طالبان باكستان.. مسلحون جيدا ولديهم عقيدة

علاقاتهم قوية مع عسكر طيبة وجيش محمد

TT

كشفت تقارير استخباراتية باكستانية أن عدد المتشددين في وادي سوات من حركة طالبان لا يتعدى 500 عنصر، لكن أعدادهم تزايدت بالآلاف منذ بدأوا تحدي قوات الأمن الباكستانية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2007.

ويقول العميد المتقاعد محمود شاه وهو مسؤول استخبارات سابق في حوار مع «الشرق الأوسط»: «إنهم مسلحون جيدا ولديهم عقيدة». ويضيف إن القوة الحقيقية لعناصر «طالبان» لم تكن تتعدى 500 عنصر. وأفاد بقوله: «إن عدد متشددي طالبان لم يكن أكثر من 500. ولكن انضم إليهم آخرون، مما زاد عددهم إلى نحو 5000 أو ربما أكثر من ذلك».

ومع ذلك، فقد شكلت هذه العناصر مقاومة شديدة لأكثر من فرقة عسكرية من الجيش النظامي الباكستاني. ويمكن وصف الصراع بين الجيش النظامي الباكستاني وعناصر «طالبان» بأنه متكافئ، حيث فشل الجيش الباكستاني في هزيمة العناصر التي تنتمي إلى «طالبان» وطردها من وادي سوات.

وعلى مدار أكثر من 14 شهرا من الصراع، استخدم الجيش الباكستاني المدافع الثقيلة لطرد عناصر «طالبان» من مواقعهم الاستراتيجية في وادي سوات. ومع ذلك فإن عناصر «طالبان» استمرت في البقاء ولم يهزمها القصف المدفعي.

وقد أفاد مسؤولو الجيش الباكستاني بأن عناصر «طالبان» في وادي سوات لهم علاقاتهم قوية مع الجماعات المسلحة في منطقة القبائل الباكستانية، حيث يحصلون على الأسلحة والذخائر. كما كانت هناك تقارير أخرى عن تعاون جماعات مسلحة باكستانية بما في ذلك «عسكر طيبة» و«جيش محمد»، مع عناصر «طالبان» في وادي سوات. ويقول زاهد خان وهو وزير الإعلام في حزب «عوامي» القومي وهو الحزب الحاكم في منطقة الحدود الشمالية الغربية: «نحن نعلم حقيقة أن هذه العناصر المدربة لديها علاقات مع عناصر طالبان في وادي سوات وأنها كانت تحارب قوات الأمن في وادي سوات». ويقول خبراء الأمن إن اتفاقية تطبيق الشريعة قد تغيرت على أرض الواقع في وادي سوات. فمقاتلو مولاي فضل الله يستمرون في احتلال المواقع الاستراتيجية داخل وحول وادي سوات.

وقد بدأ قائد «طالبان» مولانا فضل الله وهو صاحب مدرسة دينية في وادي سوات، حملته لمقاتلة قوات الأمن الباكستانية كرد فعل على العمليات العسكرية ضد طلاب المدارس الدينية في المسجد الأحمر في شهر يوليو (تموز) من عام 2007.

وبعد تأسيس حركة طالبان في وادي سوات، عمل مولانا فضل الله على دمج جماعته في منظمة أكبر تدعى «تحريك طالبان باكستان»، حيث يتمتع قائدها بيت الله محسود بسلطة اسمية فقط على «طالبان» في وادي سوات. وهناك شخصية بارزة أخرى في حركة طالبان سوات وهي شخصية المتحدث الرسمي مسلم خان. وهو رجل كبير في العقد السادس من عمره، وقد قضى مرحلة شبابه في الولايات المتحدة، حيث كان عاملا في عدة مدن أميركية. وشاه دوران هو نائب رئيس حركة طالبان سوات. ولديه وجهات نظر صارمة فيما يتعلق بتعليم الفتيات، كما أمر بحرق مدارس الفتيات في وادي سوات خلال فترة القتال التي امتدت على مدار 14 شهرا. ومع ذلك، فمنذ توقيع اتفاقية تطبيق الشريعة في سوات، فإن تأثير شخصية مولانا صوفي محمد الدينية قد طغت على قيادة طالبان في وادي سوات.

وليس لمولاي صوفي محمد سيطرة ميدانية على الجماعات المسلحة لـ«طالبان» في وادي سوات. ومع ذلك فإنه يحظى باحترام بالغ لديهم. وقد طلب مولاي صوفي محمد في أكثر من مناسبة من عناصر «طالبان» الانسحاب من مواقع الصراع مع قوات الأمن وانصاعت «طالبان» له. وقد كان المثال الأخير على ذلك في بونر، حيث طلب من «طالبان» الانسحاب واستجابت له.