غسان الرحباني لـ «الشرق الأوسط»: لن أضع ربطة عنق في الجلسات.. وأؤمن بأفكار عون مائة بالمائة

إذا فاز يكون أول فنان يدخل الندوة البرلمانية في لبنان

TT

استقر اسم الفنان غسان الرحباني على لائحة «التيار الوطني الحر» في دائرة المتن الشمالي، ليحل مكان النائب الحالي ميشال المر الذي كان قد أعلن «انفصاله السياسي» قبل أشهر عن تكتل «التغيير والإصلاح» ورئيسه النائب ميشال عون، وليكون المرشح الأرثوذكسي الثاني إلى جانب النائب الحالي غسان مخيبر. ما يعني أنه يشكل الحضور الوحيد الجديد على لائحة التكتل التي احتفظت بنوابها الخمسة الحاليين. الخصوصية التي ترافق ترشح الرحباني وتميزه عن «زملائه المتمرسين» في الشأن العام، لا تقتصر على مواجهة لائحة تضم فاعليات متنية قوية، قوامها المر وحزب «الكتائب» و«القوات اللبنانية»، لتتجاوزها إلى عقبة «التشطيب المسبق» التي ستطاله من دون سواه، انطلاقا من قرار حزب «الطاشناق» القاضي بأن يقترع الناخبون الأرمن لمصلحة مرشحي لائحة «التغيير والإصلاح» جميعا باستثناء واحد، وذلك لأن الحزب التزم تجيير أصوات الكتلة إلى حليفه الأساسي ميشال المر. الأمر الذي يضعف تلقائيا حظوظ الفنان الراغب بدخول البرلمان، الذي زامن ترشحه مع إصدار أغنية خاصة بالأرمن.

إلا أن المعركة لا تقلق الرحباني الذي يملك شيئا من «الغاندية الخفية» كما قال لـ«الشرق الأوسط»، ليؤكد أنه لا ينظر إلى المعركة على أنها باب للخصومة مع أي كان. ويقول: «لا أحبذ البازار الكلامي الذي يضعني ضد أي من المرشحين. فالانتخابات سباق نحو الفوز، وأنا إيجابي. ولا أشعر أن هذه المعطيات ستسبب لي أي مشاكل».

غسان يعتقد أن حظوظه بالفوز تصل إلى 50%. من هنا يبدو واقعيا حيال المعركة التي يخوضها. كذلك يبدو واقعيا حيال التغيير الذي بدأ يتسلل إلى حياته، فاضطر إلى نزع النظارتين السوداوين اللتين احتفظ بهما أثناء إعلان اللائحة، عندما طلب إليه عون ذلك. وقد بدا مقيدا بالبذلة وربطة العنق التي أرخاها قليلا. وهو المعروف بأنه لم يقيد نفسه بملابس رسمية حتى في حفلة زفافه، ويفضل الجينز والقمصان المريحة. لكن للضرورة أحكامها. يقول: «لا مشكلة لدي في ارتداء الملابس الرسمية عندما تستدعي الظروف ذلك، فأنا منفتح لكل الأمور. لكني بالتأكيد لن أضع ربطة عنق في جلسات البرلمان إذا فزت». ويضيف: «إلا أني سأتحمل خطابات السياسيين مهما طالت خلال الجلسات. بالي طويل». وإذا فاز فسيكون الرحباني الفنان اللبناني الأول، الذي يدخل غمار السياسة من بابها الانتخابي، بعدما اكتفى الراحلان والده منصور وعمه عاصي بنسج عالم سياسي مثالي في أعمالهما. يقول: «ليس غريبا أن أترشح. لم أكن بعيدا عن هموم الناس. فأنا أحب وطني ولطالما اهتممت بمشاكل البيئة والتلوث. فأنا أرصد من زمن الجرائم اليومية التي ترتكب بحق اللبنانيين. وقد سلطت الضوء عليها في الأغنيات التي قدمتها».

صحيح أن الرحباني تميز بأغنيات انتقادية توجيهية لها نفس وطني. لكن الصحيح أيضا أنه، وفي أغنيته الأخيرة «اقبض منه وانتخب ضده» المتعلقة بالترويج لفريقه السياسي، استخدم عبارات تشجع المواطنين على الاستغلال والكذب وقبول الرشوة. ويقول بهذا الشأن: «أنا لا أهدف من خلال هذه الأغنية إلى ترك أثر سلبي. لكن هناك ناخبين يقبضون ثمن أصواتهم. وهناك زعماء بنوا زعاماتهم على رشوة الناس الذين يلحقون بمصالحهم وليس بمن يمثلهم تمثيلا صحيحا. لذا حاولت أن اقنع هذه الفئات بإعطاء أصواتها لمن يمثلها وليس لمن يدفع لها».

يؤكد الرحباني أنه مع خط «التيار الوطني الحر» وأفكار رئيسه ميشال عون «مائة بالمائة». وبكامل حريته يوافق على كل ما يقوم به عون. ولا يجد أن السياسة تتناقض مع الفن. كذلك لا يشعر أن العمل السياسي سيقيده. فهو لن ينقل عمله إلى منزله ليفتح بابه للمراجعات كما يفعل عدد كبير من النواب. غسان لن يوقف أعماله الفنية إذا فاز في الانتخابات. وهو يعتبر أن أغنيته ستصل إلى جمهور أوسع وتحظى بتقدير أكبر عندما يصبح نائبا ويطرح من خلالها مواضيع إيجابية للوطن. كما يصر على أن هذه المواضيع ستكون بمعظمها بعيدة عن السياسة بمعناها التقليدي، ذلك أن همه يبقى البيئة. يقول: «لم أترشح لأشتغل سياسة، وإنما بيئة. أنا أعرف كل القوانين المتعلقة بالبيئة والتلوث والبناء والمرور. هناك أمور يجب إصلاحها. يكفينا 127 نائبا لا يهتمون إلا بالسياسة. أنا سأهتم بما يفيد المواطن فعلا. فأنا متمرس ومتمكن وسأعمل على إقناع المخالفين في هذه المجالات بأن الاستثمار ممكن من دون الإساءة إلى البيئة وحقوق المواطن». أما إذا لم يتمكن من تحقيق هذه الأهداف فسيعمد إلى فضح كل ما يعوقه ومن ثم ينسحب.