جدل في موريتانيا حول زيارة وفد أمني مغربي لنواكشوط

الرئيس المخلوع يتوجه إلى داكار في إطار مسعى سنغالي لحل الأزمة

TT

بينما تحدثت مصادر إعلامية موريتانية عن وجود وفد أمني مغربي في نواكشوط بهدف التنسيق في موضوع إجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة، نفت مصادر رسمية بشدة هذه المعلومات ووصفتها بالكاذبة.

واستبعدت المصادر التي فضلت عدم الكشف عنها، وجود أي صلة بين زيارة الوفد المغربي وموضوع الانتخابات، مؤكدة أنها تدخل في سياق التعاون الأمني بين البلدين في إطار محاربة الإرهاب والهجرة السرية.

ونفت المصادر ذاتها بشدة ما نشرته صحف مغربية عن قيام مدير المخابرات المغربية، محمد ياسين المنصوري، بزيارة سرية لنواكشوط خلال الأيام القلية الماضية.

وتبدي جهات معارضة في موريتانيا مخاوفها من سعي السلطات المغربية لتقديم يد العون للقادة الجدد من أجل مساعدتهم على تمرير أجندتهم، فيما تنظر السلطات الحالية إلى الدعم المغربي على أنه يختصر على التنسيق الأمني وتقديم العون الإنساني والاجتماعي. يشار إلى أن الأجهزة الأمنية في مختلف دول المغرب العربي عززت اتصالاتها في الفترة الأخيرة لتلافي المخاطر المتزايدة لنشاط «القاعدة» في منطقة الصحراء الكبرى.

وتخشي هذه الدول من المخاطر المترتبة عن إطلاق محتمل لسراح موريتانيين من نشطاء «القاعدة» في مالي وفق ما تطالب به «القاعدة» مقابل إطلاق رهائن كنديين.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر في جبهة الدفاع عن الديمقراطية المناوئة للانقلاب في موريتانيا، أن الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي ولد الشيخ عبد الله، توجه أمس إلى داكار على متن طائرة سنغالية خاصة تلبية لدعوة من الرئيس السنغالي عبد الله واد.

وأوضحت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، أن الزيارة تأتي في إطار الوساطة التي تقوم بها السنغال بين أطراف الأزمة السياسية الموريتانية.

وكان الرئيس السنغالي أوفد مؤخرا وزير خارجيته لنواكشوط وأجرى عدة لقاءات مع أطراف الأزمة بمن فيهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز وزعيم المعارضة أحمد ولد داداه والرئيس المعزول سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وزعماء الجبهة المناهضة للانقلاب. وقبيل زيارة الرئيس المعزول تسلم الرئيس السنغالي مساء الجمعة أوراق اعتماد السفير الموريتاني الجديد الذي عينته الحكومة الانتقالية. ويعتقد المراقبون أن اعتماد السفير الموريتاني قد يعقد من الوساطة السنغالية ويغضب الرئيس المخلوع.