جنوب أفريقيا: الحزب الحاكم يفوز بالانتخابات النيابية.. وزوما يصبح رابع رئيس أسود للبلاد

حزب المؤتمر الوطني لم يتمكن من ضمان ثلثي أصوات البرلمان

TT

فاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في الانتخابات البرلمانية بجنوب أفريقيا وضمن بقاءه في السلطة، وإيصال زعيمه جاكوب زوما للرئاسة ليصبح رابع رئيس أسود للبلاد منذ انتهاء حكم البيض في عام 1994. وسينتخب البرلمان رئيس الجمهورية في جلسة استثنائية ستعقد في السادس من مايو (أيار). ويفترض أن يقسم زوما اليمين في التاسع من الشهر نفسه في بريتوريا.

إلا أن الحزب الذي تمكن من الفوز بكل الانتخابات التي جرت منذ انتهاء حكم الفصل العنصري، فشل في الفوز بثلثي مقاعد البرلمان، وهي نسبة كان بحاجة إليها لإجراء تعديلات في الدستور. وحصل على 65.9 في المائة من الأصوات، بحسب إحصاء أجرته اللجنة الانتخابية المستقلة أمس. وأحرز الحزب، الذي قاد النضال ضد نظام الفصل العنصري، تقدما واسعا على خصمه الأساسي، «التحالف الديمقراطي» الذي حصل على 16.66 في المائة من الأصوات، وتلاه «مؤتمر الشعب» الذي شكله منشقون عن المؤتمر الوطني الأفريقي بنسبة 42.7 في المائة. وأكدت اللجنة الانتخابية المستقلة هذه الأرقام بعد أن أنهت فرز الأصوات. واتصل رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بزوما وهنأه على فوز حزبه، بحسب ما أعلن متحدث باسم رئاسة الحكومة. وقال المتحدث البريطاني إن هذا «يترجم رغبتنا في العمل بشكل وثيق مع الحكومة الجنوب أفريقية الجديدة».

واستبق آلاف من مؤيدي زوما، المحامي الذي ينتمي إلى قبائل الزولو، النتائج وتجمعوا في عدد من المدن الكبرى للاحتفال بفوز المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم منذ أول اقتراع متعدد الأطراف جرى في 1994. ففي دوربان عاصمة إقليم كوازولو ناتال على المحيط الهندي (شرق) وجوهانسبورغ، احتفل أنصار زوما بالرقص والغناء في الشوارع وهم يهتفون «زوما في بريتوريا» مقر رئاسة البلاد.

وقال الناطق باسم هذا الحزب جيسي دوارتي: «حصلنا على تفويض من الشعب من دون شك». لكن المؤتمر الوطني الأفريقي سجل تراجعا عن النتيجة التي حققها في الانتخابات السابقة التي جرت في 2004 حيث فاز بـ69.7 في المائة من الأصوات. وجنوب أفريقيا هي الاقتصاد الأول في القارة السوداء، لكن أكثر من 43% من سكانها يعيشون تحت عتبة الفقر، بينما تبلغ نسبة البطالة نحو أربعين في المائة. وهذه الأرقام يمكن أن ترتفع بينما تستعد البلاد لمواجهة انكماش للمرة الأولى منذ 17 عاما. ومنذ 1994، أقيم أكثر من مليوني مسكن، ومدت شبكات للمياه والكهرباء والصرف الصحي إلى عدد كبير من الأحياء. لكن ملايين الأشخاص، خاصة من الغالبية السوداء، ما زالوا يعيشون في مدن للصفيح. ويعيش نحو 43% من السكان بأقل من دولارين يوميا، بينما تناهز نسبة البطالة أربعين في المائة.

كما فشلت الحكومة في احتواء الإجرام الذي سجل مستوى قياسيا بوقوع خمسين جريمة قتل يوميا، في وقف يطال فيه مرض الإيدز 5.5 مليون شخص من أصل عدد السكان البالغ 48 مليون نسمة.

وتعهد زوما بمعالجة هذه المشكلات، لكن مهمته ستكون صعبة بسبب تباطؤ الاقتصاد.