خطف سفينة ألمانية.. وتحرير يونانية بعد دفع نحو مليوني دولار فدية

دول أوروبية تعتزم وضع جنود على سفنها المتجهة إلى خليج عدن

TT

استولى قراصنة صوماليون أمس على سفينة شحن ألمانية تحمل 31 ألف طن من القمح، وعلى متنها طاقم من 17 شخصاً في خليج عدن، فيما أفرج القراصنة عن سفينة يونانية كانوا قد استولوا عليها منذ شهرين بعد أن حصلوا على فدية قيمتها نحو مليوني دولار.

وأفاد المسؤول في الفرع الكيني لبرنامج مساعدة البحارة أندرو موانغوارا لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) أن «سفينة شحن لنقل الحبوب خُطفت هذه الليلة في الشطر الشرقي من خليج عدن. يبدو أن طاقمها المؤلف من 17 شخصاً لم يصب بأذى». وقال الناطق باسم الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين اللفتنانت نيثن كريستنسن إن السفينة «باتريوت ترفع علم مالطا وهي ملك (شركة) ألمانية، اختطفت على بعد 150 ميلا بحرياً إلى جنوب شرق مرفأ المكلا اليمني»، ولم يقدم المزيد من التفاصيل. وكان موانغورا أعلن في مرحلة أولى أنه يجهل إن كانت السفينة التي تزن 31 ألف طن ملكاً لشركة ألمانية أو ترفع علم ألمانيا. وحتى أمس كانت جنسيات الطاقم لا تزال مجهولة. من جهة ثانية أعلن موانغورا أن سفينة الشحن الفيليبينية «ستولت سترنث» التي تنقل مواد كيميائية وأفرج عنها قراصنة صوماليون في 21 أبريل (نيسان) بعدما احتجزوها لخمسة أشهر، تمكنت من معاودة سيرها بعدما تزودت بالوقود. وكانت السفينة توقفت قبالة السواحل الصومالية الخميس بسبب نقص الوقود. واستأنفت سيرها بمواكبة عسكرية ومن المقرر أن تصل إلى جيبوتي أو إلى مرفأ مومباسا الكيني (جنوب شرق).

وبحسب المكتب البحري الدولي، فقد بلغ عدد هجمات القراصنة في الربع الأول من العام 2009 الجاري 61 هجوماً، مقابل ستة سجلت في الفترة عينها من 2008. وتعتبر مياه سواحل الصومال، البلد الواقع في القرن الأفريقي والذي يشهد حرباً أهلية منذ 1991، من أخطر المناطق في العالم. واعتقل أكثر من 150 قرصاناً مفترضاً في خليج عدن خلال 2008.

إلى ذلك أبلغ قرصان أمس وكالة «رويترز» أن قراصنة صوماليين أفرجوا عن سفينة يونانية كانوا قد استولوا عليها منذ شهرين بعد أن حصلوا على فدية قيمتها 1.9 مليون دولار. وقال القرصان ويدعى حسين «أصدقائي أفرجوا عن السفينة اليونانية بعد سداد 1.9 مليون دولار فدية». ولم يذكر اسم السفينة. وقال «أصدقائي يغادرون السفينة الآن وسوف تبحر قريباً».

من جهة ثانية انتهت الحكومة البلجيكية من دراسة مشروع قرار سوف يصدر بشكل رسمي في غضون ساعات، يقضي بوضع جنود على متن السفن البلجيكية العابرة لخليج عدن، وذلك لحمايتها من القراصنة قبالة السواحل الصومالية. وسوف يناقش الملف في اجتماع للحكومة الفيدرالية غداً الاثنين والتي ستقرر بشكل رسمي موافقتها على الخطط الرامية لنشر جنود مسلحين على متن السفن البلجيكية التي ستمر بالمنطقة الخطرة قبالة السواحل الصومالية.

وقالت وسائل الإعلام البلجيكية أمس إن خطط توفير الحماية للسفن البلجيكية الست التي ستمر في المنطقة الخطرة خلال الفترة من 7 مايو (أيار) المقبل إلى 14 يونيو (حزيران)، ستبلغ تكلفتها المبدئية 600 ألف يورو من خلال توفير عدد من الجنود المسلحين على كل سفينة لا يقل عدد كل فرقة منهم عن ثمانية جنود، يكون لديهم القدرة على حماية السفينة من الاختطاف.

وقال وزير الخارجية كارل دوغيشت إن مركز إدارة الأزمات في البلاد، ناقش مع أعضاء الحكومة، إيجابيات وسلبيات هذه الخطوة، من الناحيتين القانونية والتقنية قبل إعلان القرار الرسمي بداية الأسبوع» المقبل. ووصف دوغيشت في تصريحات صحافية، عقب لقاء جرى الجمعة مع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد في بروكسل، المسألة بـ«المعقدة»، حيث «يجب تحديد المسؤوليات على متن السفن والبحث عن الإمكانيات اللازمة لتنفيذ هذه العملية وضمان أمن الأفراد».

وكانت فكرة وضع جنود على متن السفن البلجيكية المتوجهة إلى خليج عدن قد أثيرت من قبل رئيس الجيش الجنرال شارل هنري دولكور، حيث أكد أن وحدة القوى الخاصة في الجيش يمكنها أن تؤمن الحماية للسفن البلجيكية التجارية من خطر القرصنة. وكان الرئيس الصومالي الشيخ شريف أحمد، عبر عن أسفه، خلال مؤتمر المانحين في بروكسيل أخيراً، لما تتعرض له السفن من عمليات قرصنة، قبالة السواحل الصومالية.

، وقال «إنه فعل مشين ويسيء لسمعة الشعب الصومالي، المعروف بطبعه المسالم، وهي انعكاس للانفلات الأمني في الفترة الماضية»، وقال إن حكومة بلاده بدأت بالفعل في تفعيل دور الشرطة وتأهيلها، ولكن هناك عقبات داخلية وخارجية تقف أمام خطط الحكومة في هذا الصدد. وأضاف «نسعى لتحقيق خطط، تتضمن قيام القوات الصومالية ببسط السيطرة، وتحقيق الأمن والاستقرار، ولكن بمساعدة المجتمع الدولي».