إيران: مقتل 20 شخصا بينهم 10 من الشرطة في مصادمات على حدود العراق

روكسانا تضرب عن الطعام منذ 5 أيام.. وطهران تقلل من أهمية تهديدات أميركا

والدة الصحافية الأميركية اكيلو صابري تحمل صورة ابنتها روكسانا الإيرانية الأصل في طهران أمس (أ. ب)
TT

قالت السلطات الإيرانية أمس إن 20 شخصا قتلوا، بينهم 10 من الشرطة في مواجهات على الحدود الغربية مع العراق. وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن الاشتباكات حدثت عندما هاجمت مجموعة من الأشخاص مقرا للشرطة الإيرانية في المنطقة. ودون أن تدخل في تفاصيل إضافية قالت إن المهاجمين هم مجموعة من اللصوص. وقال بيان الشرطة الإيرانية «إن مجموعة صغيرة من اللصوص المسلحين هاجمت أول من أمس مركز الشرطة في رافانسار ـ بويه حيث قتل عشرة من عناصر قوات الأمن». وأضاف البيان أن عشرة مهاجمين لم تعرف هوياتهم، قتلوا أيضا في تبادل إطلاق النار. وأوضحت أن عددا من رجال الشرطة الإيرانية أصيبوا خلال المواجهات التي وقعت في محافظة «كرمنشاه» على حدود العراق. وكرمنشاه عاصمة محافظة تحمل اسمها، تقع على الحدود مع كردستان العراق ويسكنها أقلية من الأكراد. والمنطقة مسرح لمواجهات متقطعة بين القوات المسلحة الإيرانية ومجموعة «بيجاك» الكردية ومقرها في شمال شرقي العراق. و«بيجاك»، وهو اسم «الحزب من أجل حياة حرة في كردستان»، مرتبط بحزب العمال الكردستاني الذي يناضل منذ 1984 في جنوب شرقي الأناضول من اجل ان يتمتع الأكراد بحقوق اكبر. وتتهم إيران الولايات المتحدة بدعم حزب «بيجاك» وكذلك تنظيمات عرقية أخرى على حدود إيران وهو ما تنفيه واشنطن.

وعلى صعيد آخر، أعلن والد الصحافية الأميركية الإيرانية الأصل روكسانا صابري التي صدر بحقها حكم بالسجن ثماني سنوات في إيران بتهمة التجسس، لوكالة الصحافة الفرنسية أن ابنته بدأت منذ خمسة أيام إضرابا عن الطعام. وقال رضا صابري ان ابنته «بدأت إضرابا عن الطعام والسبت (أمس) هو اليوم الخامس» لإضرابها.

وقد أدانت محكمة ثورية في طهران روكسانا صابري (31 عاما) بتهمة «التجسس» لحساب الولايات المتحدة. وأضاف والد الصحافية «إن محاميها استأنف هذا الحكم السبت. وكان المتحدث باسم القضاء الإيراني علي رضا جمشيدي أعرب الثلاثاء عن أمله في أن تعيد محكمة الاستئناف النظر في العقوبة التي صدرت بحق الصحافية. ودعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي المسؤولين القضائيين إلى إبداء أكبر قدر من الاهتمام بآلية الاستئناف». وفي خطوة غير مسبوقة، طلب الرئيس الإيراني من المدعي العام في طهران سعيد مرتضوي القيام «بما هو ضروري لضمان احترام العدالة والدقة في دراسة الاتهامات» الموجهة ضد صابري. وردت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالمطالبة بأن تقترن الأقوال بالأفعال. وقالت «نحن نراقب الوضع عن كثب.. ونأمل في أن تقود تلك التصريحات إلى تحركات». وأضافت «نأمل من السلطات الإيرانية بما فيها السلطات القضائية، اتخاذ خطوات في أقرب وقت لضمان الإفراج السريع عن صابري وعودتها إلى ديارها»، مؤكدة أن «التهم الموجهة لها لا أساس لها»، واصفة محاكمة صابري بأنها «غير شفافة وتعسفية». ورد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام بالقول إن «القضاء الإيراني مستقل»، مؤكدا أن «القضاء سيتحرك تبعا للقوانين ومع الأخذ بالاعتبار توصيات الرئيس». وصابري موقوفة منذ أواخر يناير (كانون الثاني) في سجن ايوين شمال العاصمة الإيرانية. وقد ولدت الصحافية وترعرعت في الولايات المتحدة. وهي إيرانية من جهة والدها الذي أصبح مواطنا أميركيا. لكن إيران لا تعترف بمبدأ ازدواجية الجنسية. وتقيم صابري في إيران منذ 2003. وقد سحبت منها بطاقتها الصحافية في 2006 بحسب السلطات.

وكانت صابري تعمل صحافية لحساب الإذاعة الوطنية الأميركية «ان بي آر» وهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وفوكس نيوز، وتعيش في إيران منذ ست سنوات. وجاءت إدانتها في الوقت الذي يحاول الرئيس الأميركي باراك أوباما إصلاح العلاقات مع الجمهورية الإيرانية حيث وجه دعوة عبر الفيديو إلى الإيرانيين الشهر الماضي بمناسبة عيد رأس السنة الإيرانية الجديدة أعرب فيها عن أمله في فتح صفحة جديدة مع إيران. وتقول الولايات المتحدة إنها لم تتلق أي رد رسمي بعد من إيران التي تتعرض لانتقادات دولية بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه الدول الغربية في انه يخفي محاولات لبناء قنبلة نووية.

واعتقل عدد من الأميركيين من أصل إيراني في إيران في السنوات الأخيرة على أساس تهم المساس بالأمن القومي. لكن لم تجر محاكمة أي منهم وتمكن جميعهم من مغادرة البلاد في نهاية المطاف.

إلى ذلك، قللت إيران أمس من أهمية تهديدات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بتشديد العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، معتبرة أن «زمن التهديد ولى». وصرح الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام للصحافة «زمن التهديد والضغوط السياسية ولى. نعتقد أن حل المشكلة ينبغي أن يأتي عبر الحوار والتفاعل».

وأضاف «ما نقصد هو تغيير حقيقي في سلوكهم. عليهم تغيير وسائل سيطرتهم».

ودعا الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني أول من أمس الولايات المتحدة إلى الامتناع عن تهديد إيران بعقوبات جديدة. وهددت كلينتون الأربعاء إيران بعقوبات «شديدة القسوة» إذا فشلت المباحثات المتعلقة ببرنامجها النووي. وكانت إيران استجابت في اليوم نفسه لدعوة من القوى العظمى باستئناف الحوار بشأن أنشطتها النووية مؤكدة في الوقت نفسه أنها ستستمر فيها.