الرئيس الباكستاني: أجهزة استخباراتنا ترجح مقتل بن لادن

آصف زرداري قال إن منشآت بلاده النووية في «أيد أمينة» * طالبان باكستان تعلق اتفاق سوات

جانب من السوق الرئيسي في مدينة مانجورا أكبر مدن وادي سوات حيث اشتبكت القوات الباكستانية أمس مع عناصر من مسلحي طالبان (إ.ب.أ)
TT

علقت حركة طالبان الباكستانية المحادثات مع الحكومة كما أعلن أحد المفاوضين أمس، فيما قامت مروحيات قتالية بقصف مواقع يشتبه في أنها مخابئ للناشطين في شمال غرب البلاد.

ويأتي هذا الإعلان بعدما أطلق الجيش الباكستاني هجوما جديدا على مقاتلي طالبان في شمال غرب البلاد وسط ضغوط أميركية كثيفة لوقف تقدم المتطرفين في المنطقة.

وقال أمير عزت المتحدث باسم الزعيم صوفي محمد المؤيد لطالبان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «اجتمع مجلس الشورى مساء أول من أمس في بلدة دير وقرر تعليق مفاوضات السلام مع الحكومة في الولاية الحدودية الشمالية الغربية». وكان صوفي محمد أجرى مفاوضات في فبراير (شباط) أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق نار لقاء إقامة محاكم إسلامية في وادي سوات. وأضاف: «لكننا ما زلنا ملتزمين الاتفاق الذي أُبرم في فبراير (شباط)» في إشارة إلى الاتفاق المثير للجدل الذي فرض الشريعة الإسلامية في وادي سوات. ووعدت حركة طالبان بإلقاء سلاحها مقابل إقامة محاكم إسلامية في اتفاق كان هدفه إنهاء حركة تمرد استمرت سنتين في منطقة وادي سوات. لكن الناشطين أحرزوا تقدما إضافيا في المنطقة، وتُجري الحكومة محادثات معهم لإعادة السلام إلى تلك المنطقة. وقال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي صادق مؤخرا على اتفاق الشريعة أول من أمس إن القوات الباكستانية طردت ناشطي طالبان من لاور دير (75 كلم غرب سوات) حيث أعلن الجيش مقتل 20 ناشطا أمس. لكنه أشار إلى أنه هناك حاجة إلى قوات شرطة إضافية على الأرض لمنع الناشطين من استعادة السيطرة هناك. وقال زرداري إن اتفاق السلام مع طالبان يبقى ساريا «إلى أن تبلغني حكومة الولاية الحدودية الشمالية الغربية عكس ذلك».

وأضاف في مقابلة مع الصحافة الأجنبية: «ستجري إعادة تقييم للوضع من قِبل الحكومة الإقليمية، وإذا لزم الأمر سنعود إلى البرلمان وهو يقرر». وأوضح زرداري أن الهجوم في سوات «يعتبر أحد الاحتمالات»، لكن جغرافيا المنطقة «تحد من قدراتنا». وقال: «إنها منطقة مكتظة بالسكان, وحصيلة الضحايا قد تكون مرتفعة». ودفع تقدم المئات من عناصر طالبان من سوات إلى منطقة بونر المجاورة بواشنطن إلى إعلان أن المتطرفين يشكلون «تهديدا وجوديا» لباكستان. وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد من تقدم عناصر طالبان، فيما دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قادة باكستان إلى التحرك. كما عبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن «قلق» واشنطن إزاء ترسانة باكستان النووية في حال تمكنت طالبان من الإطاحة بالحكومة. لكن زرداري قال أمس إن المنشآت النووية الباكستانية «في أيد أمينة». وقال زرداري إن «جميع المنشآت النووية الباكستانية تحت حراسة أمنية مشددة»، ردا على المخاوف التي أبدتها الولايات المتحدة أخيرا حيال تقدم المتمردين الإسلاميين. وأضاف: «أود أن اطمئن العالم إلى أن منشآت باكستان النووية في أيد أمينة». وأعلن الرئيس زرداري أمس لعدد من الصحافيين أن أجهزة الاستخبارات الباكستانية تعتقد أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قُتل، لكن لا تملك دليلا على ذلك. وقال زرداري في لقاء صحافي في القصر الرئاسي بإسلام أباد إن «الأميركيين يقولون لنا إنهم لا يعرفون (إن كان حيا أو ميتا)، وهم أفضل تجهيزا منا بكثير للبحث عنه، في حين أن أجهزة استخباراتنا ترى من الواضح أنه لم يعد حيا، أنه قتل، لكنها لا تملك دليلا على ذلك، ولا يمكن بالتالي اعتبار الأمر مؤكدا».

وتابع: «إننا إذن بين الوقائع والتخييل». وترى واشنطن التي تعتبر إسلام أباد حليفة أساسية لها في تصديها للإرهاب منذ نهاية 2001، أن أسامة بن لادن ومساعديه يختبئون في المناطق القبلية شمال غرب باكستان المحاذية لأفغانستان. وتشدد الولايات المتحدة على أن المتطرفين الإسلاميين يشكلون أكبر تهديد للبلاد لا للهند. وقُتل أكثر من 1800 شخص في أنحاء باكستان في موجة اعتداءات شنتها القاعدة وطالبان منذ تموز (يوليو) 2007. وأقر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري تطبيق الشريعة الإسلامية في مالاكند ووادي سوات في 13 أبريل (نيسان) الجاري بعد شهرين تقريبا من التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة المحلية والمتمردين. ورغم أن الحكومة بدأت إنشاء محاكم شرعية رفض المسلحون الذين أصبحوا أكثر جرأة نزع سلاحهم وبدؤوا في توسيع نطاق نفوذهم حول منطقتَي بونر وشانجلا المجاورتين لسوات. وكان رئيس أركان الجيش الباكستاني أشفق برويز كياني قد أعرب في وقت سابق عن عزم الجيش محاربة المسلحين الذين يعرضون حياة المدنيين الآمنين للخطر ويتحدّون سلطة الدولة والقضاء عليهم. وقال الجنرال كياني إن «توقف العمليات يهدف إلى منح قوى المصالحة فرصة، لكن لا يجب أن يُنظر إلي ذلك باعتباره خضوعا للمسلحين»، في إشارة واضحة إلى فترة توقف القتال في وادي سوات بعد توقيع اتفاقية السلام في 16 فبراير (شباط) الماضي. إلى ذلك، أعلن الجيش الباكستاني أمس أنه قتل عشرين من عناصر طالبان في هجوم شنه أول من أمس في منطقة شمال غرب باكستان حيث حقق المقاتلون الإسلاميون المرتبطون بالقاعدة أخيرا تقدما مغتنمين اتفاق وقف إطلاق نار.