيل ودعمها اقتصادياً، وكذلك تقديم الدعم الأمني والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، حيث ستقدم الإدارة الأميركية دعماً يصل إلى 900 مليون دولار. وأكدت كلينتون موقف الإدارة الأميركية تجاه حماس، قائلة إن الولايات المتحدة لن تتعامل مع أي حكومة فلسطينية تضم الحركة أو تمول مثل هذه الحكومة، ما لم تفِ حماس بالشروط الدولية الثلاثة. وقالت كلينتون أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب: «لن نتعامل مع حكومة فلسطينية تضم حماس أو نمول مثل هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال ما لم تنبذ حماس العنف وتعترف بإسرائيل وتقبل بالوفاء بالالتزامات السابقة للسلطة الفلسطينية».

وذكرت كلينتون أنها وضحت الموقف الأميركي خلال محادثات مع حلفاء الولايات المتحدة من العرب وغيرهم. وقالت كلينتون: «نحن نريد أن نترك الباب مفتوحاً» أمام ضم حماس، ولكنها أضافت: «من كل ما نسمعه نخلص إلى أن حماس لا تنوي الوفاء بهذه الشروط لكن هذه ليست مجرد شروط أميركية، إنها الشروط التي اعتمدتها اللجنة الرباعية». وتابعت: «هذه هي فعلياً الشروط... الواردة في المبادرة العربية للسلام».

ومن جهة أخرى، كررت كلينتون كلامها عن التزام الإدارة الأميركية نهج الحوار مع الدول التي تختلف معها. وقالت إن واشنطن تريد استئناف المحادثات السداسية مع كوريا الشمالية في الموضوع النووي. ودعت العالم إلى عدم «الإذعان للسلوك غير المتوقع» الخاص بكوريا الشمالية. وأضافت كلينتون في حديثها إلى النواب: «نحن مستعدون لاستئناف المحادثات السداسية». وتابعت أن كوريا الشمالية لم تبد أي رغبة في استئناف المفاوضات المعطلة بشأن برنامجها النووي.

وأخذت علاقات الولايات المتحدة مع دول أميركا اللاتينية حيزاً كبيراً من مناقشات النواب مع وزيرة الخارجية. وبينما قالت كلينتون إن نظام هافانا «يسير نحو النهاية»، أكدت على الفروقات بين الرئيس الكوبي راؤول كاسترو وشقيقه المريض الرئيس السابق فيدل كاسترو. وقالت في إفادتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب «تستطيعون ملاحظة وجود بداية نقاش، أعني أن هذا نظام يسير نحو النهاية. وسينتهي في مرحلة من المراحل».

وكان فيدل كاسترو قد قال إنه أسيء تفسير التصريحات التصالحية لشقيقه الأصغر الرئيس الكوبي راؤول كاسترو. ولمح كاسترو أيضاً أول من أمس إلى أن كوبا قد تكون غير مستعدة لتقديم تنازلات لإنهاء 50 عاماً من العداء مع الولايات المتحدة لأن الحكومة الكوبية تعتقد أنها لا تتحمل مسؤولية سوء العلاقات. وانتقد كاسترو أوباما لتأييده الحظر التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ 47 عاماً وقال إنه جعل الحظر الآن «يخصه» شخصياً. وعلى الرغم من أن الجلسة كانت مخصصة لـ«أولويات السياسة الخارجية» الأميركية، إلا أن النواب الجمهوريين استخدموا الجلسة لانتقاد قرار إدارة أوباما بالسماح بمقاضاة المسؤولين عن أساليب التعذيب في إدارة بوش. ووجهت أسئلة عدة إلى كلينتون حول إذا كانت على علم بهذه السياسات عندما كانت «سيناتور» في مجلس الشيوخ، إلا أنها قالت «ليس لديّ معلومات عن ذلك» وامتنعت عن الخوض في تفاصيل القضية.

من أقوالها

* عن القاعدة:

«من دون شك أولويتنا العليا هي تفكيك وهزم تنظيم القاعدة»

* عن إيران:

«أعيننا مفتوحة وليس لدينا أي أوهام»

* عن سورية:

ردا على تحذير من النائب غاري أكرمان بـ«عدم دفع سورية للابتعاد عن إيران بنقود لبنانية»، قالت: «بالتأكيد، قلنا للبنانيين ذلك».

*عن القيادة الفلسطينية:

ردت على سؤال حول محمود عباس وإذا كان يتمتع بدعم الشعب الفلسطيني من دون الإشارة إلى الرئيس الفلسطيني، قائلة «إنني معجبة جدا برئيس الوزراء سلام فياض، لقد أدخل الشفافية والمحاسبة للسلطة الفلسطينية بطريقة لم تكن هناك سابقا»

* عن نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني وقوله إن التعذيب جلب نتائج في التحقيقات:

«لا أعتبره مصدرا موثوقا به للمعلومات»

* عن الرئيس الأميركي باراك أوباما:

«الرئيس أوباما فاز بالانتخابات، هزمني في الانتخابات الأولية، وعلينا العمل من أجل إنجاحه»

* عن اعتمادها على المبعوثين الخاصين:

«منذ لقائي الأول مع الرئيس أوباما وطلبه لأن أكون وزيرة للخارجية سألته عن إمكانية استخدام المبعوثين الخاصين، أنا أؤمن بشدة بجدوى الاعتماد على المبعوثين الخاصين»

* عن شافيز: «إنه شاطر جدا في معرفة أين هي الكاميرات، فور دخول الكاميرات لغرف اجتماعات (قمة الأميركيتين) وقف وسلم على الرئيس أوباما وحمل الكتاب (الذي أهداه لنظيره الأميركي) بطريقة يمكن للكل رؤيتها.. إنه مسلٍ»